تَلْهو كَأنَّ فَراشَةً في الزَّهْر
تَجْري تُلاحِقُ حلْمَها إذْ تَجْري
جَوْعى فتُرْسِلُ للسَّمَا أغْنيَّةً
ظمْأَى فتُرسِلُ قُبْلَةً للنَّهْرِ
فُسْتانُها ما زالَ يَلهثُ خلفَها
وضَفيرةٌ حَكَمَتْ جُنونَ الشَّعْرِ
في الحَرْبِ لا بِنْتٌ تُمَشِّطُ شَعْرَها
لا رقصَةٌ لا بَسْمة في الثغْرِ
أثوابُها تبكي على وجَعِ الرَّحيلِ
ولُعبةٌ مَدفونَةٌ في الصَّخْرِ
والحربُ لا تَهتمُّ أيُّ طُفولَةٍ
مَنَعَتْ طوائِفَ نارِهِمْ أنْ تَسْري
الحَرْبُ تأكُلُ كُلَّ خُبْزٍ .. بيْنَما
نَطهو رَغيفًا فوقَ نارِ الصَّبْرِ
فيروزُ مَنْ أدراكِ أنَّ صَغيرةً
ستُحِبُّ شادي يا لهوْلِ المَهْرِ
وتَرى أزيزَ الطائراتِ كأنَّهُ
زغرودَةٌ ولأنَّها لا تَدْري
تَجْري وَراءَ الطائراتِ وفَجْأَةً
إذْ أمْطَرَتْ .. فتَعثَّرَتْ في العُمْرِ
قسَمًا بذِي حِجْرٍ بيومِ وداعِها
تَركَتْ ذنوبَ الأرضِ تَملَأُ حِجْري
بِنتٌ تُكَرِّرُها العواصمُ أصبَحَتْ
لغةَ الحياةِ قرينَةً بالشِّرِّ
بنتٌ تُكرِّرُها المواسِمُ عَتَّقَتْ
أيَّامَها مِن غيرِ ليلةِ قَدْرِ
بِنْتٌ تُكرِّرُها المَراسِمُ إذْ رَأتْ
ليلًا كثيفًا دونَ ساعةِ بَدْرِ
يا أيُّها الإنسانُ كيفَ تَعطَّلَتْ
فيكَ النُّبَّوةُ ..كيفَ تحملُ وِزْري
كيفَ اتَّخذْتَ النَّارَ رَبًّا ..ظالِمٌ
كَفٌ رَمَى قلبَ الخليلِ بِجَمْرِ
إنْ لمْ تكنْ بَرْدًا سَلامًا لمْ تكنْ
يا نارُ كُوني رحمَةً بالأمْرِ
ربٌ سَلامٌ غيرَ أنَّكَ يا أخي
قابيلُ سُحْقًا مَنْ أتى بالشَّرِّ
ستموتُ ألفُ قصيدَةٍ وقصيدَةٍ
ويعيشُ هابيلٌ بآخرِ سَطْرِ
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/05/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هاجر عمر مصر
المصدر : www.eldjoumhouria.dz