اُنْظُرْ لنفسِكَ صرتَ كالْكَلَخِ الْمُسِنِّ
الرَّأسُ عاريةٌ و فوكَ بغيرِ سِنِّ
ما زلتَ تحلمُ لو تفوزُ برتبةٍ
أعلَى و كُرْسِيٍّ وَثيرٍ مُطْمَئنِّ
شرفُ المَراتبِ لا يَنالُه سافلٌ
وَغْدٌ و مَنْ في نفسِهِ مِثقالُ جُبْنِ
لا تحسَبنَّ أصبتَنِي فَقتلتَنِي
أَ فَبِالْمَقالبِ تَطلبونَ الثَّأرَ مِنِّي؟!
عمَلِي فقدتُهُ بيْدَ أنيَ مُؤمنٌ
"الرِّزْقُ يَصْرفُه الْإِلَهُ بغيرِ ضَنِّ"
هُوَ خيرُ مُنتَقمٍ و أعدلُ عادلٍ
بالحَقِّ ينصرُ عبدَهُ عَقِبَ التَّأنِّي
أَسَفُ الْكِرامِ عَلَيَّ ليسَ يزيدُنِي
إلا الفَخارَ، كأنَّ شيئًا لمْ يُصبْنِي
عَلِمَ الْجَميعُ فضائلِي و مَحامدِي
و جمعتَ أنتَ رذائلًا مِنْ كلِّ لَوْنِ
تُتَنَاقَلُ الأخبارُ عنكَ بِخِسَّةٍ
قدْ هُنتَ في نظَرِ الْعِبادِ أشدَّ هَوْنِ
كَذِبٌ و لُؤْمٌ و ادِّعاءُ صَرامةٍ
و فِعالُ ذِئْبٍ مُخْتَلٍ بِقَطيعِ ضَأْنِ
وَجْهٌ يَفِيضُ بَشاشةً و سَريرةٌ
حَوَتِ الْحَقائدَ و الْمَكائدَ و التَّجَنِّي
خَسِرَتْ يَداكَ رُجُولةً مَزْعُومَةً
و فُحُولةً، و غدوْتَ كبشًا دونَ قَرْنِ
ما أرخصَ الإنسانَ دونَ كرَامةٍ
و يَظلُّ يرفعُ رأسَه بَعْدَ التَّدَنِّي
حتَّى الْمَزابلُ لا تُحَبِّذُ ريحَهُ
حتَّى الكلابُ تَعُفُّ عنْهُ لِفَرْطِ نَتْنِ
تاريخ الإضافة : 10/01/2011
مضاف من طرف : poesiealgerie
صاحب المقال : عمارة بن صالح عبد المالك
المصدر : www.adab.com