الجزائر

مَن يُريد التجارة مع الله عزّ وجلّ؟



يقول الله تعالى: ''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ × تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ...'' الصف11/10 .
لقد سمّى الله سبحانه وتعالى معاملته تجارة ليحثّنا على الكسب فيها، والتاجر يبذل ما يستطيع ولا يألو جهدًا ليربح أكثر من غيره، ولكن عدم العلم بأمور التجارة وفهم أسرارها مآله التعب والنّصب مع قلّة الربح أو الخسارة.
تجارة أساسها إيمان بالله مع إخلاص العمل، في سبيل الله وحده لا شريك له، يشتري الله عزّ وجلّ نفوسًا خلقها وهو ربّها ومالكها سبحانه وتعالى ''له الملك'' ويشتري أموالاً هي ملكه وهو أعطاها ''وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي أَتَاكُمْ'' النور.33 سلعة هو مالكها، يشتريها ويعطي بها جنّات عرضها السّموات والأرض.. سبحان الله ما أكرمه وأعظم شأنه. فينبغي لمَن يُريد الفلاح والفوز في تجارته مع الله، أن يُراعي أمورًا في تجارته أهمها:
البعد عن محبطات الأعمال: الإنسان يتعب ويكدح ثم لا يجد في الآخرة ممّا عمل شيئًا. ''عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً'' الغاشية 4/3، ولذلك حذّرنا سبحانه وتعالى قائلاً: ''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ'' محمد33 وأهم ما يخشَى من محبطات الأعمال: الشرك كبيره وصغيره (وهو الرياء)، قال تعالى: ''وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ'' الزمر.65 وممّا يحبط العمل: الولوغ في أعراض الخلق ودمائهم وأموالهم، وهذا سبب الإفلاس يوم القيامة. انتهاك محارم الله في الخلوات مع الظهور أمام الخلق بمظهر الصالحين، فيجعل جبال أعمالك الصالحة هباء منثورًا.
انتهاز الفرص: إذا احترزت في تجارتك من تضييع رأسمالك وربحه، فعليك بالجد لينمو ويكثر، وانتهر الفرص فإنّك لا تدري أين أنت غدًا، واعلم أنّ عُمرك هو رأسمالك، وكلّ لحظة تمُر عليك يمكنك أن تضيف فيها إلى حسناتك.. فلا تكُ غافلاً فقد قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلة في الجنّة'' حديث حسن رواه الترمذي عن جابر. فأكثر من الغرس، لأنّ الثمن جاهز معك قبل أن تتمنّى لحظة فلا تجدها، والجنّة ''غِرَاسُها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر'' رواه الترمذي وحسّنه، و''مَن قرأ ''قل هو الله أحد'' عشر مرّات بنى الله له بيتًا في الجنّة'' صحيح رواه أحمد عن معاذ بن أنس.
فيا مَن يريد في الجنّة أشجارًا، هذا زمان الغرس.. ويا مَن يشتهي قصور الذهب والفضة هذا أوان البناء.
المداومة على الأعمال: وعليك بالمداومة على الأعمال فإنّ ''أحبَّ العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ''، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لابن عمر: ''يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم اللّيل ثمّ ترك قيام الليل'' متفق عليه.
والمداوم على عمل الخير له أجره ولو حُبس عنه بمرض أو سفر كما صحّ الحديث: ''إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا'' رواه البخاري، فسبحان الله ما أكرمك ربّنا وما أشدّ غفلتنا.
اتباع السيِّئة الحسنة: كما أنّك كلّما فعلتَ سيِّئة أتبعتها بحسنة، قال الله تعالى: ''إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِئَاتِ'' هود.114 ويقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أتبع السيِّئة الحسنة تمحها'' جزء من حديث رواه الترمذي وغيره.
فبذلك تسلم لك حسناتك وتذهب السيّئات ولا تتراكم فتهلكك، و''إيّاكم ومحقّرات الذنوب فإنّهن يجتمعن على الرجل حتّى يهلكنه'' صحيح رواه أحمد والطبراني عن ابن مسعود.         


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)