من مقال حدة حزام : دول الخليج تعاقب لبنان

دعت دول الخليج رعاياها إلى مغادرة لبنان بسبب ”الوضع الأمني” الذي اعتبرته مترديا جراء الأحداث الأخيرة.
هذا الموقف يذكرنا بما عانته دولة لبنان الشقيقة سنة 2006، أثناء العدوان الإسرائيلي، الحرب التي انتصر فيها حزب الله، في الوقت الذي وقف فيه كل العرب متفرجين.
الموقف الخليجي هذا والنابع من اتهام صريح للبنان بوقوفه إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة السورية، التي تحاول قلب النظام السوري منذ أزيد من سنة أسوة بما حدث في مصر وفي ليبيا، فيه الكثير من التجني على لبنان، لأن قرارا كهذا هو في الحقيقة عقوبة اقتصادية لهذا البلد الذي لم يشف بعد من آثار الحروب التي شوهت وجهه الجميل.
الكل يعرف أن الاقتصاد اللبناني أساسه السياحة، ونسبة كبيرة من السياح الذين يقصدون لبنان ويصرفون ما يقارب 5 ملايير دولار سنويا، هم من أثرياء الخليج الذين يتخذون لهم مساكن بلبنان، ويقصدونه مع اقتراب موسم الحر. فالسياحة اللبنانية هي سياحة خليجية بالدرجة الأولى، وهذا ما أدى إلى ارتفاع كبير لأسعار العقار في لبنان والمعيشة، ما أثر سلبا على حياة اللبنانيين البسطاء، وأدى أيضا إلى مشاكل اجتماعية كبيرة في المجتمع اللبناني الذي صار مجتمعا استهلاكيا نهما.
.. فهل كان أمراء الخليج سيتخذون قرارا كهذا لو أن لبنان أدان نظام بشار وساند المعارضة مثلما تريده قطر وشركاؤها في تمويل ثورات ”الربيع العربي”، مع أن المعارضة لا تقل سوءا عن النظام العلوي المتعفن؟