فمن واجب الإنسان أن يقف على خطورتها حتى لا يغترّ بها، ويقع في شباكها، في حديث عائشة رواه أحمد:''الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، وعليها يعادى من لا علم له، وعليها يحسد من لا فقه له، ولها يسعى من لا يقين له''• لذلك أفادنا أبو ذر الغفاري بقوله: أوصاني خليلي، صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات، هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها قال لي: يا أبا ذرّ: ''أحكم السفينة فإن البحر عميق، واستكثر الزاد فإن السفر طويل، وخفّف ظهرك فإن العقبة كؤود، وأخلص العمل فإن الناقد بصير''• ومن وصية لقمان لولده وهو يعظه:''يا بني إن الدنيا بحر عميق•• وقد غرق فيه ناس كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله عز وجل•• فلتكن سفينتك فيها تقوى الله عز وجل، وحشوها الإيمان بالله تعالى، وشراعها التوكل على الله عز وجل•• لعلك تنجو وما أراك ناجيا''• وكم من أناس هلكوا في صراع مع غيرهم عن إرث الدنيا ومغرياتها وشهواتها• ''ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين'' (الحج 11) فتحتم على الانسان أن يعمل العقل للنجاة من شرور الدنيا، وحتى لا يغرق في بحر الدنيا العميق الذي غرق فيه كثير من عباد الدنيا الذين تأثروا بها وبملذاتها وأهوائها• وإذا كان العمل الصالح هو سفينة النجاة في الدنيا والآخرة بدليل قول الله تعالى: ''وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا'' (النور 55)••• فإن التقوى هي أيضا سفينة النجاة في الدنيا والآخرة بدليل قوله تعالى: ''فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون'' (الأعراف 35)، وقوله عز وجل:''ومن يتق الله يجعل له مخرجا''(الطلاق 2)، ''ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا'' (الطلاق 4)، ''ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا'' (الطلاق 5)•
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/11/2009
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com