بقلم: الطيّب بن إبراهيم
شهران تمر على حرب غزة وجنون حرب إسرائيل متواصل ولم يتوقف وأن كل ما ارتكبته من مذابح ودمار وخراب وتشريد للسكان لم يشف غليلها وهي حتى الآن لم تصدق نفسها أن كمشة من سكان غزة المحتلين المحاصرين العزّل يتحدون إسرائيل وجيشها العظيم الذي لا يقهر ويلحقون بها مذلة وإهانة لم تشهدها في تاريخها ولم تفعلها معها حتى الدول ذات السيادة والجيوش والأسلحة والأموال والأجهزة الاستخباراتية والتحالفات الدولية. لا زال الجدال متواصلا والتفسيرات والتبريرات والتحليلات حول غزوة طوفان الأقصى وكيف حدثت؟ وكيف جاءت من أضعف حلقة في الصراع العربي الإسرائيلي حسب رؤيتها؟ وهي صفعة لم تتوقعها إسرائيل من طرف قطاع غزة ومقاومته المرابطة هناك ولم تتوقع حجمها وردود فعلها الداخلية والخارجية ونتائجها السلبية المادية والنفسية.
*مجازر يومية
لازال الجنون الإسرائيلي يدفع جيشها إلى ارتكاب المزيد من القتل المتواصل يوميا على مدى شهرين والعالم يتفرج على هذا الجنون وهذا الإجرام وهذه الهمجية والحقيقة أن الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث من قتل على مدار الساعة وكيف يتفرج العالم على الوحش الإسرائيلي يفتك بأطفال ورضع غزة وكيف يشن حرب الأرض المحروقة والتطهير العرقي حرب لا تبق ولا تذر ضد السكان بدون تمييز وضد المباني بدون تمييز وضد المؤسسات بدون تمييز إنه جنون الانتقام الأعمى جنون من فقد أعصابه بما حدث له جنون جيش غُرّر به ووصف زورا بأنه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط وأنه لا يقهر وإذا به بين عشية وضحاها يهان إهانة تاريخية لا تغتفر من طرف مجموعة من الشباب المقاومين الذين قتلوا منه المئات واسروا المئات وذلك تم في لحظات رغم الحراسة والتحصينات وأجهزة الاستخبارات لا زال الجيش الإسرائيلي يعيش الذهول والصدمة من هول ما لحق به كيف لمقاومة غزة أن تلحق به كل هذه الخسائر؟ وأن تأسر قادته وضباطه وجنرالاته أمر لا يصدق؟.!
ردود فعل إسرائيل على ما لحق بها كانت هستيرية وجنونية واستعملت القوة العسكرية المدمرة إلى أقصى حد لها بعد ما لحق بها كحومة وكجيش وخرجت قراراتها العسكرية عن التخطيط الاستراتيجي وعن الواقعية لتحقيق أهدافها وانطلقت في ردود فعلها بكل آلتها العسكرية التدميرية مدعية تحرير محتجزيها لدى المقاومة بالقوة ولن ترضخ للمساومة ولا لإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين واستعانت بأقوى قوة استخباراتية عالمية لتحديد أماكن حجز جنودها وضباطها وهي وكالة المخابرات الأمريكية وبكل عملائها الأقارب والأباعد وكانت في سباق مع الزمن وطالت أيام الحرب وارتفع أعداد قتلى جنودها ولم تصل لنتيجة وأرغمت على الجلوس على طاولة التفاوض مع المقاومة لإطلاق بعض أسراها لعلها تتضح لها رؤية الوصول لتحرير ما تبقى وأجبرت على اطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وانطلقت الحرب الجنونية مرة أخرى أكثر ضراوة من المرحلة الأولى لكنها وجدت مقاومة أكثر صلابة وتصميما على الصمود من ذي قبل بل كان التحدي بعد شهرين من الهجوم الإسرائيلي التدميري المتواصل أن إسرائيل لم تستطع الوصول لأي أسير ولا وقف حتى الصواريخ التي تنطلق باتجاه المدن الإسرائيلية هذا التحدي وهذه لإهانة لجيش إسرائيل الذي لا يقهر حوّل الحرب عن مسارها الحقيقي كأي حرب عادية عبر التاريخ إلى حرب خاصة بإسرائيل تهدف إلى القتل من أجل القتل بعد أن عجزت عن تحرير رهائنها وعن تحديد منصات اطلاق الصواريخ.
ما يقرب من عشرين ألف قتيل قتلتهم الآلة العسكرية أغلبيتهم من الرضع والأطفال والنساء والمرضى والآمنين في المستشفيات وفي بيوتهم وفي الشوارع والطرقات كلهم سواء دون أن تصل إسرائيل لأي قائد من قادة المقاومة ودون تحرير أي أسير من أسراها المدنيين والعسكريين ودون الوصول إلى وقف اطلاق الصواريخ ودون هدم انفاق وخنادق المقاومة ودون تحقيق أي انتصار بالمعنى العسكري فتحولت الحرب إلى الإمعان في القتل من أجل القتل بدون تمييز لتحفظ ما وجهها ولتمديد حكومة متطرفها نتنياهو أياما أخرى قبل رحيلها!!.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com