يقيّم سكان بلدية الكاليتوس أداء المنتخبين المحليين من عدة جوانب لها علاقة مباشرة بحياتهم اليومية، حيث يُجمعون على أن تعميم المشاريع التي غيرت من وجه المدينة لم تكتمل بعد في عدة أحياء، وأن المرافق العمومية لا تكفي بتاتا ولا تتناسب مع عدد السكان الكبير، وأن المجلس رغم تجانسه وجهوده، لم يصل إلى تحقيق كل انشغالات المواطنين. من جهة أخرى، يوضح بعض المنتخبين المحليين أنهم قدموا ما عليهم، وجسّدوا ما وعدوا به خلال الحملة الانتخابية، وأن ما بقي من نقائص لايعود إلى التسيير المحلي، بقدر ما يعود إلى نقص الاعتمادات المالية والأوعية العقارية.تحسّن في جوانب دون أخرى
يلخص المواطن (مختار.ع)، صاحب محل كائن بحي 400 مسكن، قبالة الطريق الوطني رقم 8، رأيه بأن بعض الأمور تحسنت في انتظار أخرى لا تزال تراوح مكانها، في مجال المحيط والتهيئة الحضرية، وأن عدد السكان ازداد بشكل كبير، لكن لا تقابله هياكل ومرافق عمومية كافية، قائلا: «نعاني نقص الهياكل»، خاصة في الجانب الصحي... وظهر ذلك بشكل مقلق حينما تم غلق المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بوسط المدينة لعدة أشهر، قصد إخضاعها لعملية ترميم وتجهيز، حيث تعقدت الأمور وتجلت احتياجات السكان لهذه الخدمات الضرورية، من خلال الطوابير الطويلة التي تشكلت بمستوصف حي الحيدوسي، وكان أغلب المواطنين يتنقلون نحو المستشفيات، منها «زميرلي» بالحراش وغيرها. ويرى محدثنا أن المجلس البلدي الحالي لم يستطع إقناع السلطات العليا بضرورة إنجاز مستشفى يخلص المنطقة من الطوابير ورحلة البحث عن الخدمات الصحية، متحججا بنقص العقار، حيث يتساءل: «كيف استطاعت ولاية الجزائر في إطار التوسع العمراني أن تنشئ تجمعا سكنيا جديدا بحي سليمان، يحتوي على عدة مرافق، ينتظر تجسيدها لاحقا، تضاف إلى ال 1200 مسكن اجتماعي إيجاري»؟
كما يجزم محدثنا بأن مشكل الاختناق المروري لم يحل إلى حد الآن، رغم تعاقب المجالس البلدية، وأن المجلس الحالي اكتفى بالاهتمام بالشارع الرئيسي (الطريق الوطني رقم 08)، وأنه لم يتمكن من إنجاز إلى حد الآن، منافذ ومسالك أخرى من شأنها تخليص وسط المدينة من فوضى المركبات والزحمة الدائمة، مطالبا المجلس القادم بحل هذا المشكل، إلى جانب التفكير في مساعدة الشباب على إيجاد مناصب شغل، خاصة أمام غياب مؤسسات كبرى تستوعب العدد الهائل من الشباب البطال الذي يعمل أغلبه في سوق الجملة للخضر والفواكه كحمالين، وباعة تجزئة على حافة الطرق.
البلدية لم توفر إلا 5 بالمائة من احتياجات المواطن
عاد (توفيق.أ) مواطن من حي 1600 مسكن، إلى الحديث عن المجالس البلدية السابقة التي كان خلالها المجلس البلدي غائبا عن الساحة التنموية، ويتعلق الأمر بفترة التسعينات، حينما كانت البلدية لا تقوى حتى على رفع النفايات المنزلية، وعندما تحسن الوضع الأمني، لم يتحسن وضع البلدية في الجانب التنموي، خاصة في مجال الاحتياجات الإدارية كبطاقه التعريف، رخصة السياقة، جواز السفر وغيرها، مركزة على دائرة براقي، وبعد هذه الفترة يقول محدثنا- تغيرت الأمور، بعد انفتاح الإدارة على المواطن الذي أصبح له قسط من الخدمات.
يرى محدثنا أن الخدمات لا تزال ضعيفة جدا بالعديد من الأحياء البعيدة عن أعين المنتخبين، فلا انشغالات المواطنين استجيب لها، ولا شيء آخر، كل القطاعات معطلة أو لا تؤدي دورها على أكمل وجه، وتبقى الأحياء المحظوظة تلك التي يجد فيها المنتخبون فرصة لإعادة انتخابهم. أما في الأيام الأخيرة، لاحظنا أن هناك حركة ساهمت فيها الولاية في تزيين الطرق، لكن بعضها الآخر حدث ولا حرج، ويعتقد السيد توفيق أن مختلف الاحتياجات من أسواق نظيفة، ملاعب جوارية، حدائق ومساحات خضراء، نظافة لائقة في الأحياء، لم توفر منها البلدية سوى 5 بالمائة.
الميزانيات الضخمة لا تعكس التنمية المحلية
يقيم (فيصل.س) وهو أحد إطارات البلدية، أداء المجلس البلدي بأنه لم يرق إلى المستوى المطلوب، رغم التخصيصات المالية، قائلا بأن ميزانية تجاوزت ال1000 مليار سنيتم صرفت خلال عهدتين، سيّرهما نفس المجلس، إضافة إلى الميزانية القطاعية والاعتمادات المالية الأخرى، واستشهد مصدرنا بأن «المير» السابق وعد بإنجاز البنى التحتية، والتخلص من مشاكل التطهير ومياه الشرب وتعميم التهيئة الحضرية، وتوفير المرافق الضرورية الكافية، لكن الواقع يضيف السيد فيصل - يؤكد أن العديد من الأحياء لا تزال لم تستفد من هذه الضروريات، ومنها حي 400 مسكن الذي انطلقت به مشاريع التطهير والتهيئة ولم تنته إلى حد الآن، نفس الشيء بالنسبة لحي الأمير الذي يراوح به مشروع التهيئة الذي انطلق في عام 2012، وكذلك الأمر بخصوص حي السعادلية و1600 مسكن و400 مسكن، فضلا عن غياب التجهيزات الرياضية، وما توفر منها أصبح هشا بسبب غياب سياسة الصيانة وحراسة الممتلكات البلدية.
وأضاف محدثنا أن مشكل فك الضغط عن المدينة لم يحل، وبقي الضغط متواصلا، فطوابير المركبات تبدأ بالمخرج الشمالي على مستوى نقطة «أسناس»، على بعد أزيد من ثلاثة كيلومترات، وأن البلدية اكتفت بالاعتناء بتزيين هذه النقطة البعيدة عن المدينة، دون الاهتمام بوسط المدينة والأحياء الأخرى المتضررة، إلى جانب الإشارات الضوئية التي أنفقت عليها البلدية أموالا باهظة، لكنها متوقفة منذ سنوات، وأن مثل هذه النقائص لا يتحدث عنها المواطنون والمجتمع المدني الذي يغض الطرف عنها.
الشباب لم ينل حقه من التكفل..
يرى (منصف.م) حارس حظيرة سيارات بالقرب من مقر بلدية الكاليتوس، أن هذه الأخيرة تغيرت نوعا ما، وتحسن شارعها الرئيسي الذي أصبح قبلة للزوار الذين يقصدون محلات الشواء والمطاعم العائلية ومحلات مختلف الخدمات التي تبقى مفتوحة طوال الليل، عكس البلديات الأخرى التي تنام باكرا، وراح يسرد لنا بعض المشاريع التي خففت من مشاق المواطنين، منها ترميم وتجهيز المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، وتحسين الطريق الوطني رقم 8 وصيانة بعض الطرق، إضافة إلى استقبال المواطنين والاستماع لانشغالاتهم، لكن السيد منصف لم يخفِ عجز المجلس البلدي سواء في هذه العهدة أو التي قبلها، عن توفير مناصب شغل، خاصة لفئة الشباب التي تمثل غالبية المجتمع، إذ لم يتوفر بعضها إلا من خلال مؤسسة «إكسترانات» في مجال النظافة، أو شركة «سيكا»، وأن الشباب لا يزال بحاجة إلى هياكل رياضية، خاصة في الجهة الغربية للمدينة، وما هو متوفر يتمثل في قاعة متعددة الرياضات، وملعب لا يزال لم يستلم بعد.
منتخبون يدافعون عن حسن التسيير
يؤكد مراد زهام، نائب رئيس البلدية مكلف بالبناء والعمران أنه عضو في المجلس البلدي لعهدتين متتاليتين، وأن «المير» السابق عبد الغني ويشر الذي فاز في الانتخابات البرلمانية عن حزب «تاج» كسب ثقة المواطنين، بفضل إخلاصه في العمل، وما تحقق في الميدان من مشاريع، والتكفل بانشغالات السكان. ويذكر محدثنا أن المشاريع الجوارية كانت قبل العهدتين شبه معدومة، خاصة ما تعلق منها بالتطهير والصحة، وأن أغلب الأحياء قبل سنة 2007 كانت تفتقر للتهيئة الحضرية، وبفضل الجهود الكبيرة وحرص المجلس المتجانس، استطاعت البلدية أن تستفيد من عدة مشاريع، حسنت الوضعية وخففت من معاناة المواطنين في مختلف المجالات. مضيفا أن نقص المرافق العمومية، الصحية والتربوية والرياضية، مردها إلى غياب الأوعية العقارية، فالأحياء التي بدأت تتشكل منذ 1989، عن طريق منح التجزئات الفردية لبناء سكنات، دون تخطيط أو ترك أوعية لإنجاز المرافق العمومية، ومنها مشروع مستشفى بالكاليتوس الذي توقف بسبب نقص العقار. كما ذكر السيد زهام أنه خلال هذه العهدة تم تجديد 14 مدرسة ابتدائية.
أما يحي جطوط، نائب رئيس البلدية الثاني فذكر أن المجلس يحرص على تعميم المشاريع المحلية، أمام ارتفاع عدد السكان إلى أزيد من 160 ألف نسمة، من خلال استحداث أحياء جديدة مثل الرماضية، الدالية، سليماني، 500 مسكن وغيرها. مؤكدا أنهم كأعضاء راضون بما قدموا من مجهودات، لأنهم أنجزوا ما وعدوا به في الحملة الانتخابية، وأن كل الأحياء مستها المشاريع المحلية، سواء من حيث إنجاز قنوات التطهير، أو تعبيد الطرق، وأن هناك مشاريع مبرمجة سيتم تجسيدها لاحقا.
وبالنسبة لقطاع التعليم، ذكر النائب الثالث ل «مير» الكاليتوس جطوط أن كل المدارس الابتدائية مستها أشغال التهيئة، كما تم توسيع الملعب البلدي «زروطي مولود» ليتسع ل5 آلاف متفرج. إضافة إلى مضمار لألعاب القوى و4 قاعات رياضة، حيث ساهمت البلدية في هذا المشروع ب41 مليون مقابل 12 مليون من ميزانية الولاية، وأنه تم إنجاز 11 ملعبا جواريا بمختلف الأحياء، وكذا 6 قاعات رياضة.
أما بشأن نظافة المحيط، وفي مجال التسيير المالي، ذكر لنا بونقطة خذير، نائب مكلف بالمالية، أن ميزانية البلدية الأولية التي تناهز 130 مليار سنتيم، معظمها من الجباية، حيث أن 70 مليار سنتيم من رسوم مركب تكرير البترول بسيدي رزين، وأن 65 مليار سنتيم تخصص سنويا لأجور العمال، وأن المبلغ المتبقي تقوم البلدية بتوزيعه على مختلف المشاريع المحلية، وعلى الأحياء بطريقة متوازنة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/09/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيد كعبوب
المصدر : www.el-massa.com