من هنا انطلق بيطاط وبن طوبال وزيغود يوسف

أصدرت المنظمة الولائية للمجاهدين لميلة وبمناسبة إحتضان بلدية حمالة التابعة لدائرة القرارم قوقة للإحتفال المخلد للذكرى الستين لإندلاع الثورة التحريرية المجيدة كتيب بعنوان "حتى لا ننسى" عن مآثر ثورة نوفمبر. وهو واحد من سلسلة كتيبات تسعى هذه المنظمة لإصدارها بوقائع وأحداث الثورة التحريرية وطبعها مستقبلا في كتاب شامل عن كل بلديات الولاية.وقد إحتوى القسم الأول منه لمحة شاملة عن دائرة الشهيد عمار قوقة والتي تعد حسب كاتبه الأمين الولائي لمنضمة المجاهدين محمد بن داس مركزا ومنطلقا للقيادة الثورية، بدء من رابح بيطاط إلى مصطفى بن عودة إلى لخضر بن طوبال وزيغود يوسف.وكانت هذه الدائرة خزانا لجمع الأسلحة والذخيرة الحربية من طرف هؤلاء الأبطال، كاشفا عن احتضان ساحاتها معارك ضارية كمعركة بلوط الزواش الشهيرة ومعركة هباشة ومعركة لمشيتة التي صرع فيها الضابط الفرنسي ميشال ديهوم ومجموعة من عساكره على أيدي مجاهدي المنطقة بقيادة المجاهد فنطازي المدعو السوفي. وفي جزئه الثاني تناول الكاتب جبال بلدية حمالة التي كانت بمثابة الحصن المنيع التي إستطاع الثوار من خلالها أن يعدوا للعمليات الفدائية كجبل مسيد عائشة الذي ظل يأوي الثوار ويحميهم من قنابل النبالم والمدافع طيلة حرب التحرير، وشهدت قمته رفع المجاهدين لعلم الوطني إحتفاء بتشكيل أول حكومة مؤقتة بقيادة المرحوم عباس فرحات في 19 سبتمبر 1958 مدة 8 أيام كاملة. وكان جبل كاف العملاق ومغارته المنجمية إحدى القصص الثورية المثيرة تروي إختباء ثلاث مجاهدين في تلك المغارة ورغم محاصرة الجيش الفرنسي لها إلا أنهم إستطاعوا الخروج منها وأمام أعينهم وكأن الله أغشى أبصارهم.أما في القسم الثالث من هذا الكتيب فقد تحدث الأمين العام للمنظمة الولائية للمجاهدين فيه عن مجاهدي حمالة والذين توجهوا إلى بلد تونس الشقيق لجلب السلاح مشيا على الأقدام والبالغ عددهم 35 مجاهدا، وعرض الجزء الرابع منه نماذج من الأحداث التاريخية التي إحتضنتها المنطقة على غرار كمين 20 وت 1955 الشهير بحمام بني هارون والذي أشرف عليه لخضر بن طوبال وقد أعطى هذا الهجوم الذي خلف خسائر معتبرة في صفوف العدو الفرنسي، نفسا جديدا للثورة وصدى واسعا في أوساط السكان للانضمام والإلتفاف حول الثورة التحريرية.