تصريح الرئيس الإيراني المنتهية ولايته "احمد نجاد" من أن الصهاينة يعيشون هاته الأيام عرسا حقيقيا بسبب الأحداث المأساوية التي يخيم على الأوضاع في كل من سوريا و مصر هذا التصريح لم يكن جزافيا أو ترويجيا و إنما هو الحقيقة بعينها فبالعودة إلى العقود القليلة الماضية تمكن العرب من الاتحاد في الكلمة و الموقف في أكثر من مناسبة حيث اتحدوا في قرار اتخاذ أكثر من حرب ضد قطعان القردة و الخنازير فكانت حرب 1967 و1973 في فترة لم يكن العرب يمتلكون عشر ما يمتلكونه اليوم من عدد و عتاد و لكن كان العرب آنذاك الهدف و الرؤية و العقيدة السياسية الصحيحة التي تعتمد على مبادئ التضامن و وحدة الصف و الكلمة و الموقف فكان للعرب آنذاك و رغم أوضاعهم جزءا من الكلمة و لكن تأتي السنون ليصبح هؤلاء العرب في حالة تثير الشفقة و الرحمة حيث أصبحوا بلا كلمة و بلا موقف توحدهم أمريكا و تفرقهم أمريكا بسبب التشتت و التشرذم الذي أصاب الدول العربية و قيادتها و كأن المرحلة الثانية من سايسبيكو قد طبقت فأصبح المقسم أكثر تجزيئا و المجزئ أكثر تقسيما فكان للكيان الصهيوني حضوره حيث استغل التتطاحن العربي و التشرذم لينفرد بالفلسطينيين و يفعل ما فعل بهم من اتفاقات ظالمة ما انزل الله بها من سلطان و من مصادرة للأراضي و توسيع لقواعد الاستطان هذا الوضع جعل من المقاومة الوطنية الفلسطينية تدخل غرفة الإنعاش ليخرج علينا الفلسطينيين و كأنهم تخلوا عن المقاومة و أصبح شغلهم الشاغل ليس القدس و ليس تحرير الوطن و إنما المعابر و الخلافات بين فتح و حماسو لكن و للأسف هذا الوضع العربي المحتقر لم يتحسن بشكل يجعل العرب يجلسون فقط على طاولة واحدة بل للأسف جاءت ما يسمى كذبا و بهتانا الثورات العربية لتحرق ما تبقى من أوراق كان العرب يعتمدون عليها في نش الذباب فالدول المحورية كسوريا و مصر و الجزائر أصبحت منشغلة بمسائل هامشية تمخضت عمى يسمى بالربيع العربي فمصر اكبر الدول العربية أصبحت منهمكة في قضاياها و مشاكلها الداخلية بسبب حرب الميادين التي قسمت الشعب المصري إلى شعوب و قبائل متناحرة على وزارات و مكاتب فيها كل شيء عدى الأموال فالمصريون الآن أصبحوا شعبا يتناحر داخل دولة مفلسة أما سوريا فإنها تخوض حربا عالمية ضد إرهاب قادم من 28 دولة تحت شعار (الديمقراطية و الحرية للشعب السوري) أما الجزائر القوة العربية الضاربة و ظهر الأمة فإنها تعيش حروبا حدودية إستنزافية غير معلنة مع إرهاب القاعدة في الجنوب و الشرق و إرهاب المخدرات في الغرب حيث وجدت الجزائر نفسها في حرب لا تقل خطورة عن باقي الحروب بعدما عجز المتآمرون على اختراق الجبهة الداخلية الصلبة و القيام بربيع ديمقراطي جزائري يحرق البلد كما أحرقت ليبيا و سوريا .
و في ظل هذا الوضع المبكي للأمة العربية تتحرك الآلة الدبلوماسية الأمريكية بقيادة اليهودي الصهيوني "جون كيري" في اتجاه منطقة الشرق الأوسط لتعلن عن استئناف المفاوضات المتعثرة بين الفلسطينيين و قطعان القردة و الخنازير لتشدد هاته الدبلوماسية على موعد محدد لإنهاء المفاوضات و الوصول إلى اتفاق شامل ينهي ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي في فترة لا تتجاوز الثمانية أشهر كأقصى تقدير لتأتي هاته المفاوضات في ظل قبول عملاء أمريكا من العرب و تحييد القوى الكبرى كسوريا و مصر و الجزائر في حلقة ثالثة لسيكسبيكو الجديد يجزأ المقسم و يقسم المجزأ بشكل سيجعل من القضية الفلسطينية منتهية إلى الأبد و لكن لصالح بني صهيون و هكذا ألا يستحق أن نقول ما قاله نجاد من أن الصهاينة يعيشون هاته الأيام عرسا حقيقيا .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com