لم يكن يوم الأحد، يوما عاديا بالنسبة لعائلة رابحي ببلدية جليدة في عين الدفلى، لأنها كانت على موعد مع فقدان ابنها عبد القادر صاحب الخمس سنوات، بعد غرقه في مياه الوادي، الذي ارتفع منسوبه نتيجة تهاطل كميات معتبرة من الأمطار أدت إلى فيضانه وخروجه عن مجراه في أكثر من نقطة."الشروق" تنقلت الإثنين إلى منطقة "الزرارقة" على بعد حوالي 10 كلم جنوب مدينة جليدة في عين الدفلى، وكان وصولنا متزامنا مع اشتداد الأمطار وزيادة هيجان سيول الوادي، الأمر الذي حال دون وصولنا إلى بيت العائلة كغيرنا من المعزين والجيران الذين بقوا في الضفة المقابلة لبيت العائلة. وتقربنا من ابن عم الضحية، الذي روى لنا كيف أنه تم افتقاد عبد القادر في حدود العاشرة صباحا، حيث دخل أبناء الجيران والعائلة في رحلة بحث دامت طويلا. وتم العثور على جثته بعد أكثر من ساعتين من الزمن، وتنقل أعوان الدرك والحماية المدنية في حدود الثانية زوالا ليتم انتشال جثة عبد القادر قبيل الساعة الخامسة مساء. عبد القادر هو الثالث في ترتيب إخوته الأربعة بعد بنتين، وكان حسب من تحدثوا إلينا، غاية في الجمال والبراءة، هو ابن عامل يومي يكدح ليسعد أبناءه، لكن القدر غيب عنه عبد القادر. هذا الأخير يقول جده أحمد وهو باك "كانت لي علاقة خاصة مع ابني، وكان قد ألف الذهاب معي والعودة من المدينة، وما يحز في نفسي أنه طالبني بشراء البرتقال ودجاجة.. وكان آخر عهدي معه أنني عانقته وكأني أودعه وقبلته.. كان يحب النظافة ويرفض اتساخ حذائه البلاستيكي بالأوحال ويحرص على غسله بمياه الوادي"، وهو الوادي الذي يعبر المنطقة بين السكنات المتناثرة، التي لا يمكن الوصول إليها إلا باستعمال الجرارات أو الشاحنات وإلا الغرق بين المياه والأوحال. هكذا كان عبد القادر الذي ودعه أهله وأقاربه وجيرانه بمقبرة "تيفسي" بنفس المنطقة، متمنين أن تكون هذه الحادثة الأخيرة من نوعها وسط الأطفال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م المهداوي
المصدر : www.horizons-dz.com