يواجه المواطنون سلسلة من المشاكل والعقبات اللامتناهية أمام طوابير الضمان الاجتماعي، إلى جانب الاستعمال المحدود لبطاقة الشفاء الذي يقتصر على ولاية واحدة، يصطدم هؤلاء بمشكلة ورقة التأمينات الاجتماعية المفقودة بالمستوصفات، والتي تحرمهم من شراء الأدوية في وقت أقصاه 24 ساعة.
شكلت “بطاقة الشفاء” وتعميمها على كافة التراب الوطني في أوت المنصرم نقلة نوعية في مجال الضمان كخطوة جاءت بها الوزارة الوصية لعصرنة القطاع، غير أن الأمر لا يخلو من مشكلات المواطنين مع الضمان الإجتماعي، خاصة منهم المتقاعدين ومحدودي الدخل الذين لا يستطيعون التداوي من غير التسهيلات التي تمنحها مديريات الضمان الاجتماعي.
بطاقة شفاء مجردة من امتيازاتها
اعتبر كثير من المواطنين، ممن التقتهم “الفجر”، أن استعمال بطاقة الشفاء لا يسير على أكمل وجه منذ ثلاثة أشهر من تفعيلها في كافة التراب الوطني، حيث لم تعط ثمارها كما كان متوقعا، فبعدما عقدوا عليه الآمال اكتشفوا عدم نجاعة هذا المشروع. وعن سبب إجماعهم على هذا التقييم يقول (جمال.ب) القادم من ولاية تيزي وزو، إنه تفاجأ بعدم تمكنه من اقتناء الدواء لدى تنقله إلى العاصمة للتداوي في المركز الاستشفائي الجامعي، بكل بساطة لأن تفعيل هذه البطاقة كان فقط بولاية تيزي وزو.. ليجد نفسه عاجزا أمام مرضه المزمن.
لا يختلف الأمر كثيرا مع (كهينة.ج) من عنابة، التي جاءت إلى العاصمة كمرافقة لولدها المريض بالسرطان، وخلال فترة تواجدها في العاصمة تضطر لشراء بعض الأدوية لتواجه هي الأخرى صعوبة في عملية الاقتناء.
وفي سياق متصل، عبر السيد نبيل عن استيائه من محدودية استعمال بطاقة الضمان الاجتماعي، على اعتبار أنه يعمل في العاصمة ويقيم في ولاية تيبازة، وتبعا لذلك فهو بلا شك سيضطر لزيارة الطبيب في العاصمة ولن ينتظر رجوعه إلى منزله مساء أوليلا حتى يتحصل على دوائه من تيبازة. هو اجراء استهجنه الكثير من المواطنين الذين اعتبروه ينقص كثيرا الإمتيازات والتسهيلات التي وجدت بطاقة الشفاء من أجل توفيرها.
ورقة العلاج.. تحرم البعض من العلاج
معاناة من نوع آخر يتكبدها المواطنون من أجل اقتناء أدويتهم، يتعلق الأمر بالكثير من المواطنين الذين اشتكوا من النقص الفادح في ورقة العلاج بالمستوصفات الطبية الجوارية والمراكز الاستشفائية، ما يعقد عملية شراء الأدوية أوالتعويض في صناديق الضمان الاجتماعي، فالحصول على ورقة علاج يتطلب رحلة بحث طويلة قد تحرمهم من الاستفادة من الميزات المتوفرة.
وفي هذا السياق، عبر المواطن (محمد.ل) من بلدية بلوزداد عن عدم تمكنه من تعويض الأدوية لمرتين على التوالي بسبب عدم حصوله على هذه الورقة. ولأن الوصفة الطبية لا تتعدى صلاحيتها 24 ساعة فقط سقط حقه في التعويض، ولأنه بعد أن حصل عليها من الصيدلية عجز عن العودة إلى الطبيب الذي عالجه في نفس اليوم، ما جعل وصفته منتهية الصلاحية. هذا المشكل يطرح بالعديد من المستوصفات ويثير تذمر المواطنين الذين ضاقوا ذرعا بالقوانين التي يعتبرونها أكبر عراقيل تحول دون حصولهم على حقوقهم.
من جهة أخرى، فإن الحصول على ورقة العلاج ليست ضرورية لتعويض الأدوية في بعض الولايات، على غرار ولاية بومرداس.
من جهتنا، حاولنا الاتصال بالوزارة الوصية ولم نتمكن من الحصول على أي تفسيرات من شأنها أن تجيب على انشغالات المواطنين، وتخفف من العقبات التي حولت الحصول على العلاج والأدوية إلى مهمة صعبة للغاية.
أما لدى محاولتنا الاتصال بمسؤولي إدارة المركز الوطني للضمان الاجتماعي، أكدت لنا مسؤولة الاتصال أن اقتناء الأدوية باستعمال بطاقة الشفاء لا يتطلب أبدا ورقة العلاج.. وكأنها تتحدث عن إجراءات بلد آخر لا يمت بصلة للجزائر!.
فيروز دباري
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com