السلام عليكم ورحمة الله وبركات
مقتطفات من حياة شيخنا
وإمامنا وقائدنا وأستاذنا الشيخ العلامة النحرير والقدوة الشهير البدر اللامع
والنور الساطع المحرز على قصب السبق في جميع المساعي: الشيخ الطاهر بن عبد المعطي
السباعي:
- ابن أحمد بن محمد بن
عبد المعطي بن علي بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عبد المولى بن عبد الرحمن الفازي
بن عمرو بن اعمر بن مولاي عامر المعروف بأبي السباع بن حريز بن محمد بن عبد الله بن
إبراهيم بن إدريس بن محمد بن يوسف بن زيد بن عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد
الدائم بن عمرو بن سعيد بن عبد الرحمن بن سالم بن عزوز بن عبد الكريم بن خالد بن
سعيد بن عبد الله بن زيد بن رحمون بن زكرياء بن عامر بن محمد بن عبد الحميد بن علي
بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن
المثنى بن السبط بن علي كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء. – قال في إزاحة الغشاوة عن
تاريخ الحركة العلمية بإقليم شيشاوة للمؤلف الشيخ الحبيب الرسموكي صفحة 229-230 تحت
ترجمة الفقيه العلامة الحاج أحمد الطاهر: هو الفقيه الجليل العالم العلامة المدرس
السيد أحمد الطاهر بن عبد المعطي الحسني الإدريسي السباعي كان رحمه الله عالما
كبيرا ومدرسا مشهورا انتقل في بادئ أمره إلى ولاية أدرار بالجزائر وأسس هناك مدرسة
علمية مشهورة حيث نشر العلم وتخرج به الكثير من العلماء في توات والقطر الجزائري
الشقيق وأنشئت هناك فروع لمدرسته وكثر هناك تلامذته واشتهر هناك بعلمه وتدريسه أعظم
شهرة ومن بين تلامذته على سبيل المثال لا الحصر: العلامة الجليل السيد محمد باي
بلعالم بالجزائر الذي زارنا جزاه الله خيرا صحبة نخبة من أبناء هذه الأسرة العالمة
وزودني بمؤلفه القيم في علم الحديث الذي سماه كشف الدثار على تحفة الآثار وغيره من
مؤلفاته في اللغة والفقه والعبادات والمواريث من ذلك كتاب الكوكب الزهري نظم مختصر
الأخضري وله الدرة السنية منظومة في علم الفرائض واللؤلؤ المنظوم في نظم منثور ابن
آجروم. ومن تلامذته أيضا في الجزائر: الأستاذ العلامة عبد العزيز سيدي عمر صاحب
كتاب قطف الزهرات من أخبار علماء توات إمام مسجد مهدية بلدية تيمي ولاية أدرار
الجزائر.
– مولد الشيخ مولانا
الطاهر: عام 1325 هـ بأولاد عبد المولى محافظة مراكش
وكان الذي تربى في أحضانه وتلقى منه العلم والمعرفة والأخلاق الجميلة أخاه السيد
مولانا عبد الله الفقيه المفتي الشهير الذي اشتهر بالفضل والعلم والتدريس منذ نشأته
حتى وفاته وهو عبد الله بن عبد المعطي بن أحمد الحسني.
قال في إزاحة الغشاوة عن
تاريخ الحركة العلمية بإقليم شيشاوة صفحة 226 : تحت عنوان الفقيه السيد عبد الله بن
عبد المعطي قال: هو العلامة الكبير المفتي الشهير والأديب
المقتدر الذي أخذ عن والده وتسلم الأمانة بعده في تسيير شؤون هذه المدرسة حيث قام
على ساعد الجد في نشر العلم في هذا الربوع طيلة حياته وكان معَظَّما عند الخاص
والعام وكانت له شهرة طنانة في الأوساط العلمية على الصعيد الوطني حيث كان ينتقل
إلى مراكش أيام الباشا لكلاوي ويقيم حلقات دراسية بمساجدها ويأتيه الطلبة للأخذ
والاستفادة من علمه. وقال في كتاب الدفاع وقطع النزاع عن نسب أبناء أبي السباع نبذة
موجزة عن حياة المؤلف الذي هو الشيخ عبد الله شيخ شيخنا السيد أحمد الطاهر قال: هو
الفقيه العلامة المفتي الشهير الذي اشتهر بالعلم والفضل والتدريس منذ نشأته حتى
وفاته وهو عبد الله بن عبد المعطي بن أحمد الحسني الإدريسي السباعي ولد بصحراء
شنجيط بمكان يقال لد ترس عام 1310 هـ حفظ كتاب الله حفظا وإتقانا ورواية واشتغل
بأخذ العلم عن والده الفقيه العالم سيدي عبد المعطي بن أحمد السباعي بأحواز مراكش
بقرية أولاد عبد المولى والتي ما زالت إلى يومنا هذا يشع نورها ويأتيها طلبة العلوم
من كل حدب وصوب، حاز المؤلف على الحظ الأوفى الأوفر من جميع فنون العلوم وشهد له
بذلك القاصي والداني وكان يرجع إليه في معضلات العلوم والفتيا اشتغل بالتدريس في
مدرستهم المشهورة ودرس على يد ( لعلها: يديه) كثير من أبناء المغرب المنتشرين في
جميع أنحاء المعمورة والمتقلدين لأسمى المناصب، يعتبر مؤلَّفه هذه من أهم ما كتب عن
النسب وما يثبت به حيث أفاض وشرح مسائل فقهية لها علاقة بالنسب وجاء بشرف أبناء أبي
السباع على سبيل المثال لا على سبيل الحصر له مؤلفات كثيرة نذكر من بينها: الدفاع
وقطع النزاع عن نسب أبناء أبي السباع، الأجوبة السباعية عن الأسئلة المراكشية،
الارتفاق في الرد على من يقول بزكاة الأوراق، وعدة قصائد شعرية في مدح الأسرة
العلوية الشريفة، بقي المؤلف يدرس جميع أنواع العلوم إلى أن وافاه الأجل المحتوم في
26 شوال عام 1390 هـجرية رحمه الله وأفاض علينا من بركاته والحمد لله أولا وآخرا
الأول الذي عليه في الحشر المعول. كتبه عبد المعطي بن عبد
الله.
- هذا الشيخ الذي تخرج من من بحره الفائض ومن قلبه النابض شيخنا العلامة السيد أحمد
الطاهر فكان تحت رعايته وحضانته حتى تضلع في العلم والمعرفة وتربى في أحضانه تربية
إسلامية أخلاقية فكان بحرا في العلم وبحرا في الجود والكرم والسخاء وجميع الأخلاق
الطيبة فشكر هذه النعم فبذلها ولم يحتكرها وطبقها ولم يبخل بها.
وفي سنة 1363هـ الموافق
لـ 1944م وصل لتوات قادما من المغرب على طريق موريتانيا ومالي فنزل أوَّلاً في رقان
ثم انتقل إلى سالي فوجد فيها أرضية خصبة قام باستعدادها الشرفاء أولاد السي حمو
مولاي المهدي وإخوته فآووه وآزروه وأكرموه فنزل السعيد عند
السعداء:
وإذا سخر الإله أناسا
لسعيد فإنهم سعداء
وقد التقى أول يوم من
نزوله بسالي بالشيخ الولي الصالح السيد محمد بن الحاج سيدي جعفر الذي كان صلة وصل بينه وبين الشرفاء وذلك بعد أن ناقشه في مسائل علمية
اطلع من خلالها على مستواه العالي ووجد فيه ضالة الشرفاء المنشودة وذلك كما سبق لنا
في ربيع الأول من عام 1363هـ. وأما ما جاء في ترجمته من أنه العام 1356هـ فهو سبق
قلم. وفي نفس السنة طلب منه الشرفاء أولاد السي حمو أن يبقى بين أحضانهم ليعلم
المسلمين فقه دينهم وفي السنوات الثلاث من قدومه لسالي اجتمع به طائفة من الطلبة
بما فيهم أئمة المساجد ومعلمي القرآن في سالي ونفر قليل من خارجها منهم السيد مولاي
عمار الذهبي وابن عمه مولاي علي من تيلولين والسيد احمادو البوحامدي من زاجلو
فقط.
وفي سنة 1366هـ ورد عليه
العبد الضعيف محمد باي وفي بحر تلك
السنة بنيت المدرسة الكبيرة بناها الشرفاء أولاد السي حمو وتكفلوا بجميع
متعلقاتها وكان الذي وهب الأرضية على حسب ما سمعنا أولاد السيد الحبيب مولاي مبارك
بن مولاي عبد الرحمن وبعد تمام المدرسة انفتحت أبوابها أمام طلبة العلم وبدأ الطلبة
يتوافدون من كل ناحية وكنت أول طالب فيها بعد أن كنت في المدرسة
القديمة التي داخل البلد، فورد علينا طلبة من بشار ثلاثة:
عيني المهدي بن عبد الله، وعرابي عبد الله، وعبد الملك بن الإمام. فكنا إذ ذاك
أربعة فقط. وصارت الطلبة تأتي من زاجلو وأقبلي ومن بعض قرى توات وهكذا صارت
المدرسة تنمو وتزداد وكان الرعيل فيها من سالي منهم: أبو سعيد المختار بن أحمد إمام
اولاد عبد الواحد وكان فقيها نحويا تضلع في العلم والمعرفة، والسيد الأنصاري السيد
أحمد بن السيد الجومي الأنصاري، والسيد البركة بن الطالب عبد الله البرمكي، والسيد
محمد بن بلة البرمكي، والسيد الحاج الحسن بن سيد الشيخ الأنصاري، والشيخ الحبيب بن
عبد الرحمن خليفة الشيخ وشيخ مدرسة تسفاوت، والسيد طالب عبد الكريم بن حميد، والسيد
الطالب أحمد اباها، والسيد مّحمد لبعير، والسيد بلحبيب مولاي مبارك بن مولاي عبد
الرحمن، وابنه السيد مولاي عبد الرحمن، والسيد حساني مولاي عبد الكريم بن مولاي
المهدي، والشيخ أحمد بن الحاج المختار البوسعيد وإخوانه، والولي الصالح السيد الحاج
عبد القادر بن سيدي سالم آل الشيخ القطب الرباني المغيلي، والسيد محمد ثمَّ قال من
آل الشيخ المذكور ابن السيد محمد بن سيدي بريكة، والسيد مولاي الحسن بن السيد مولاي
أحمد السي حمو، وجماعة مستفيضة من قرى سالي يصعب تعدادها، ومن خارج سالي: السيد
الذهبي مولاي عمر بن سيدي محمد التيلوليني، وابن عمه الذهبي مولاي علي، والسيد محمد
عبد الله بن سيدي محمد الجعفري، والسيد عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العلامة سيدي
محمد بن سيدي جعفر، والسيد الطالب محمد بن باحمو إمام العلوشية سابقا، والسيد
الطالب سالم بن الصافي إمام المحارزة سابقا، والسيد الطالب عبد الله بن الصافي إمام
أولاد مولاي العربي سابقا، والسيد طالب ناجم المقدم إمام قصبة الشريف، والكاتب محمد
باي بلعالم، والثلاثة الذين معه المتقدم ذكرهم، والشيخ احمادو البوحامدي، وصنوه
الشيخ أحمد، والحاج الصديق الحاج الصديق، وابن عمه الحاج سالم، والشيخ محمد
الرقاني، والشيخ مَحمد بن محمد المختار بن مالك، والطالب الفقي الفقي، وبن مالك عبد
الكريم، والشيخ عبد الرحمن حفصي، والشيخ التهامي الزجلاوي، والشيخ الحسن التنلاني،
وحجاج الحاج العيد بن الحاج أحمد المنيعي، والسيد محمد إبراهيم بن سيدي أحمد
الفلاني، والسيد محمد المقدم التوكي، والسيد عبد الرحمن الثعالبي، والسيد الحاج
الحسان بن سيد الشيخ الأنصاري، والسيد عبد الرحمن بن الطالب الصديق. – هذه بعض
العينات من الرعيل الأول على سبيل المثال لا على سبيل الحصر ـ ، ومنهم السيد الحاج
محمد مامو المؤسس والمعين لمدرسة بني مهلال تيميمون، وأما الطلبة الذين ارتادوا
المدرسة وتخرجوا منها فقد جاءوا من كل صوب وناحية من داخل القطر الجزائري
وخارجه.
- الشيخ مولانا أحمد
الطاهري الإدريسي بعد استقراره بسالي تذكر بيئته ومسقط رأسه والحصن الذي كان يأويه،
فأنشأ هذه البيات:
بدا حسن من أهوى وقد كان
لا يبدو وأضناك عندما بــــدا حسنها الوجد
بدا وصروف الدهر تبدي
عجائبـــا وصولته لــن يستطــــــــــاع لها رد
فمن ذاك ها أنا بسالي
قاطـــــــــــن أطوف بها طورا وطــورا بها أغدو
كأني لم أطف بدار
قــــــــد أسـست على العلم والتقوى ونيـل بها القصد
وطافت بها القراء من
كـــل جانب وقامت بها لله في ليلــــــــــــــة أســد
بها شيخنا عبد الإله
وإخـــــــــــوة ومــا مثل ذاك الشيخ حر ولا عــبـــد
فمبلغ جهدي أن
عليهـــــم سلامنا وليـــــــــــس يلام المرء إن بلغ
الجهد
أرى الدهر لا يبقى وإني
بقائــــل ألا إنما الأيام ليس لهـــــــــــــــا
عهـــد
تزوج الشيخ
بسالي بالسيدة الزهراء بنت مولاي المهدي وولد له
معها ابنه البار الشيخ مولاي عبد الله شيخ المدرسة
الآن ولقد جمع الله فيه بفضل دعوة والده من العلم والجود والكرم
فهو الممثل للشيخ في علمه وخلقه وسلوكه ويعطي للناظر صورة كاملة عن والده الشيخ
مولانا أحمد الطاهر وهو الآن يواصل رسالته في تلك المدرسة وهو العمل للشيخ الذي لم
ينقطع بموته كما قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم بثه في صدور الرجال، أو كما قال. وفي رواية
لأبي داود: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم
ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
وما دمنا في محيط الشيخ
مولاي عبد الله بن شيخنا الشيخ الطاهر لنذكر ما وافاه به
والده الذي جعله خليفته في المدرسة الطاهرية الأم فكان أهلا لذلك إذ ظهرت فيه في
مدة قليلة مستوى عال يقصر الرجال عنه وصار قلبا نابضا لتلك المدرسة فآتت أكلها بإذن
ربها فهو لا شك نسخة من والده في ملامحه وعلمه وحسن سلوكه وحسن أخلاقه، ولقد بعث
إليه رسالة من المغرب إلى سالي تتضمن الأبيات
التالية:
عليـك سلام مثلُ ماهبّ
من نجــد ســــــلام زكى من
نفحة البان والرّنـد
وبعـد فإن العلـم أحـسن
مـا بــــه تزيّـــــــن ذا
اللّبِّ المؤيَّـد للرشـــــــــد
ولكــنّ آداب التعلـم
جمّــــــــــــةً فمـــــــن جدّ في تحصيلها فـاء
بالقصـد
فدونك مني البعض منها
مفصـلاً كمـــــــــا
فُصِّـل الدّرّ المنظَّم في العقــد
عليك بتقوى الله فـهي
وسـيلــــــةٌ إلى كل ما يرجوا الفتى من ذرى المجد
وقصدك صـحح فالبـدايـة
آيـــــــة تـــــــــــدل
على حسن النهايـة من بعـد
(وجُدَّ فإن العمـر
أنفـــــــــس درَّةًَ يُضـنُّ بها فيـــــــــما سوى سبل
الحمـد)
وجدد سهام الحزم منك
وصـار من لذيذ
الكــــــــــرى واختر مسامرة السهد
وغضَّ عن الدنيا
وزخرفـها فـمـــا تُنال
العــــــــــــــــلا إلا بواسـطة الزهـد
وأعرض عن اللَّذات فـهي
حبالـــة تقصِّر دون
القصــــــــــد من همَّـة العبـد
وفكرك فرِّغ لاقتنــاص
شــــــوارد العلوم ففي جــــــــوف الفرا جملة الصيـد
وصن عرضك المكنون عن كل
زلَّةتشين ولا تحفَـلْ
بعَمـــــــــــــــرٍ ولا زيـد
وعاشر من الإخوان مــن
كان همُّـه كهمٍّك
واحـــــــــــذر مَن صداقـته
تردي
ولــــــن وتواضع
فالمعـارف كلــها كمــــــــــا قيل مثـــل السـيل يسرع
للوهد
فذي حـكم دلَّت على ما
وراءهــــــا وذا اللُّبٍّ تكفيـــــــــــــــــه الإشارة
بالأيـد
وإياك عبد الله تعـني
فـجــــــــد لـها بحسن
اللقا وافعل مــــــن النصح ما تبـدِي
فـدونكـها عبد الإلـه
ومــــــــــن لنا بقطر توات
مـــــــــــــــن تلامــذ أو ولــد
فلازلت تسـعى للسـيادة
جاهـــــــدا إلى أن ترى
كالبــــــــــدر في منزل السعد
بجاه رســول الله أفـضل
من بــــــه توسل في
نيــــــــــــــل المنى كل مستجـد
عليه صـلاة الله
والـغرِّ آلِـــــــــــــــهِ وأصـحابــــــــــه مــا هبَّ نفح صبا
نجـد
ذكرنا أن السيد مولاي
عبد الله وأن والدته السيدة الزهراء بنت السيد مولاي المهدي بن سيدي أب ولها أيضا
بنتان من شيخنا: السيدة فاطمة والسيدة عائشة وهما شقيقتان للشيخ مولاي عبد الله
وبعد أن طلقها رحمه الله تزوج بالسيدة لالة بنت السيد مولاي عبد الله أبا هدي من
قرية أولاد مولاي عبد الواحد، وولد له معها ولدان هما السيد المرحوم محمد وصنوه
مولاي إدريس، وقد انتقلا إلى جوار الله أما مولاي إدريس فإنه مات مقتولا في قاوة من
أرض مالي سنة 1994م، وأما السيد محمد فإنه توفي يوم 08 رمضان1424هـ الموافق لـ 03
نوفمبر 2003م، وترك كل منها ذرية تشكل من ذكور وإناث. ثم إن للشيخ كذلك ذرية في
المغرب أمهم السيدة رقية، منهم السيد عبد الحميد والحسن المثنى وعبد المعطي، وله
عدة بنات ما بين خمس وست منهن الزهراء زوجة السيد محمد المختار بن الشيخ عبد الوهاب
ولقد ترك لنا بعض الدرر والفوائد التي كان يفيض بها علينا الشيخ.
- مؤلفات الشيخ مولاي
أحمد:
منها إحدى عشر مؤلفا لنا
بها معرفة وله مؤلفات أخرى لم نطلع عليها فهي كما يلي:
- فتوحات الإله المالك
على النظم المسمى بأسهل المسالك.
– العقد الجوهري شرح
العبقري.
– النحلة في حلق
اللحية.
- عقد الجواهر اللآلي عن
نصيحة الهلالي.
– نسيم النفحات.
– الدر المنظوم على نظم
مقدمة ابن آجروم. – رسالة في الرد على ابن الهادي. – نبذة في تحقيق الطلاق الثلاث
في كلمة واحدة. – رفع الحرج والملام على المال المشكوك بالحرام.
– رسالة في طرق حديث
اسماعيل.
- فتاوى عديدة في نوازل
سديدة.
وأما الرسائل التي بعث بها لنا فهي كثيرة منها ما كان قبل مغادرته توات ومنها ما كان
بعد مغادرته لتوات إلى مراكش وهي مملوءة بالدعاء وحسن الثناء وحيث أن الرسائل
متعددة وما لا يدرك كله لا يترك جله فلا بأس أن نرسم منها ستة رسائل اثنتين من
مدرسته بسالي قبل رحيله وأربعة من المغرب الأقصى بعد
رحيله
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيم. الحمد لله المحمود الموصوف بصفات الكمال والجلال، له الحمد في الأولى والآخرة وإليه الرجعى والمآل. والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وعلى المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإيمان وإحسان إلى يوم البعث والجزاء والنشور. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بوجود مولانا الإمام أدام الله عزه وعلاه.
أما بعد، يقولون في الإسلام ظلما أنه يصد ذويه عن طريق التعلم. هل للعلم في الإسلام إلا فريضة ؟ وهل أمة سادت من غير تعلم ؟
إذا مات إبن آدم ليس يجري عليه غير خصال عشر علوم بثها ودعاء نجل وغرس نخل وإجراء نهر وبيت للغريب بناه يؤوي وتعليم للقرآن كريم ورِبَاطَة جأش،… نجدها في أحاديث بحصر. الصدقة من كسبه والولد من صلبه وعلم من سعيه. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل يأويه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد مماته “.
فإن من عظيم نعم الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين المخلصين أن هيأ لهم أبوابا من البر والخير والإحسان يقوم بها العبد الموفق في حياته يجري ثوابها عليه بعد وفاته. فأهل القبور في قبورهم مرتهنون وعن الأعمال منقطعون، وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجازون، الحسنات عليهم متوالية والأجور والأفضال عليهم متتالية، ينتقل من دار العمل ولا ينقطع عنه الثواب، تزداد درجاته وتتناما حسناته وتتضاعف أجوره، فما أكرمها من حال وما أجمله وأطيبه من مآل.
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا سبعة يجري ثوابها على المؤمن بعد خروج الروح من الجسد بأمر ربها. يقول المصطفى الكريم عليه أزكى الصلاة والتسليم : ” سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : ” من علم علما، أو أجرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته “. والتأمل مليا هذه الأعمال والحرص عليها حتى يكون منها حظ ونصيب مادام في دار الإمهال، قبل أن تنقضي الأعمار ويحل الآجال.
سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :
أولا: تعليم العلم النافع الذي يبصر العبد المؤمن بدينه ويعرفه بربه ومعبوده ويهديه إلى صراطه المستقيم. العلم الذي به يعرف الهدى من الضلال والحق من الباطل والحلال من الحرام. ومن عظم فضل العلماء الناصحين والدعاة المخلصين الذين هم في الحقيقة سراج العباد ومنار البلاد، وقوام الأمة وينابيع الحكمة. حياتهم غنيمة وموتهم مصيبة. يعلمون الجاهل ويذكرون الغافل ويرشدون الضال. لا يتوقع لهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة. وعندما يموت الواحد منهم تبقى علومه بين الناس موروثة ومؤلفاته وأقواله بينهم متداولة منها يفيدون وعنها يأخذون. يتتابع عليه الثواب وتتوالى عليه الأجور، يقولون “يموت العالم ويبقى كتابه”. بينما حتى صوت العالم يبقى مسجلا في الأشرطة المشتملة على دروسه العلمية ومحاضراته النافعة وخطبه القيمة لينتفع به خير البشرية أجيال لم يعاصروه، ومن يساهم في طباعة الكتب النافعة ونشر المؤلفات المفيدة وتوزيع الأشرطة العلمية والدعوية فله حظ وافر من ذلك الأجر.
ثانيا: إجراء النهر، والمراد شق جداول الماء من العيون والأنهار لكي تصل المياه إلى المساكن والأماكن والمزارع. ويكون مثل هذا العمل الجليل والتصرف النبيل من الإحسان بتيسير حصول الماء الذي به تكون الحياة مواطن جميع الحاجات.
ثالثا : حفر الآبار، وهو نظير ما سبق فكيف إذا بمن حفر البئر وتسبب في وجودها حتى ارتوا منها الخلق وانتفع بها الكثير.
رابعا : غرس النخل، ومن المعلوم أن النخل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها وأكثرها عائدة على الناس من رطبها وثمارها. فمن غرس نخلا وسبل ثمره للمسلمين فإن أجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم وكلما انتفع بنخله منتفع، شأنه في ذلك غرس كلما ينفع الناس من شجر ونبات وإنما خص النخل هنا بالذكر لفضله وتميزه.
خامسا : بناء المساجد، التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى التي أذن الله جلا وعلا أن ترفع ويذكر فيها اسمه. وإذا بني المسجد أقيمت فيه الصلاة وتلي فيه كتاب الله المبين، ونشر فيه العلم واجتمع فيه المسلمون. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة “.
سادسا : توريث المصحف، وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها ووقفها في المساجد ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون ولواقفها أجر عظيم كلما تلا في المصحف تال، وكلما تدبر فيه متدبر وكلما عمل بما فيه عامل.
سابعا : تربية الأبناء وحسن تأديبهم والحرص على تنشأتهم على التقوى والصلاح حتى يكونوا أبناء بررة وأولاد صالحين فيدعون لأبويهم بالخير ويسألون الله تعالى لهما الرحمة والمغفرة والجزاء الأوفى في الدنيا والآخرة.
قال رسول صلى الله عليه وسلم ” أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : من مات مرابطا في سبيل الله، ومن علم علما أجرى له عمله ما عمل به، ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له “. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له “. وقد فسر جماعة من أهل العلم الصدقة الجارية بأنها الأوقاف وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته، وجل الخصال المتقدمة داخلة في الصدقة الجارية. وقوله : « أو بيتا لابن السبيل بناه » فيه فضل بناء الدور ووقفها لينتفع بها المسلمون سواء إبن السبيل أو طلاب العلم، أو الأيتام أو الأرامل أو الفقراء والمساكين وكم في هذا من الخير والإحسان.
وقد تحصل بما تقدم جملة من الأعمال المباركة إذا قام بها العبد في حياته جرى له ثوابها بعد وفاته يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ” رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه “.
نسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا جميعا لكل خير ودفع أي شر ودرئ أي خطر وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان كل يوم وأن يهدينا سبحانه وتعالى سواء السبيل، والله العلي القدير الخير بين يديه والشر لا ينتمي إليه. حفظكم الله والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.
الشَّريف طَهِري مولاي حَكَم - مدير عام شركة. كاتب ومؤلف. أستاذ جامعي وباحث في العلوم الفقهية والتاريخ والإقتصاد و العلوم القانونية - سلا - المغرب
01/10/2019 - 411035
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/04/2014
مضاف من طرف : touat