الجزائر

من يحاسب غول؟!



من يحاسب غول؟!
عندما رفض الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، فتح أنفاق الطريق السيار على مستوى جبل بوزڤزة، خوفا على حياة المارة، فهمنا وقتها خطأً أن الصراع ليس مرده الخوف على حياة المواطنين وإنما صراع أجنحة السلطة ودوائر الحكم.وقتها قال أويحيى إنه يرفض تدشين هذه المقاطع لأنها غير آمنة ولا يريد أن يتحمل مسؤولية مقتل المارة. لكن الجناح الآخر، جناح عمار غول ومن وراءه تغلب على الوزير الأول وأنفذ رأيه، وحاول إيهام الناس بأن الوزير الأول يعرقل الرئيس ومشاريع الرئيس، وفتح مقطع بوزڤزة - الأخضرية. ولحسن الحظ لم تتعرض حياة المواطنين للخطر داخل أنفاقه، وإن كانت كل يوم تتعرض للخطر في مواقع أخرى غير الأنفاق، في مقاطع مهترئة لم تصمد طويلا، لتؤكد أن أويحيى كان على حق.وها هي حوادث المرور تودي يوميا بحياة العديد من المواطنين. لكن أبشعها على الإطلاق، ولحسن الحظ لم تخلف ضحايا، هو الانهيار الأخير في نفق جبل الوحش بقسنطينة، والذي كان من الممكن أن يكون مقبرة لعشرات المسافرين والسيارات.المصيبة أن الصحافة تحدثت مرارا عن المشاكل التقنية التي لاقتها الشركة اليابانية “كوجال” عند تنفيذها لهذا الجزء من المشروع الضخم، وعن الخلافات الحاصلة بين الشركة والوزارة، حتى أن البعض قالوا إنه يستحيل إنجاز هذا النفق دون مخاطر الآن أو لاحقا. لكن وزارة غول سدت أذنها واستمرت في هروبها إلى الأمام، حتى لا تؤثر على أحد مشاريع الرئيس الهامة، مع أن الآجال تمددت والفاتورة أيضا.لا أدري إن كان هذا الانهيار الجزئي الذي جاء إنذارا لما هو آت - لا قدر الله - ولما هو أسوأ إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة فورا، سيؤدي إلى محاسبة المتسببين في هذه الكارثة في حق المواطنين وفي حق الوطن وأيضا في حق الرئيس الذي سيقترن اسمه لا شك بمشروع فاشل كهذا!؟وهل سيقف عمار غول لهذا السبب أمام المحاكمة والمساءلة، أم أنه سيخرج منها سالما كالشعرة من العجين!؟كان على غول أن يتنقل هو شخصيا أول أمس إلى قسنطينة لمعاينة الكوارث التي تسبب فيها وليس الوزير الحالي للأشغال العمومية، فهذا الأخير لا يتحمل المسؤولية، والذي يتحمل المسؤولية هو غول ومن معه الذين منحوا الصفقة لشركة “كوجال” ولم يتابعوا ولم يراقبوا ما قامت به من أشغال قبل أن تهرب.غول الذي قال إن يناير بدعة ولن يحتفل به كمسلم. فأيهما بدعة وأيهما حرام، خيانة الأمانة والتسيب في قتل الأبرياء ونهب المال العام والتقصير في المسؤولية، أم الاحتفال بيوم تاريخي لا يضر الاحتفال به أحدا غير اعتزازنا بهويتنا الأمازيغية وبمرحلة من مراحل تاريخ وثقافة البشرية؟!هذه المصيبة لن تمر هكذا بدون محاسبات، خاصة وأن هناك من يريدون أن يزايدوا بها ويحسبوها ضمن قائمة الإنجازات لتبرير نفاقهم السياسي وللكذب على الرأي العام.هل من رجل ليوقف المهزلة؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)