الجزائر

من يختطف من؟!



من يختطف من؟!
الاختطافات في منطقة القبائل ليست جديدة، وقد استغلتها سواء الجماعات الإرهابية أو عصابات الإجرام فرصة للإثراء والإبقاء على منطقة القبائل منطقة ضغط وفوضى، لاستغلالها في المساومات السياسية، حيث كانت منطقة القبائل دائما ورقة ضغط.فلماذا التهويل الاعلامي هذه المرة؟ هل لأن المختطف فرنسي، وفرنسا كانت وما تزال تبحث مسك الجزائر من اليد التي توجعها، ولا شك أنها ستستغل هذه القضية إذا ما انتهت نهاية مأساوية للضغط على الجزائر مثلما فعلت قبلها بقضية رهبان تيبحرين، وما زالت تطالب بإيفاد فرق للبحث والتقصي رغبة منها في إثبات الإدانة للجيش الجزائري أو تحديدا على الضباط الذين كافحوا وتصدوا للإرهاب؟!السرعة التي تعاملت بها السلطات الفرنسية مع قضية الاختطاف تطرح أكثر من سؤال، خاصة وأن الموقف الرسمي، سواء الذي أعلن عنه الوزير الأول الفرنسي أو وزير خارجيتها فابيوس من نيويورك، جاء رافضا نهائيا لأي مفاوضات مع الخاطفين، وهي التي تفاوضت مع الخاطفين في قضية أريفا، وفي مالي أيضا فاوضت ودفعت الفدية لمختطفي كامات سنة 2009. فهل الرفض الفرنسي هو دعوة منها إلى الخاطفين لتنفيذ تهديدهم ضد الرهينة؟!ثم لماذا لم يبلغ هذا السائح الأمن بتحركه في المنطقة، مع أن السياح الجزائريين لا يذهبون إلى تلك الجهة إلا بإبلاغ الجهات الأمنية، خاصة وأن المنطقة ما زالت تعرف من حين إلى آخر “زيارات” لإرهابيين، كثيرا ما كانت قوات الأمن تلاحقهم، وقضت على عدد منهم في عمليات متفرقة هناك.التركيز الاعلامي والمكثف على هذه العملية ليس بالبريء قلت، وإن كان مستبعدا أن يكون هذا التنظيم جزءا من الدولة الإسلامية، فكتيبة الفرقان هذه حديثة النشأة وما زالت غير معروفة إعلاميا، وبالتالي فإسناد دور مماثل لها للتعريف بها ودخولها عملية الرعب بهذه القوة من شأنه أن يعيد التركيز على الجزائر على أنها ما زالت وجهة خطيرة سواء للسياح أو للاستثمار.فبعد أن كان التساؤل من قبل إعلام فرنسا “من يقتل من؟“ في الجزائر أثناء التسعينيات، اليوم هناك من يريد أن يرسخ تساؤل من “يختطف من في القبائل؟“، وقلت القبائل لأنها لا تسلم يوما من حادثة اختطاف وطلب فدية؟ والخلاصة هي إرسال رسالة عدم استقرار عن الجزائر، لن تستغل فقط خارجيا، وإنما ستستغل حتما داخليا في الصراع الأصم على السلطة.أما عن المهلة التي حددها الخاطفون الذين بدوا في الصورة أذلاء يطأطئون رؤوسهم وكأنهم هم المخطوفون، والرهينة تبدو عليه الطمأنينة، وما زال يحمل معه آلته للتصوير وعدته وكأن لا شيء يهدده، هي مهلة محدودة يستحيل على أية جهة التعامل معها، إلا إذا كانت النية إما هي لتصفية الرهينة، أو أن الخاطفين هواة وغير جادين في عمليتهم والهدف منها فقط تحقيق إشهار وحملة إعلامية لهذا التنظيم المجهول؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)