غير بعيدة على قلب العاصمة، تعتبر بلدية واد قريش إحدى البلديات التي تعاني من مشاكل عديدة تصعب حياة المواطنين بها، حيث تشهد بعض الأحياء بها غياب التهيئة للطرقات الداخلية، بالاضافة إلى هشاشة السكنات التي يعود تاريخها إلى عهد الاستعمار الفرنسي، وحسب شهادة السكان فرغم محاولات الإصلاح المتكررة التي يقومون بها، إلا أن هذه
السكنات تكاد تهوي على رؤوسهم، كما طرح مشكل البيوت القصديرية المتربعة على مساحات معتبرة من البلدية نفسه، والتي تقدر ب0001 بيت قصديري تزداد انتشارا
بمرور الوقت، وقد أكد بعزيز مصطفى عضو منتخب لحزب العمال بالمجلس البلدي لواد قريش على الحالة الكارثية لبعض أحياءه من خلال الشروح الوافية التي قدمها
لنا، ومن جهته وضح بوعلام قرومي عضو بجمعية أبناء المجاهدين بواد قريش، مختلف النقائص التي تشوب مختلف أنواع النشاطات المعيشية لسكان البلدية·
حي جنان حسان ·· كارثة حقيقية
أكد المواطنون بحي جنان حسان ما سرده بعزيز وقرومي، حيث عبروا عن استيائهم جراء الأوضاع المزرية التي يعيشونها، في منازل تفتقر للحماية والأمان، وتشكل الانزلاقات المتكررة للتربة وانجرافها حسبهم خطورة كبيرة على حياتهم، هو ما يهدد الوضع الأمني للمنازل، ويتيح إمكانية لانهيارها خاصة بالنظر لدرجة هشاشتها وقدمها، حيث ضعفت نسبة تحملها للظروف الطبيعية والمناخية المحيطة، وأكد السكان أن حياتهم بالحي أصبحت لاتطاق، وهو ما دفعهم إلى التوجه إلى المسؤولين بشكاوي وطلبات للاستفادة من سكنات جديدة، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد يفيد بانتشالهم القريب من هذه الظروف، وأكدوا أن المسؤولين بالبلدية والولاية على معرفة تامة بمشكل انجراف التربة، حيث أدى في العديد من المناسبات إلى تساقط أجزاء من جدران سكناتهم، إلا أنهم لم يقدموا أية حلول ملموسة تحسن معيشتهم، وهو ما يستدعي حسبهم التدخل العاجل قبل حدوث كارثة لا تحمد عقباها، وأشار سكان الحي في حديثهم ل ''السياسي'' إلى تراجع الوضع البيئي الناجم عن تردي قنوات الصرف العشوائية التي أدت إلى تصريف المياه القذرة إلى غاية المنازل المجاورة بالإضافة إلى مشكل النفايات التي حولت الحي إلى مفرغة عمومية، والرطوبة العالية بالمكان الذي شكل خطرا على صحة قاطنيه القابعين في منازل قديمة بعيدة عن أشعة الشمس، ولهذا ناشد سكان الحي مسؤوليهم قصد التدخل لانتشالهم من الجحيم الذي يعيشون فيه في منازل لا تتوفر على أدنى شروط العيش الكريم·
حي شوفالي·· مرتع للفساد والمخدرات
تعيش حوالي 005 عائلة، بنهج القنطرة بحي مناخ فرنسا كارثة صحية، منذ أكثر من 02 سنة، إلى درجة أصبح أمر تحسين الأوضاع به ضربا من الخيال، وأملا يجوب في رحاب المستحيل، وذلك تبعا لدرجة التردي التي لحقت بنمط عيش آهليه، وأعرب أفراد العائلات الذين التقت بهم ''السياسي''، عن قلقهم جرّاء عدم إشعارهم بالترحيل من قبل بلدية وادي قريش، رغم إيداعهم لملفات الاستفادة من سكنات اجتماعية منذ سنة 0002، في وقت تشهد ولايات الوطن برنامجا مكثفا، لترحيل ساكني الأحياء القصديرية، وتسائل المواطنون عن سبب التغاضي عن أحياء سكنية تعيش مأساة حقيقية، لم تلتفت إليها السلطات المحلية معتبرة إياها تعيش في سكنات لائقة، ووضح هؤلاء إلى أن عمارات نهج القنطرة، كانت في عهد الاستعمار عبارة عن ثكنة عسكرية تسمي ب''سيتي شوفاليي''، وغداة الاستقلال تحوّلت إلى سكنات اجتماعية، موضحين في هذا الإطار أن العمارات تتكون من 5 طوابق، وتعتبر الأقبية التي تحوّلت إلى سكنات من غرفة واحدة، المتضرر الأكبر من هذه الوضعية، حيث إن الجرذان ومياه قنوات صرف المياه التي تفيض بين الفينة والأخرى، وهو الوضع الذي سبب تدهورا في الوضع الصحي العام لمعظم السكان، خاصّة مع اضطرارهم إلى فتح الأبواب للتنفس ما يجعل الفرصة سانحة لدخول ضيوفهم غير المرغوب فيهم من الجرذان والفئران، وهي نقائص فادحة استعصى حلّها على السكان، وأشاروا بدورهم إلى مشكل ضيق السكنات الذي يعانون منه، مع ازدياد أفراد العائلات بمواليد جديدة، حيث أن أصغر عائلة بالمنطقة تضم خمسة أفراد فأكثر، كما يصل عدد الأفراد في الشقة ذات غرفة واحدة ومطبخ إلى أكثر من 71 فردا، حيث يعمد المواطنون إلى ابتكار حلول مؤقتة كفيلة بمساعدتهم على تحمل الظروف التي يمرون بها، وقد اشتهرت بالمنطقة عادة تقسيم الغرف بالستائر بغرض فصل البنين عن البنات وذلك لعدم توفر غرف كافية لضم البنات على حدى والبنين على حدى، ويعتبر مشكل تجارة المخدرات المستفحل في الحي أحد الأسباب التي تجعل السكان يرغبون بشدة في ترحيلهم من المنطقة، وهو الحل الوحيد الكفيل بإبعاد أبنائهم عن أجواء الإجرام وضمان مستقبل واعد لهم، خصوصا بعد أن أصبحت هذه التجارة تتم علنا وعلى مرأى من السكان، دون أن يتمكنوا من القيام بخطوات من شأنها إيقاف هذه الآفة، مما جعل الآباء يتخوفون من تبعات ذلك على مستقبل أولادهم، حيث نادوا في هذا الإطار بتكثيف دوريات الشرطة من أجل الحد من هذه التصرفات غير الشرعية والمهددة لأمن السكان·
القصدير يخنق أنفاس سكان''سكوتو''و''لابوشراي''
تواجه أكثر من 06 عائلة تقيم بالبيوت القصديرية بحي سكوتو ظروفا متدهورة نتيجة عدم توفر أدنى شروط الحياة البسيطة به، حيث تتميز السكنات التي تقيم بها العائلات بالهشاشة والقدم، والتي أصبحت جدرانها وأسقفها في حالة متقدمة من التشقق والاهتراء، وهو الأمر الذي ساهم في مضاعفة معاناة هؤلاء السكان، حيث زاد تسرب كميات الأمطار المتساقطة في فصل الشتاء داخل البيوت من قلقهم وصعد تذمرهم، وأبدى السكان تخوفهم من الكارثة التي يمكن أن تحل بهم في حال انهيار منازلهم، كما يعاني السكان من أمراض متعددة بسبب الرطوبة، إضافة إلى انتشار أنواع عديدة من الحشرات بسبب انتشار الأوساخ والقاذورات التي شكلت البيئة الملائمة لنموها وتكاثرها، بالإضافة إلى تدلي الخيوط الكهربائية التي كثيرا ما أحدثت شرارات كهربائية خطيرة·
حي لابوشراي، هو الآخر يحوي سكنات ضيقة، تضم في معظمها غرفة إلى غرفتين شيدت في الخمسينات من الحقبة الاستعمارية، لمنكوبين تم ترحيلهم من حي القصبة ليقيموا به بصفة مؤقتة، في انتظار إعادة إسكانهم، ومنذ ذلك الوقت وهم في انتظار الفرج حسب أقوال كبار الحي، حيث تحول مع مرور الزمن ومع اشتداد أزمة السكن، و الحاجة الملحة لمساحة أوسع إلى حي قصديري يفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة، بفعل البناءات الفوضوية التي تنامت بجانب السكنات القديمة، وتسائل المواطنون عن سبب تباطؤ وتيرة الأشغال بمشروع السكنات الاجتماعية على مستوى حي لابوشراي·
فونتان فراش ·· ''ياحسراه
على يامات زمان''
ويتشارك حي فونتان فراش أوالعين الباردة كما يطلق عليه مشاكله مع بقية الأحياء بالبلدية، حيث يروي عمي مسعود بدايات الحي الذي كان عبارة عن ثكنة عسكرية فرنسية قبل 8591، ثم شغله المواطنون الجزائريون بعد الاستقلال، ويشكو الحي كغيره من ضيق السكنات، ونقص النظافة، وهو ما أكدته المزابل المنتشرة والفضلات المتراصة على مداخل ومخارج الحي، وقد كانت المنازل حسبه لا تتعدى كونها بناءات جاهزة ''شاليات'' ومنظمة، حيث كانت تعبق برائحة الياسمين، كما كان يحرص السكان على نظافته دون انتظار أي إحسان من البلدية، إلا أنه سرد وبأسف شديد أوضحته تعبيرات وجهه وأقواله، تطور الحياة بالحي وتوسع البناءات التي بنيت بطريقة فوضوية، دون احترام النمط العمراني بالحي من طرف المواطنين، بسبب الزيادة في تعدادهم، وضرورة استقلال الآباء عن أبنائهم بوصولهم سن الزواج، مما أتاح انتشار الفوضى في الحي وانتشرت القاذورات في كل أرجاء الحي، وما كان هذا ليحدث حسبه، لو أدى المسؤولون المتعاقبون على البلدية أدوارهم بضمير حي، حيث يقول: ''من يعرف عمال البلدية؟، لا أحد، أصحاب البلدية لا يحضرون ولا يتفقدون الحال الذي وصلنا إليه''، وحسب ما صرح به أحد العاملين السابقين بالبلدية بشأن الحي ، فقد أكد أنه في سنة 1991 قاموا بتشكيل لجنة على مستوى الحي لترحيل السكان، وبالتنسيق مع الدائرة والبلدية والولاية، استطاعوا ترحيل 57 عائلة، لكن للأسف اللجنة الحالية للحي لا تقوم بدورها المطلوب، كما تساءل المواطنون عن السبب الذي جعل البلدية تغلق السوق المغطى، الذي كان يقتات منه العديد من العائلات بمحاذاة الحي، وتحوله إلى حضيرة تابعة للبدية تضع به معداتها الخاصة، سيما أن الشباب بالحي يشكون من بطالة رهيبة قضت على حيويتهم، نظرا لمحاولاتهم العديدة للحصول على منصب عمل دون جدوى·
نشاط المحجرة بالبلدية
يهدد صحة المواطنين
دخل سكان المنطقة في مشاكل صحية عميقة بسبب المحجرة التي تشتغل على مقربة من المناطق السكانية، حيث سببت للمواطنين تصدعات في حالة منازلهم جراء عمليات الهدم والتفجيرات التي تقوم بها المحاجر بغرض تفتيت الحجارة واستغلالها لصنع مواد البناء، زيادة على تدهور الحالة الصحية للأطفال والنساء الحوامل خصوصا، الذين أصبحوا يعانون من أمراض الربو والحساسية في قائمة المشاكل الصحية، ناهيك عن الأمراض الجلدية والنفسية·
الرياضة بواد قريش غائبة
كما أكد بعزيز مصطفى أن الرياضة بالبلدية غائبة والاهتمام بها ناقص، حيث تنشط بالبلدية أربع جمعيات رياضية فقط هي جمعية سكوتو لكرة القدم، وجمعية الأمل الرياضي لواد قريش متعددة الرياضات، وجمعية بوفريزي، وجمعية الرياضة لعمال بلدية واد قريش، وهي جمعيات كلها تقوم بالحصص التدريبية خارج بلدية واد قريش وذلك للنقص الفادح الذي تشهده البلدية من حيث قاعات الرياضة، حيث تضطر الجمعيات لكراء قاعة الجزائر الرياضية بباب الواد، وقاعة سكالى في الأبيار، ويقول بعزيز: ''المشكل يكمن في كون رئيس البلدية قام بغلق المكتب الرياضي الذي كان متواجدا على مستوى البلدية، ونحن كمنتخبين تكلمنا معه ليكون نشاط رياضي، ويكون ضمن المجلس الاستشاري للبلدية، لكننا لم نتلق أي رد''·
هذا وقد صبّ المواطنون غضبهم على رئيس بلدية وادي قريش، متهمين إياه بعدم الاهتمام بمشاكلهم وبانشغالاتهم، الذي يكتفي بوضعها في أدراجه دون إيجاد حلول ملموسة للمشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات، والتي يبدوا أن أزمة السكن تأخذ النصيب الأكبر وحصة الأسد بها·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/06/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المشوار السياسي
المصدر : www.alseyassi.com