الجزائر

ناجي التميمي عم الأسيرة الفلسطينية في حوار حصري ل السياسي



تتشبث تلك الفتاة الشقراء من قرية النبي صالح في فلسطين، عهد التميمي بالتاريخ وبالجغرافيا، بقوة قل نظيرها في قاصر، وتعاند المستقبل بإصرار لا يلين في وقت جبن فيه حتى الكبار عن الوفاء للقضية، ثائرة صغيرة أزعجت سلطات الاحتلال فعاقبتها ب 12 تهمة ومحاكمات مغلقة، حيرت العالم بالتحدي الذي يشع من عينيها الزرقاوين كزرقة بحر يافا وحيفا وأريحا وغزة في فلسطين المحتلة، إنها صاحبة الشعر الأشقر التي أصبحت أيقونة الجيل الجديد من الفلسطينيين المنقسمين في الداخل والشتات، تجابه بيديها الطريتين وسنها الصغيرة، العنصرية والغطرسة وظلم الأعداء وخيانة ذوي القربى،.. عهد لم تقم بشيء فوق العادة سوى أنها ذادت عن بيتها بصفعة دوت في وجه جندي صهيوني ليصل صوتها إلى العالم، لتقول ها نحن ذا، في زمن الخيانة والانبطاح، لم نخب ولم نهن ولازالت فلسطين قضيتنا الأولى والأخيرة ومن أجلها نحيا ومن أجلها نسجن لكنها لن تموت من دمنا نتنفس .يروى رئيس مجلس قروي النبي صالح، ناجي التميمي، عم عهد في حوار حصري لأول مرة لصحيفة وطنية في القطاع الخاص بالجزائر، تفاصيلا عن حالتها النفسية والجسدية بعد ثلاثة أشهر كاملة من اعتقالها من قبل سلطات الاحتلال نهاية العام الماضي، معربا عن افتخاره الكبير بالإيمان العميق التي تتمتع به عهد تجاه قضيتها بالرغم من حداثة سنها، وتحدث ناجي أيضا عن الخوف الذي يعتري العائلة مما قد تتعرض له عهد في سجون الاحتلال خاصة مع وجود دعوات لبعض السياسيين والإعلاميين الصهاينة لاغتصابها وحتى باغتيالها !، كما أعلن عم عهد عن موقفه الخاص من مفاوضات السلام مع الكيان الصهيوني بما فيها مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهاية هذا العام لإيجاد حل القضية الفلسطينية، حيث يرى أن هذا الخيار لم ولن يأتي أكله مع كيان مغتصب لفلسطين بالقوة ومدعوم مع شريك فاعل وهي واشنطن، وبالتالي لن يتم دحره إلا بقوة الإرادة والمقاومة لإسترجاع أرضنا فنحن متجذرون فيها، لأننا نملك الماضي والمستقبل وما هم الا عابرون.
مرحبا بك أستاذ ناجي تميمي على صفحات المشوار السياسي ، بداية كيف حال ابنة أخيك عهد خاصة مع إعلان سلطات الاحتلال محاكمتها في جلسات مغلقة ؟

الحمد لله صحتها جيدة ومعنوياتها وحالتها النفسية أكثر من رائعة .
كيف كانت ردة فعل العائلة على هذا القرار التعسفي الجديد، في حق فتاة قاصر، خاصة مع ورود أنباء عن مقتل شاب فسلطيني بعد ساعات من اعتقاله فقط من قبل القوات الصهيونية ؟
لا شك أن أهالي المعتقلين بشكل عام ونحن بشكل خاص في حالة قلق دائم على أبنائنا ، لأن الاحتلال وخاصة اذرعه في السجون يتميزون بالعنصرية والعدائية وبالتالي فهم غير مؤتمنون على أبنائنا.

تمر الآن قرابة ال3 أشهر من اعتقال عهد التميمي، ووجهت لها أكثر من عشرة تهم جاهزة، ألا تخاف عائلة التميمي على وضعية أبنتهم من ان يعتدي عليها الصهاينة خاصة مع دعوات من قبل الإعلام الصهيوني من أجل قتلها واغتصابها، فضلا عن وجود ما يعرف بالزنزانة رقم 4 التي يتم فيها ترويع القصر بشكل مخزي جدا والتي يتواجد بها 400 طفل فسلطيني ؟
طبعا هناك خوف دائم وخاصة أن إعلام الاحتلال وسياسييه العنصريين قد حرضوا ضد عهد وطالبوا علناً بقتلها واغتصابها والحكم عليها بالسجن لفترة طويلة.
هل استطاعت عائلتها زيارة عهد في المعتقل وهل هناك معلومات عن حالتها الصحية والنفسية بعد شهور من الاعتقال ؟
لم يتم زيارتها لأن الزيارة بحاجة إلى تصريح من الاحتلال عن طريق الصليب الأحمر وهذا يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أشهر ، ولكنا رأيناها أكثر من مرة أثناء جلسات المحكمة ، وكانت تبدو في الجلسات الأولى متعبة من التحقيق والتنقل مع أن معنوياتها كانت وما زالت عالية لأن شخصيتها قوية ولأن الاعتقال لها ولكل أطفالنا كان وما زال متوقعاً .

عهد تمثل صوت الجيل الصاعد من الفلسطينيين الذين غرست القضية في قلوبهم خاصة مع انعكاس صورة الاحتلال البشعة في كل أجزء من حياتهم منذ نعومة أظافرهم، لذلك جاءت هذه الإيقونة الصغيرة لتجدد العهد مع فلسطين، في ظل حديث عن خيانة الكبار حسب قول البعض في الشارع العربي للقضية الفلسطينية ماهو تعليقك ؟
نعم عهد وجيلها يمثلون جيل جديد من الكفاح ، جيل يمتلك الوعي والإرادة لمواصلة الكفاح وهم ورغم عمرهم الصغير يمتلكون الخبرة والعزيمة ، ونحن نعول على هذا الجيل كثيراً لأنهم يسيرون في الطريق الصحيح ، وهم بكل تأكيد امتداد لإبائهم وأجدادهم الذين ساروا في درب الثورة منذ سنوات طويلة ، وتقاعس أو حتى خيانة البعض لن تحول دون تحقيق الثوار لأهدافهم وإن كانت ربما تأخرهم عن ذلك .

هناك موجة سلبية من بعض الإعلاميين العرب في الخليج بالضبط هاجموا عهد التميمي وقالوا عنها انها حسنت صورة إسرائيل على المستوى العالمي على أن فيها عدالة وتحتكم الى القوانين في محاكمة الفتاة القاصر، كيف ترد على مثل هذه الأقاويل ؟
حتى نحكم على ممارسات إسرائيل فيجب أن نستند إلى القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية ، واعتماداً عليها فإن إسرائيل دولة إرهابية عنصرية تعتدي على الشعب الفلسطيني والعرب صباح مساء ، وعلينا الابتعاد عن مقارنة ممارسات اسرئيل واعتداءاتها بممارسات واعتداءات الدكتاتوريات العربية التي تظهر إسرائيل وكأنها اكثر إنسانية ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المعتقلين في إسرائيل يخضعون لقانون وقضاء ورغم انه عنصري وعدائي وجزء من الاحتلال وجيشه الا انه يبقى قضاء له نظامه وقوانينه، وكونه افضل مما يخضع اليه بعض المعتقين العرب في بلدانهم لا يعني انه جيد .
الشعب الجزائر تعاطف بقوة مع عهد
تفاعل الشارع الجزائري بتعاطف كبير مع عهد التميمي هل وصلتكم ردود شعبية في هذا الصدد من قبل الجزائريين ؟
مما لا شك فيه أن العلاقة الجزائرية الفلسطينية علاقة تاريخية ايجابية ثورياً وشعبياً ورسمياً ، وقد جاء التعاطف الشعبي الجزائري مع عهد ونور والنبي صالح بزخم غير مسبوق وخاصةً من جيل ما دون العشرين ليعبر عن مدى انتماء أهلنا في الجزائر بالقضية الفلسطينية.

كيف تتوقع أن يكون حكم المحكمة الصهيونية في حق عهد، خاصة بعد توجيه 12 تهمة كاملة لها ؟
قضية عهد ونور وناريمان أصبحت قضية سياسية تحاكم الاحتلال، وهي قضية لا نمطية لا يمكن تقييمها من خلال معايير سابقة ، فهي أصبحت إسرائيليا قضية رأي عام وفلسطينيا وإنسانيا قضية كل أحرار العالم الذين دعموها بكل السبل والوسائل ، لذا فلا يوجد توقع محدد وربما كان بين سنة وسنتين لكننا في الوقت نفسه لا نستغرب أو نتفاجأ ان كان اقل أو اكثر بكثير .
بعد الضجة التي أحدثها اعتقال سلطات الاحتلال لفتاة القاصر عهد التميمي، تم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في تحد واضح للشعب الفلسطيني والقضية كيف ترون هذا القرار الغاصب، وكيف ستردون عليه في حال تم تنفيذه خلال مايو المقبل ؟
لقد سبق قرار ترامب اعتقال عهد وقد كانت عملية تصعيد فعاليات المقاومة الشعبية في النبي صالح والوطن بشكل عام رداً على هذا القرار الظالم وقد اعتقلت عهد بناءً على هذه الفعاليات ، ولا شك ان قرار ترامب جاء ليسقط ورقة التوت عن الانحياز الأمريكي التاريخي لإسرائيل وليؤكد ان أمريكا كانت وما زالت وستبقى شريكة لإسرائيل في إرهابها وإجرامها ، ونحن كشعب فلسطيني سنستمر في نضالنا وكفاحنا حتى تحرير كل فلسطين وتطهيرها من الصهيونية وريثة الاستعمار.
وزير الدفاع الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، وجه تحذيراً لكل من يهاجم الجيش الصهيوني قائلا كل من يتجاوز في ممارساته نهارا سيُقبض عليه ليلاً، ليس فقط الفتيات والأهل، وإنما من يحيط بهم أيضا ولن يفلت أحد من العقاب. هذا التصريح الهدف منه القضاء على القضية الفلسطينية في نفوس الأطفال من خلال ترويعهم باعتقال عهد وغيرهم، كيف ترى أنت القضية الفلسطينية في قلوب أبنائكم في فلسطين المحتلة بعد 60 سنة من الاحتلال ؟
لقد كسر أبناؤنا حاجز الخوف وافشلوا الإستراتيجية الصهيونية القائمة على انه بمرور الوقت سيموت الكبار وسينسى الصغار ، وإرهاب ليبرمان ودولته المجرمة لم ولن يثني شعبنا العظيم وخاصةً الجيل الجديد عن مواصلة طريق الثورة ، ونقول للبرمان وأصحابه لم تستطيعوا رغم ترسانة أسلحتكم ورغم كل إشكال إرهابكم تحقيق أهدافكم المجرمة ، فنحن متجذرون في هذه الارض ولنا الماضي والمستقبل وما انتم الا مجرد عابرون.

في ظل كل هذه الأحداث المتسارعة في القضية الفلسطينية التي أعيدت إلى واجهة الاهتمامات العالمية مؤخرا ، لاتزال هناك تشنجات تطبع البيت الفلسطيني، انتم كفلسطينيين في الداخل كيف ترون هذا العلاقة بين الإخوة الأعداء رغم أن البوصلة والاتجاه واحد ومعروف المعالم، وفي ظل جهود وتواطؤ عربي ودولي لتصفية القضية تماما لصالح العدو المحتل ؟
علينا الاستفادة من تاريخ الثورات الإنسانية ، هذا التاريخ الذي يفرض علينا إنهاء الانقسام البغيض وتجسيد الوحدة الوطنية من خلال تفعيل منطمة التحرير الفلسطينية رمزنا وهوينا وممثلنا اشرعي والوحيد ، وعلينا بناء إستراتيجية وطنية تبين وتوضح أدوارنا مجتمعين ومنفردين، أي علينا ان نرتقي إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا ، فالوحدة والنضال هما الصخرة التي تتفتت عليها كل المؤامرات.

قبل أيام اقترح الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن، مؤتمر للسلام مع دولة الاحتلال خلال نهاية 2018، هل الشارع الفلسطيني فعلا لا يزال مقتنع بفكرة السلام مع هذا الكيان الغاصب، في ظل ممارساته اليومية المقيتة مع الشعب الفلسطيني، فضلا عن احتلال للأرض تجاوز أكثر من 60 سنة؟
للأسف ما زال البعض من يراهن على المفاوضات لتحقيق السلام ، وحل الدولتين الذي أكل الدهر عليه وشرب متوهما انه يمكن تحقيقه من خلال مؤتمر دولي ، وبصراحة نحن لسنا مع هذا الطرح ونحن مع إعادة تقييم المرحلة السابقة لبناء إستراتيجية جديدة تقوم على المقاومة الشاملة التي يختار فيها الشعب الشكل المناسب في المكان والزمان المناسبين لتحرير كل فلسطين وإقامة الدولة الديمقراطية.
نترك لك مسك الختام وكلمة أخيرة لقراء جريدة المشوار السياسي ؟
في النهاية لا يسعنا الا نقدم من خلال صفحات المشوار السياسي جزيل الشكر والإمتنان لاهلنا في الجزائر الحبيبة ، شعبا وحكومة واحزابا ومؤسسات ، وخاصة الاعلام الجزائري ، وان ننسى لا ننسى مئات الاطفال والشباب الجزائريين الذين غمرونا بحبهم ودعمهم الذي يعبر عن حسن اصلهم وعمق انتمائهم لقضايا امتهم ،ونرجوا الله ان نلتقي بهم في ربوع القدس عاصمتنا الابدية لنصلي معاً في الاقصى المبارك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)