مواجهات واعدة في دور الثمانية لكأس الأمم الأفريقية

تبدو المكونات المناسبة وكأنها متوفرة وفي مكانها الطبيعي لتجعل من دور الثمانية في كأس الأمم الافريقية، الذي ينطلق اليوم، وجبة حقيقية في كرة القدم، ونجت جنوب افريقيا البلد المضيف وكذلك كوت ديفوار المرشح البارز للفوز باللقب وتأهل معهما منتخب الرأس الأخضر المتألق اضافة للطوغو وبوركينا فاسو، الثنائي الذي لم يتوقع أحد صعوده، مع غانا ونيجيريا ومالي، والآن كل المطلوب بعد مرحلة المجموعات هو أداء أفضل والمزيد من الأهداف وزيادة في عدد الجماهير،
وتبدو الفرق المتبقية قادرة وبسهولة على رفع مستوى البطولة التي لم يتبق منها سوى ثماني مباريات بينها النهائي في ملعب سوكر سيتي يوم العاشر من فيفري الجاري، ومن المنتظر أن يبدأ دور الثمانية اليوم عندما يلتقي منتخب الرأس الأخضر، في مشاركته الأولى بالنهائيات، مع منتخب غانا الذي يبدو فريقا قويا ولا يزال يبحث عن لقبه الخامس في البطولة والأول منذ 1982، وبعدها سيتحول الاهتمام إلى فريق البلد المضيف الذي سيواجه مالي أمام جمهور يعتقد أنه سيصل إلى 56 ألف متفرج في ملعب موزيس ماديبا في دربان، ولن يقتصر سعي جنوب افريقيا على حجز مكان في نصف النهائي بل للثأر لهزيمتها أمام مالي في نفس المرحلة في نهائيات 2002، بينما خلال أمسة الغد سيجمع لقاء مرتقب بين عملاقين لم يخسر أيهما حتى الآن في البطولة وهما كوت ديفوار ونيجيريا التي وصلت لهذه المرحلة رغم تأكيد مدربها ستيفن كيشي مرارا على أن فريقه صغير السن ولا يزال في طور الإعداد، 
وقد أظهر الفيلة الذين يسعون وراء لقبهم الثاني في البطولة بعدما ذاقوا طعم التتويج في 1992 قوة كبيرة تؤهلهم لتجاوز نيجيريا لكن القائد والمهاجم البارز ديدييه دروغبا، الذي فشل مرات عديدة في نيل اللقب، لا يعتبر أن الاستمرار في البطولة مضمونا، حيث قال بعد "نعرف ما الذي يمكن توقعه في تلك المباراة، ستكون صعبة للغاية، من المبكر الحديث عن الألقاب لكن بوسعنا أن نحلم"، من جهة أخرى، تلتقي بوركينا فاسو، التي تألقت على نحو مفاجيء، مع منتخب الطوغو وهو فريق آخر ظهر بشكل أفضل من المتوقع وتجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في ثماني محاولات.
 ورغم قلة خبرة الرأس الأخضر على الصعيد الدولي ومستوى قوة الدوري المحلي بها إلا أن المدرب انطونيس يعمل بطريقة مورينيو مع الفريق ويحقق نتائج أفضل مما يمكن توقعه، ولا يذهب انطونيس بعيدا حين يتحدث بل يكتفي بالقول إنه حقق هدفه بوصول الرأس الأخضر لهذا الحد في البطولة لكن الفريق به مواهب أبرزها المهاجم لويس سواريس (بلاتيني) ورايان منديز في الوسط والقائد ناندو في الدفاع، ولدى غانا وهي فريق آخر في طور التكوين وفقا لمدربها كواسي ابياه مواهب وخبرات في كل مركز تقريبا وإن ظهر القائد اسامواه جيان بمستواه عندما قاد بلاده لاكتساح النيجر بثلاثية نظيفة فإن منتخب الرأس الأخضر سيكون عليه البحث عن حلول لاحتواء خطورته.

لاعبو كوت ديفوار يعتبرون مواجهة نسور نيجيريا نهائي مبكر
يعتبر منتخب كوت ديفوار مباراته في دور الثمانية بكأس الامم الافريقية امام نظيره النيجيري بمثابة نهائي للبطولة في ظل سعيه لانهاء حرمان من اللقب استمر لنحو عشر سنوات، وتصدر منتخب الفيلة المجموعة الرابعة بينما أنهى المنتخب النيجيري منافسات المجموعة الثالثة في المركز الثاني، وقال كولو توري "لقاء نيجيريا سيكون كمباراة نهائية،
نيجيريا فريق كبير ولديه لاعبون رائعون، نعرف انها ستكون مباراة صعبة جدا جدا، يجب ان نركز ونحاول عدم ارتكاب اخطاء"، وتابع قائلا "يجب ان نؤمن بقدراتنا وأعتقد اننا نستطيع تحقيق ذلك"، وأضاف "سوف نبذل قصارى جهدنا في الملعب مثلما فعلنا في المباريات الثلاث السابقة"، ومن جهته قال دروغبا عن زميله السابق ميكل "سوف تكون مباراة صعبة، يعرف الجميع انه لاعب متميز وما قام به مع تشيلسي في نهائي دوري ابطال اوروبا، كان واحدا من أفضل لاعبي الفريق والان ألعب ضده"، واضاف "سوف نتبادل الحديث قبل بداية اللقاء ثم نلعب بكل جدية اثناء المباراة ثم نتبادل الحديث مرة اخرى بعد المباراة لاننا أصدقاء، إنه كأخ لي"، ويعرف النيجيريون انهم سيخوضون مباراة مختلفة عن لقاءات المجموعة، وقال ميكل انه يتوقع لقاء قويا،واضاف "ستكون مباراة يتعرض خلالها الطرفان لضغوط ، ستكون صعبة وأعتقد اننا لو لعبنا جيدا فسوف نفوز."
الصحف التونسية إلى المدرب الطرابلسي: أرحل !
طالبت صحف ووسائل اعلام تونسية مدرب المنتخب التونسي سامي الطرابلسي بالاستقالة بعد الخروج من الدور الأول لكأس الامم الأفريقية، وفقدت تونس فرصة التأهل باحتلالها المركز الثالث في المجموعة الرابعة بفارق الأهداف وراء الطوغو عقب تعادل الفريقين، ودعت صحيفة المغرب اليومية باللغة الفرنسية الطرابلسي للاستقالة وكتبت في عنوان رئيسي "ارحل سامي"، وحملت الصحيفة المدرب مسؤولية الخروج المبكر وقالت "من لم ينجح فهو من الراسبين بالتأكيد وقد تم ذلك بصنع العنيد سامي الطرابلسي الذي تشبث بمواقفه بشكل أدى بنا الى المهالك لأن الخروج من دورة غاب عنها الكبار هو الانهيار بجميع أشكاله"، وأضافت "لذلك نقول للطرابلسي بكل اصرار "ديقاج" ارحل"، واعتبرت صحيفة الشروق اليومية ان المنتخب التونسي خذل مشجعيه بعدما قدم أداء متواضعا وجاءت صفحتها الرئيسية تحت عنوان "خذلونا"، وكتبت في تقرير المباراة "ودع المنتخب الوطني نهائيات أمم افريقيا بعدما اكتفى بالتعادل مع الطوغو رغم مروره بجانب العبور بعد ان أهدر ركلة جزاء في وقت حساس الا انه لا يمكن أن ننتظر من منتخبنا أكثر مما حققه بما أنه أضعف فريق في الدورة الحالية على مستوى الأداء"، ووجهت الصحيفة انتقادا حادا للمدرب وقالت "الطرابلسي فعل ما أراد وحان وقت الحساب، يجب محاسبة مدرب ضرب بمصلحة المجموعة عرض الحائط وفعل ما أراد من أجل الدفاع عن مصالحه الضيقة ولم ينجح الا في ربط علاقات وطيدة جدا مع وكلاء اللاعبين"، وقالت صحيفة الصباح في عنوانها الرئيسي "خيبة أمل"، وأضافت "كان انسحابا (خروجا) مرا في طعم العلقم تذوقه كل التونسيين بمختلف ميولهم".
ومن جهتها، كتبت صحيفة الصحافة اليومية عنوانا قاسيا "انتهى الدرس.. الحظ لا يقود دوما للنجاح"، مضيفة أن مغامرة المنتخب التونسي "انتهت من الدور الأول بسبب العديد من الأخطاء الفنية التي حكمت على المنتخب التونسي بالظهور بوجه شاحب".
الكنزاري مرشح لخلافة البنزرتي على رأس المنتخب التونسي
على الرغم من اتفاقه المبدئي على تدريب الترجي التونسي ، فإن المدرب ماهر الكنزاري بات مرشحا بارزا لتدريب المنتخب التونسي وخلافة المدرب سامي الطرابلسي في منصبه وهذا وفق ما أوردته أمس جريدة "الصحافة" التونسية، وجاء في الخبر أن الكنزاري تلقى عرضا لتدريب منتخب نسور قرطاج الذي ودع كأس أمم إفريقيا منذ الدور الأول ، على الرغم من أن إدارة الترجي أكدت اتفاقها مع هذا المدرب لخلافة معلول، وأضاف الخبر أن رئيس الترجي حمدي المدب لن يعارض الموافقة على الإستغناء عن مدربه القادم خدمة للكرة التونسية.
يونس بلهندة أكبر الخاسرين في "الكان"..إصابة وطرد وعقاب من الإتحاد وصفقة انتقال مجهضة
المصائب لا تأتي منفردة، و ما لحق بلاعب المنتخب المغربي يونس بلهندة في الموسم الحالي و خاصة الفترة الأخيرة يعتبر حالة غريبة بكل المقاييس، هذا اللاعب الذي رأى فيه الكثير من النقاد استنساخا للاعب عزيز بودربالة وهو ما أكده رشيد الطوسي في إحدى مؤتمراته الصحفية، بعد أن قدم الكثير من الإشارات الإيجابية على أنه قد يكون قائد المستقبل واللاعب الذي بإمكانه إحداث الفارق، قدم واحدة من أسوأ دورات الكان على الإطلاق، ورافقته اللعنة منذ اليوم الذي حط فيه الرحال بمركز بافوكينغ رفقة المنتخب المغربي، بلهندة الذي اختير أفضل لاعب واعد في الدوري الفرنسي الموسم المنصرم حين قاد مونبلييه ذو الإمكانات المحدودة لسحب البساط من تحت أقدام السواعد الكبرى على غرار مرسيليا و باريس سان جرمان، ليتوج ،عاش بداية الموسم الحالي حالة من العزلة و الغبن كما ترجمها في الكثير من تصريحاته حين قال أنه جاء "للكان" لغسل أحزانه، فصحافة فرنسا و على رأسها "ليكيب" تفننت في انتقاد بلهندة و اعتبرته نسخة غير أصلية للاعب الذي تألق الموسم المنصرم، بعد المستويات الهزيلة التي قدمها بداية الموسم الحالي، بل أن الغريب و المثير في الأمر أيضا أن بلهندة تعرض للطرد في إحدى لقاءات ناديه مونبلييه التي سبقت الكان و قررت لجنة الانضباط التابعة للإتحاد الفرنسي معاقبته بالغياب عن ثلاث مباريات.
في جوهانسبورغ، تعرض بلهندة لإصابة غريبة بعض الشيء على مستوى أعلى الفخذ، كشفت ضعف الإعداد عند لاعب محترف المفروض أنه في كامل الجاهزية في هذه المرحلة من السنة، ليتغيب أسبوعا كاملا عن التمارين و يفاجئ الجميع بعودته في مباراة الإفتتاح أمام أنغولا على الرغم من ضعف مرحلة الإعداد، لعب بلهندة شوطا واحدا و حصل على بطاقة صفراء، لينتظر الجميع انبعاثه من جديد أمام الرأس الأخضر وهو ما لم يحدث بعد أداء هزيل و إنذار ثاني كان مرادفا للغياب عن اللقاء الثالث.
لم تقف اللعنة المطاردة لبلهندة عند هذا الحد، بل تواصلت داخل معسكر المنتخب المغربي بعد خروجه للعشاء في وقت متأخر بعيدا عن مقر إقامة الوفد وهو ما استدعى تحذيره من تكرار هذا السلوك، و بعدها خلال العودة ثار في مطار جوهانسبورغ و طالب بحجز في "البيزنس" رفقة رئيس الإتحاد في وقت حجز الإتحاد للاعبين المحليين في الرحلة الإقتصادية، و في الوقت الذي كانت فترة الإنتقالات الشتوية تلفظ أنفاسها بأوروبا أمام كثرة العناوين و العروض التي انهالت على بلهندة من إيطاليا و تركيا و أنجلترا، سيفاجأ الجميع بنهاية حزينة لمسلسل تركي بحلقات معقدة كان بطلها نادي فنرباخشه و عبد الله كيجيلي ورئيس مونبلييه نيكولين الذي كان محقا حين وصف كل هذه العروض بالمزحة الكبيرة، إثر رفض كل هذه الفرق شراء بلهندة بالمبلغ الذي اختاره.
وزارة الرياضة المغربية تنتظر تقريراً من الاتحاد عن نكسة إفريقيا
طالبت وزارة الشباب والرياضة المغربية اتحاد كرة القدم بتقديم تقرير مفصل عن أسباب خروج المنتخب المغربي من الدور الأول لنهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" المغربية، تصريحا لوزير الشباب والرياضة المغربي، محمد أورين، بأن اتحاد الكرة ملزم بتقديم تقرير مفصل يشرح فيه ما وقع، وستتم دراسة التقرير لاتخاذ الموقف المناسب تجاه الفريق المغربي، وأكد أورين أن التقرير يجب أن يتضمن أسباب السقوط المستمر للمنتخب المغربي في النهائيات الإفريقية، وذكرت الصحيفة أن أعضاء الاتحاد الذين سبق لهم أن جمدوا عضويتهم بسبب خلافات مع رئيس الاتحاد، واتصلوا بوزير الشباب والرياضة من أجل دعوته إلى النظر في ما يحدث على مستوى المكتب المسير للاتحاد. هذا وكانت المغرب قد ودعت أخيرا منافسات بطولة الأمم الإفريقية من دورها الأول للمرة الرابعة على التوالي بعد تعادلها في مبارياتها الثلاث بالمجموعة الأولى أمام أنغولا و جزر الرأس الأخضر والبلد المضيف ، جنوب إفريقيا.