أدان المؤرخ الجزائري فؤاد مصطفى صوفي المختص في تاريخ الجزائر المعاصر أول أمس بوهران بشدة محاولات إعادة الاعتبار لمنظمة الجيش السري(أو-أ-أس) والتعامل معها على قدم المساواة مع جبهة التحرير الوطني.
وأوضح هذا المؤرخ خلال لقاء خصص لتكريم الكاتب والمفكر “مولود فرعون” الذي اغتيل من طرف هذه المنظمة الإرهابية يوم 8 مارس 1962 أنه “من غير المعقول إجراء مقارنة بين جبهة التحرير الوطني التي كانت تكافح من أجل قضية عادلة ومنظمة الجبش السري التي كانت تنشط وفق منطق التدمير”. وأبرز أنه “منذ بضعة سنوات إرتفعت بفرنسا أصوات عالية ولحسن الحظ نادرة في محاولة لإعادة الاعتبار لهذه المنظمة الإجرامية بطرح حجة واهية أن أعمال العنف في فترة الثورة التحريرية ارتكبت من الطرفين”. وذكر نفس المتحدث أن فريق الكوماندوس لمنظمة الجيش السري الذي أغتال “مولود فرعون” وخمسة معلمين جزائريين آخرين “لم يستثن النساء والأطفال بل استهدفت هذه المنظمة الإجرامية حتى الجيش الفرنسي مخلفة في صفوفه الكثير من الضحايا. ولدى تطرقه إلى ذاكرة “مولود فرعون” تأسف المؤرخ ومعه متدخلون آخرون شاركوا في هذا اللقاء المنظم من طرف مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية عن “الموت الأدبي” لهذا الكاتب الموهوب. و أضافوا “إننا لم نعد نقرأ لمولود فرعون ولم نعد نتحدث عن مولود فرعون”، كما تم رفض ضمن مداخلات هذا اليوم الدراسي “الجدل” الذي أثير حول مولود فرعون بعد الاستقلال بالإدعاء ب”ليونة التزامه” حيال القضية الوطنية. وذكروا في هذا السياق بكتابات (جريدة مولود فرعون على وجه الخصوص) ومواقفه العمومية المساندة لكفاح جبهة التحرير الوطني لاستعادة الاستقلال مؤكدين على التزام هذا المفكر وإيمانه بأمته حيث دعوا إلى “إنقاذ ذاكرته” وإعادة المكانة التي يستحقها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : قادة. ك
المصدر : ألأيام 2012/03/17