الجزائر

ميهوبي يطالب بتطهير المسرح من المفلسين



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
دعا الفنان المسرحي محمد ميهوبي مؤخرا، إلى التحرك لرد الاعتبار للمسرح الجزائري والفنانين الحقيقيين من أبناء الخشبة، ومحاربة كل أشكال الرداءة والدخلاء على أبي الفنون، الذين وصفهم ب "المفلسين فنيا"، الذين كانوا وجدوا الفرصة لاقتحام المسرح، وإبعاد الفنانين والمسرحيين الحقيقيين، والاستفادة من الريع والأموال التي خصصت لفئة معيّنة دون باقي المسرحيّين ممن يقدمون رسالة نزيهة تخدم قضايا المجتمع والوطن؛ ما أدى إلى انكماش المسرح، وابتعاده عن رسالته الحقيقية.
أكد المسرحي محمد ميهوبي أن البحبوحة المالية التي عرفتها الجزائر خلال السنوات الماضية، كشفت عن مسرح رديء واستفادات كبيرة لبعض الجمعيات والمسارح دون باقي الفنانين، الذين لم يجدوا الفضاء المناسب للتعبير عن معاناتهم، ليحوَّل المسرح من طابعه الاجتماعي والإنساني المساند للحركة الشعبية ولمسرح منغلق أحادي التفكير ابتعد عن القضايا الأساسية للمجتمع.
وأشار المتحدث إلى أنه كان من بين ضحايا السياسة الثقافية للمسرح بالجزائر، حيث حُرم أكثر من مرة من الاستفادة من فضاءات العروض، وأُبعد جبرا من طرف القائمين على القطاع رغم تغيير الوزراء؛ حيث بقيت النواة المسيطرة على المشهد الثقافي في الجزائر، تعمل ضمن منظور محاباة وخضوع، مؤكّدا أن مسرحيته "ألو رئيس" التي قدمها لأول مرة سنة 2001، تسبّبت له في مشاكل كبيرة مع المسؤولين، وحُرم أكثر من مرة من عرضها، كما أوقف عرضها عدة مرات بعدة حجج ومبررات رغم كونها مسرحية قدّمت واقعا معيشا لامرأة قُتل شقيقها الفنان، وراسلت الرئيس وتوجّهت إلى رئاسة الجمهورية لطلب فتح تحقيق في قضية مقتل شقيقها، وهو ما قرأه البعض بأنه تجاوز للممنوع والمحظور؛ كون المسرحية حملت تسمية "الرئيس" رغم كونها تعالج قضية معروفة بالجزائر.
وأضاف ميهوبي أنّ المسرح الجزائري فقد الكثير خلال السنوات الماضية، حيث لم تعد له معالم واضحة من حيث الشكل والمذهب والنوعية المقدمة للجمهور، وذلك رغم كون المسرح أحد أهم محركات التوعية الفكرية والسياسية في كل دول العالم، التي جعلت من المسرح فضاء غنيا لتقديم التصورات ومعالجة قضايا المجتمع والوطن، موضّحا أن كثرة المهرجانات المسرحية واختلاطها بدون وجود رؤية واضحة للهدف منها، ساهم هو الآخر في الرداءة، متسائلا عن تخصيص 20 جائزة للمتنافسين في عروض مختلفة وبمناهج متنوعة في مهرجان واحد، وهو غير متعارف عليه في المسابقات والمهرجانات المسرحية، وموضّحا أن التوجه نحو خلق مسارح جديدة عبر الولايات، لم يقدم الإضافة، بل جعلها مسارح إدارية وبنايات بلا نشاط وبدون إبداع، والدليل على ذلك الحصيلة التي يكشفها واقع المسارح التي تم إنشاؤها خلال السنوات الأخيرة.
وعن جديده، كشف ميهوبي عن تقديم آخر عرض له يحمل عنوان "تحويسة في كروسة" قام بأدائه مع مجموعة من الشباب من خريجي الجمعية، وهو عرض للأطفال لقي صدى كبيرا، مضيفا أنّ جمعيته "الأمل للمسرح التكنولوجي" لاتزال تواصل سلسلة برامجها التكوينية خاصة بعد أن كانت الجمعية مستهدفة وتتعرض للمضايقات، لذلك جاءت الدورات التكوينية لاكتشاف المواهب؛ حيث تخرجت 22 دفعة من الشباب المسرحيين، وستطلق دورة تكوينية خلال فصل الصيف. وتم استقبال مئات الطلبات من طرف الأولياء، لإدراج أبنائهم ضمن التكوين الذي تقدمه الجمعية بعد أن اكتشفوا نوعية التكوين، وتخرج مواهب فرضت نفسها في عدة مسارح وفي الدراما الجزائرية.
وكشف ميهوبي عن استعداد لتقديم عمل جديد حول الحراك الشعبي بطريقة رمزية، وبمعالجة مسرحية، ستكون تكريما للذين قاموا بالحراك الشعبي خاصة بالنظر إلى كونه متواصلا. وقد أُطلق على هذا العمل عنوان "حديقة الأحلام". كما يتم التحضير لملتقى سيقام بوهران، يتطرق لمستقبل المسرح الجزائري بحضور وجوه فنية وأساتذة ومختصين في المجال، لتقديم مقترحات وتصورات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)