الجزائر

نتائج البكالوريا ضعيفة !



أجمع نقابيون وفاعلون في قطاع التربية الوطنية على ضعف نتائج البكالوريا دورة جوان 2019، حيث قدرت نسبة النجاح الوطني ب 54.56، رغم ما ميز السنة الدراسية هذه السنة من استقرار واستكمال الأساتذة كل المقرر المدرسي المعتمد، مقارنة بالسنوات الماضية حيث كانت تسود المناخ التعليمي الضبابية وعواصف هوجاء زعزعت استقرار المنظومة المدرسية، ومع ذلك يقول هؤلاء نجد نسبة النجاح الوطني تفوق 56 بالمائة.
رغم إعادة النظر في سلم التنقيط إلا أن النتائج كارثية
وفي السياق، استنكر الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف”، بوعلام عمورة، في حديثه ل”الحوار” نتائج البكالوريا دورة جوان 2019 واصفا إياها بالضعيفة، رغم الإجراءات المتخذة من أجل الرفع من مستوى النتائج، على غرار تغيير سلم التنقيط، بعد ما أظهر التصحيح النموذجي كارثية النقاط لجميع المواد، كل هذا لم يستطع تحسين مستوى النتائج، وبقيت دون المستوى المتوقع.

المنظومة المدرسية مريضة
وواصل الأمين العام بوعلام عمورة، “أن نتائج البكالوريا أظهرت هشاشة المنظومة التربوية، التي قال عنها إنها مريضة وبحاجة إلى من يعالج مفاصلها للوقوف مجددا وأداء مهامها خدمة للتلميذ وللأولياء وانتصارا للمنظومة بكاملها، وحتى لا نقع في مآزق ترهق كاهل المعلم والمتعلم معا، داعيا إلى نبذ سياسة الترقيع والذهاب فعليا إلى إصلاح معمق في جهاز التربية الوطنية، بما يتوافق والتطورات الحاصلة على المستوى الوطني، بما يجعلها تواكب العلوم التي تتجدد، ونكون بذلك أمام مدرسة عمومية ذات جودة عالية، وذلك كما قال لن يحدث إلا إذا وجدنا تيارا يقود المنظومة التربوية نحو الأعلى.
وكشف المربي بوعلام عمورة أن النسبة الحقيقية في نتائج النجاح الوطني في شهادة البكالوريا لا تتعدى 25 بالمائة، وأن العدد المعلن من وزارة التربية تم تضخيمه ولا يعكس الواقع لأن أغلب المرشحين لم يسعفهم الحظ بالظفر بمقعد بالجامعة ومؤسسات التكوين الأخرى، رغم تضخيم العلامات وتغيير سلم التنقيط، لم يتم تحسين نسبة النتائج، ما يبين أن المدرسة الجزائرية حسبه لا تعكس مستواها الحقيقي.

التلميذ العلمي ليس له “ملمح علمي”..و60 بالمائة يعيدون السنة في الجامعة..
استهجن الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف”، بوعلام عمورة في السياق نفسه، الطريقة التي يتم بها احتساب معامل المواد الأساسية والثانوية بالنسبة لشعبة العلوم، حيث قال إن من أغرب الأمور أن ترى معامل المواد غير الأساسية على غرار الاجتماعيات، الشريعة، أدب عربي واللغات وفلسفة والرياضة، يكون معاملها أعلى من المواد الأساسية كالرياضيات، والعلوم، والفزياء والكيمياء، مما يجعل شعبة العلوم التجريبية تحصد أكبر نسبة في البكالوريا، ولأن التلميذ ليس له ملمح علمي فتجد أكثر من 60 بالمائة من الناجحين يعيدون السنة في الجامعة، موجها أصابع الاتهام إلى وزير الحكومة السابق عبد المالك سلال الذي يقبع بسجن الحراش الذي رفض مشروعنا التربوي الذي بقي حبيس الأدراج منذ 4 سنوات، لأننا على يقين أن لدينا تلاميذ لهم طاقات وقدرات لرفع مستوى المدرسة الجزائرية.

الحراك الشعبي ليس سببا في ضعف النتائج
وردا على من أرجع أسباب ضعف نتائج البكالوريا إلى مشاركة التلاميذ في الحراك الشعبي، قال الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين “ساتاف”، بوعلام عمورة أن تردي مستوى النتائج في شهادة البكالوريا ليس له علاقة بالحراك الشعبي، وهو ما يؤكده أولياء التلاميذ الذين أجزموا أن التلاميذ درسوا في ظروف عادية وامتحنوا في ظرف مناخي ممتاز وتحت درجة حرارة معتدلة.

المدرسة بحاجة إلى تقييم فعلي لمستوى المنظومة التربوية
من جهته، قال المكلف بالإعلام لدى نقابة الكناباست، مسعود بوديبة، ل”الحوار”، “رغم استقرار السنة الدراسية التي ميزت سنة 2019، وكل الظروف مواتية لإجراء الامتحان، إلا أن ما لحظناه هو ضعف النتائج التي لم تكن في المستوى المطلوب، من حيث الأرقام المقدمة لنسبة النجاح التي لم تتعد 54 بالمائة، بالرغم من أن عملية التصحيح كانت لصالح التلميذ، مقارنة بالسنوات الماضية، وعليه فالقضية تحتاج إلى تقييم فعلي لمستوى المنظومة التربوية والبرامج الدراسية.

نتائج البكالوريا تعكس مستوى المدرسة الجزائرية
من جهته، قال عبد الوهاب لعمري زقار مكلف بالإعلام في نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في تصريحه ل”الحوار”، إنه ورغم تطابق نسبة نتائج البكالوريا للمستوى الحقيقي للمدرسة الجزائرية، ولم تعكس سياسة معتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية مثل ما هو معمول به في السابق، إلا أننا كنا نأمل أن تكون نسبة النجاح أكبر من هذه، مما يؤكد مرة أخرى يضيف عبد الوهاب أن المنظومة التربوية تحتاج إلى دراسة عميقة من أجل ترقيتها.
نصيرة سيد علي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)