تحدث عبد الحميد زوبا ومزيان إيغيل وعبد الرحمان مهداوي، وهم ثلاثة مدربين سبق لهم الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، عن مشاركة المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، واعترف كل مدرّب بأن نتائج ''الخضر'' لم تكن إيجابية، غير أن كل واحد منهم قدّم قراءته لما حدث ل''الخضر'' في ''الكان''، وقال إيغيل بأن ثمة بوادر منتخب قوي في الأفق، فيما شدّد مهداوي على ضرورة تصحيح الأخطاء، واعتبر زوبا بأن ال500 تمريرة ليست معيارا في غياب النتائج.
مزيان إيغيل
''لا داعي للحديث عن الخبرة''
ثمّن مزيان إيغيل، المدرب الوطني الأسبق، مشاركة المنتخب الوطني في دورة جنوب إفريقيا، وشدّد على القول بأن المنتخب لم يكن سيئا بالشكل الذي يتصوره البعض حتى وإن كانت النتائج الفنية قد خانته.
وقال مزيان إيغيل ''صحيح أن النتائج كانت غائبة في دورة جنوب إفريقيا، لكن الآراء اختلفت في البداية بشأن قدرة المنتخب على تحقيق أهدافه، فهناك من وصف بأن بلوغ نصف النهائي صعب ومبالغ فيه، وآخرون قدّروا بأن الأهداف المسطرة مشروعة ويمكن تحقيقها، كلها آراء مختلفة، لكن المباريات الثلاث كشفت بأن المنتخب قدّم عرضا مقبولا''.
وأضاف المدرّب مزيان إيغيل ''لقد تابعت مباريات المنتخب، وأنا مقتنع بأنه لم يكن فعالا، بدليل النتائج المسجلة، لكن يمكن القول بأننا شاهدنا أشياء إيجابية والصورة ليست قاتمة''، مضيفا ''هناك أخطاء وربما يعود ذلك لصعوبة المنافسة القارية، وحسب رأيي، فإن المنتخب ذهب ضحية ضعف دفاعه ولم تكن مشكلته هجومية، لذلك يجب تصحيح بعض الأخطاء ويمكن بعد تدعيم التشكيلة بعناصر جديدة أن يصبح المنتخب أقوى في المستقبل، أعتقد بأن ثمة بوادر منتخب كبير في المستقبل''.
وحسب إيغيل، فإنه من الضروري تثمين اللعب الجماعي والتمريرات الكثيرة ''التي بلغ بها المنتخب منطقة عمليات المنافسين في عدة مرات''، مضيفا ''تحديد بلوغ أهداف متقدمة في منافسة كبيرة يمليه مستوى التحضيرات والإمكانات المتوفرة، وما حدث أن المدرب الوطني راهن على منتخب يصنع اللعب ويبادر بالهجوم واختار العناصر التي رأى بأنها تحقق هذا الهدف، ويجب احترام قراراته، ويمكن أن تكون تلك الطريقة جديدة على منتخبنا الذي له خبرة في الهجمات المرتدة، لأننا منتخب يعتمد على ردة الفعل وليس على الفعل''.
وشدّد إيغيل على القول ''أحترم كل مدرّب يدافع عن خياراته وقناعاته، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، فحين يتحمل المدرب المسؤولية ويدافع بشراسة عن قناعته في العمل، فلا يمكن أن يكون سوى مدرّب جدير بالاحترام، وعليه من الضروري الاحتفاظ بالمدرب الوطني لأنني ضد فكرة تنحية المدربين''.
وقال إيغيل إنه يعترف بأن المنتخب يتكوّن من لاعبين محترفين وبأن عامل الخبرة يجب عدم طرحه، غير أنه قال ''ربما كانت تنقصهم الخبرة في اللعب في المستوى العالي''.
عبد الرحمان مهداوي
''يجب أن نتعلّم ثقافة الفشل''
صرح عبد الرحمان مهداوي بأن المنتخب مطالب في الدورات النهائية بتحقيق النتائج، وهو يختلف كثيرا عن الفريق في مثل هذه المواعيد.
وقال المدرّب الوطني الأسبق: ''المنتخب تنقل إلى جنوب إفريقيا بأهداف محددة ولم يحقق ذلك، لكن لا يجب أن نتوقف عند النتائج وعلينا بتقييم شامل لعمل المدرّب الوطني منذ توليه تدريب المنتخب''، مضيفا ''المدرب الوطني مسؤول عن خياراته، فكل واحد له قناعته الشخصية ويجب احترامها، ولا يمكن أن ننكر بأن ثمة نقاطا إيجابية، وبالنسبة إليّ تنقل المنتخب إلى ''الكان'' بحذر مبالغ فيه، وخوف من الفشل، أعتقد أيضا بأن المدرب الوطني الذي قال إن الإقصاء من الدور الأول وارد، دليل على أنه لم يكن يثق في تشكيلته ولم يكن واثقا من من تحقيق أهدافه، فهو الأقرب للحكم على تشكيلته، وهي معطيات قضت على أي ضمان في إمكانية تجاوز المنتخب للدور الأول''.
وواصل يقول ''علينا تقييم مشاركتنا في ''الكان'' وعلينا أن نتعلم ثقافة الفشل حتى يمكن لنا التعلم من أخطائنا، وأي إقصاء يؤثر بالدرجة الأولى على المدرب وعلى رئيس الاتحادية، والمنتخب مرتبط بالنتائج، لكن أشدّد على القول بأن ثمة جوانب إيجابية في هذا المنتخب ومن الضروري الاحتفاظ بالمدرّب''، مضيفا ''المنتخب الوطني تأثر كثيرا بخسارته الأولى أمام منتخب مالي، أعتقد بأنها مباراة مهمة وكانت معيارا في البداية للحكم على المنتخب''.
وقال مهداوي إن المنتخب الوطني ''استفاد من دعم مالي وإمكانات كبيرة غير مسبوقة، وهذا على خلاف ما عاشه المنتخب في السابق، فلم يكن في عهدنا نفس الإمكانات''، مضيفا ''رغم ضعف النتائج، فإن ثمة جوانب إيجابية يجب الإشادة بها''.
إسماعيل خباطو
''علينا أن نعود إلى التكوين''
حضر ''فوروم المجاهد'' شيخ المدرب إسماعيل خباطو رغم تقدمه في السن وحالته الصحية، وكان ضيف شرف. وتحدث خباطو عن ضرورة العودة إلى التكوين، مشيرا إلى أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان منتخبات وطنية قوية في المستقبل، مشيرا ''يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وكرة القدم منبعها التكوين وليس شيئا آخر، فهناك سنتان عمل مع كل صنف، وفي خمسة أصناف نجد أنفسنا مع فترة تكوين تصل إلى عشر سنوات''. وأضاف خباطو ''لن نحقق شيئا دون تكوين لاعبين في الجزائر''.
عبد الحميد زوبا
''أغلب اللاعبين كانوا يسمعون للمناجيرة ''
قال عبد الحميد زوبا، المدرّب الوطني الأسبق، إنه لا يمكن نكران فشل المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا، مشيرا إلى أن عدم تحقيق نتائج إيجابية في دورة نهائية يعني بالضرورة بأن المنتخب فشل في تحقيق هدفه.
وقال زوبا ''لم نحقق نتائج إيجابية وخرجنا من الدور الأول بنقطة واحدة، وهذا يعني بأننا فشلنا، ثم إن المنتخب اصطدم بالمستوى العالي ولم يسجل أهدافا في عدة مباريات، والمدرّب الوطني لم يستقر على تشكيلة أساسية واضحة حين كان يجري مواجهات ودية، وتم تغيير التشكيلة حتى في المباريات الرسمية''، مضيفا ''عدم ضبط تشكيلة أساسية يكشف الحالة المعنوية للمدرّب والمنتخب أيضا، وبرأيي أن أغلب اللاعبين كانوا يسمعون للمناجرة أكثر منه إلى المدرب، واليوم لا يمكن أن نتحدث عن 500 تمريرة لوصف مشاركتنا بالإيجابية ونحن لم نحصد سوى نقطة واحدة''. وحمّل زوبا جانبا من المسؤولية إلى الاتحادية، ولفت الانتباه إلى أن مشكل الكرة الجزائرية أعمق من فشل منتخب في تجاوز الدور الأول في ''الكان''، حيث قال ''إلى متى نبقى تحت رحمة المدارس الأجنبية ونجلب لاعبين إلى المنتخب من الخارج، فبين دورة 2010 ودورة ,2013 خسرنا منتخبا وظهر واضحا بأننا لا نملك أي شيء، بدليل التغييرات الكثيرة التي طرأت على التشكيلة''، مضيفا ''الاتحادية اهتمت فقط بالمنتخب الأول ونسيت التفكير في مستقبل الكرة الجزائرية، فلا يمكن الحديث عن الاحتراف دون تكوين، فهناك لاعبون شبان في سن 12 عاما من كل جهات الوطن ينتظرون من الاتحادية الاهتمام بهم والاستجابة لحاجياتهم، ويمكن لهؤلاء أن يصنعوا لنا منتخبا قويا يشارك في مونديال قطر عام .''2022
وألقى زوبا باللّوم أيضا على رؤساء الأندية وقال إن اللاعب يتعلّم في النادي وليس في المنتخب، مشيرا ''يجب إشراك رؤساء الأندية لتكوين اللاّعبين، فلا أحد اليوم يهتم باللاّعب الجزائري، لست ضد اللاعبين المغتربين ومن حقهم اللعب للمنتخب، غير أنه أصبح من الضروري اليوم الاعتماد على شباننا لأننا نملك مؤهلات عالية ولا يحتاج هؤلاء سوى الرعاية حتى لا نظل تحت رحمة الأندية الأوروبية، لأننا نملك الإمكانات لتحقيق ذلك، واللاعب من 12 إلى 14 سنة يتلقى التعليم ومن 14 إلى 16 سنة يركز على التدريب ثم من 16 إلى 18 سنة يدخل المنافسة، واعتبارا من سن 19 عاما يندمج في الفريق الأول ويصبح محترفا، هذا ما هو معمول به في أوروبا''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رفيق وحيد
المصدر : www.elkhabar.com