موسم الهجرة إلى الجنوب

الظاهر ان رواية الراحل الأديب السوداني طيب صالح " موسم الهجرة نحو الجنوب" ستتحقق، بعد نجاح نيجيريا في تحقيق التداول السلمي على السلطة، وما على العرب معارضة وأنظمة الذين تشتعل الحروب بينهم وتسيل الدماء حد الركاب فيهم، سوى تحضير أنفسهم للهجرة إلى نيجيريا لتعلمهم فنون التداول على السلطة والديمقراطية والتحضر، ما دام أن الاعراب لا يصلون إلى الحكم إلا على ظهور الدبابات الروسية او الأمريكية، أو عن طريق قلب طاولة الحكم على بعضهم البعض. العالم بكامله يتقدم نحو الأمام سواء في أفريقيا الفقيرة او دول أمريكا اللاتينية او حتى التجمعات السكانية في أدغال الغابات، ووحدهم العرب يتأخرون خطوات نحو الخلف بسرعة تكاد تفوق سرعة الضوء، ولا ضير ان اتينا بالرئيس النيجري السابق جودلاك جونتان المسيحي كي يعلم العرب كيف استطاع تسليم مشعل الحكم لخليفته المسلم، في الوقت الذي عجز العرب أصحاب الملة الواحدة ولون الشعر الواحد والمصير الواحد وخشانة الراس الواحد ان يسلموا الحكم لبعضهم البعض في دولهم، لدرجة أن العداء بينهم أعظم من عدائهم لعدوهم الذي يتربص بهم، ووصل الامر بهم لشن حربا كاسحة على اليمن السعيد بعدما تركوه سنوات في الضياع، والآن يريدون إنقاذه بشن الحرب عليه، وفعلا حان الوقت للهجرة نحو الجنوب، لتعلم أصول الحرية والحقوق واحترام الذات من نيجيريا السعيدة، في زمن اليمن التعيس .