ميسي و الأرجنتين .. «خارج الاطار»

يسير المنتخب الكرواتي في رواق ايجابي ويؤكد مع مرور جولات المونديال الروسي أنه ينافس بقوة للذهاب بعيدا في المنافسة ، و هذا بعد فوزه الكبير أمام أحد المنتخبات التي رشحها الجميع للعب الأدوار الأولى، أي الأرجنتين .حقيقة الميدان أظهرت أن الامكانيات الفنية للاعبين و التركيز على العمل الجماعي هي الوصفة الفعالة للوصول الى تحقيق الانتصارات ، و ليس الاعتماد على اللعب الفردي للوصول الى الهدف حيث أن الفريق الكرواتي منذ خرجته الأولى أمام نيجيريا أبهر كل المتتبعين بالامكانيات الفنية للاعبيه على غرار مودريتش ، راكيتيتش ...الذين يعملون باستمرار من أجل الفريق بفضل التنظيم المحكم فوق الميدان .
فالفوز المحقق أمام الأرجنتين سيعطي دفعا معنويا أخر لكرواتيا التي بالرغم من تقديمها مستوى جيدا في المسابقات الماضية الا أنها لم تتمكن من الفوز باللقب العالمي .. لكن بدايتها الموفقة في المونديال الحالي جعلت كل المحللين يتفقون على أن الخبرة التي اكتسبها زملاء ماندزوكيتش الذين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية ستسمح لهم بالذهاب الى أبعد نقطة .
بالمقابل، فإن معاناة المنتخب الأرجنتيني متواصلة ، وانتظار الحلول من ميسي بالدرجة الأولى أثبتت فشلها في هذه الدورة .. كون المنتخبات المنافسة ترسم استراتيجية للحد من خطورة لاعب برشلونة ، الأمر الذي يؤثر على السير الجيد لخطة « التانغو « ، خاصة في ظل المعنويات « المحبطة « لميسي الذي كان قد حرم الارجنتين من الفوز في المباراة الاولى امام ايسلندا .
فبالرغم من الطموحات الكبيرة لصانع أهداف البارصا في امكانية « قيادة « الأرجنتين للفوز باللقب العالمي بعد فشله في المونديال السابق في البرازيل ، الا أن الأمور « اختلطت « على ميسي و لم يجد الحلول المناسبة .. ووجهت له انتقادات حول مردوده في المنتخب مقارنة مع ما يقدم في الليغا و رابطة الأبطال الأوروبية .
بالتالي ، يبدو أن المونديال الحالي مفتوح على كل الاحتمالات، و قد نحضر لتألق وتأهل منتخبات لم تكن ضمن القائمة المرشحة للتنافس على المراكز الأولى، بالنظر للتقارب الكبير في مستوى أداء المنتخبات المشاركة في دورة روسيا.