الجزائر

موازاة مع الدعوة لفتح تحقيق وطني حول التحرش الجنسي المهني 3 ملايين و500 ألف شكوى تتعلق بالتحرش المعنوي منذ سنة 2002



دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الـ11 للأمراض العقلية الذي تناول موضوع ‘’الأمراض العصبية في العمل من الإرهاق إلى التحرش المهني’’ إلى ضرورة فتح تحقيق وطني متبوع بعملية إحصائية شاملة للأمراض العصبية في الوسط المهني، والتنسيق بين الجهات الحكومية والنقابية لتوفير ضمانات للمرأة العاملة، لا سيما في ظل استفحال ظاهرة التحرش الوظيفي الذي أخد أبعادا خطيرة عبر مختلف المؤسسات، خاصة في قطاع الصحة، حيث تحدثت مصادر طبية عن 20 بالمائة من العمال في الجزائر تعرضوا لتحرشات جنسية في الأوساط المهنية، كما تم إحصاء 3 ملايين و500 ألف شكوى تتعلق بالتحرش المعنوي قدمت إلى العدالة منذ سنة 2002. وأضاف المتدخلون من أساتذة أخصائيين في الأمراض العقلية قدموا إلى تيزي وزو من داخل الوطن وخارجه، أن التحرش الجنسي بالمرأة بات من الطابوهات التي يتوجب النظر فيها بتمعن بعد الانتشار المخيف للسلوكات الصادرة من مدراء المستشفيات ومسؤولي المراكز الصحية، وهي الظاهرة التي تراوح بين التحرش الشفهي (الكلامي) والإلحاح في طلب لقاء وطرح أسئلة جنسية محرجة على المرأة العاملة، ما يجعلها تشعر بعدم الأمان. وقد ركز المحاضرون على وجوب إعداد قانون خاص يجرم مثل هذه الأعمال، لاسيما مع التكتم الذي يلازم المرأة الضحية التي ترفض في غالبية الحالات التصريح بما وقع.وقال مدير المستشفى الجامعي محمد النذير بتيزي وزو البروفيسور زيري خلال ندوة صحفية على هامش الملتقى، إن على المصالح العليا تحسين ظروف العمل وعلى العدالة أن تلعب دورها لمواجهة المتسببين في تنامي ظاهرة التحرش المهني، الذي قال إنه منتشر بشكل مخيف في التجمعات، مؤكدا أنه سبق وأن أعد تقريرا مفصلا عن الظاهرة منذ عامين، إلا أن جهوده محصورة بعدد حالات بتيزي وزو. وأضاف إن التحرش الجنسي يحدث في كافة الأماكن التي يمكن أن تتواجد فيها المرأة أو الفتاة، سواء بالمنزل أو في أماكن العمل أو في الشارع. مضيفا أن الأمر يستدعي سن قوانين خاصة تحمي النساء من العنف، وتعاقب مرتكبي جرائم العنف ضدهن، كما أعاب الدور الذي تتخذه الضحية، حيث إن الغالبية العظمى ممن تتعرضن للتحرش الجنسي تكتمن المسألة، ولا تتقدمن بشكاوى لدى الجهات الوصية، لأن هناك مناخا اجتماعيا يعيب على المرأة الخوض في هذه الأمور واعتبار المسألة أخلاقية. كما اعترف أن التحرش بالدرجة الأولى يأتي من المدراء وأرباب العمل وأحيانا أخرى من طرف زملائهم في العمل، كما أن التحرش المهني يقع على العاملات ذوات المستوى العلمي المحدود أكثر ممن يتمتعن بمستوى علمي عال.جمال عميروش


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)