إنّ الصلة بيننا وبين اليهود صلة عدائية منذ القديم، ولَن يرضوا عنَّا إلاّ أن نتخلَّى عن إسلامنا الحنيف. قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُود ولاَ النَّصَارَى حتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إنّ هُدَى اللهِ هُو الهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أهْوَاءَهُم بَعْدَ الّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ ولاَ نَصِيرٍ} البقرة .120
نأخُذ من هذه الآية الكريمة أن كلّ من رضي عنه اليهود مشكوك في إيمانه، متّهًم في دينه مطعون في أخلاقه ووطنيته وإخلاصه، لأنّه لا يمكن أن يرضوا عنه، طيب أو صالح. إنّهما أمران متوازيان لا يلتقيان، ضدان لا يجتمعان: رضى الله ورضى اليهود، فالله لا يرضى إلاّ عن مؤمن صالح طيّب مخلص، وهذه الفضائل الّتي أهّلته للقبول عند الله هي نفسها أسباب السّخَط والعَدَاء والحرب عند اليهود الملعونين، واليهود الفجرة لا يرضون إلاّ عن ضال فاسق مجرم خائن لله ولرسوله ولأمّته، وكلّ مَن فعل ذلك، فقد استحق غضب الله وسخطه وعذابه.
يقوم بعض النّاس في هذا الزمان الّذي اشتدّ فيه الصِّراع بين المسلمين واليهود، وازداد فيه عنف الهجمة اليهودية ضدّ المسلمين بالتّمويه على المسلمين وخِداعهم وتضليلهم، فيقدّم تفسيرات باطلة خاطئة لحقيقة هذا الصراع، إنّه صراع بين رسالتين يبيّنه القرآن الكريم بكلّ وضوح في مطلع سورة الإسراء، قال تعالى: {سُبْحَان الّذي أسْرَى بعَبْدِهِ ليْلاً مِنَ الْمَسجدِ الحرامِ إلَى الْمسجدِ الأقْصَى الّذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيِاتِنَا إِنَّهُ هُو السَّميع البصير وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجعلناهُ هُدًى لبني إسرائيل أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكيلاً ذُرِّيَةَ مَن حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيل في الْكِتاب لَتُفْسِدُنَ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَ عُلُوًّا كَبِيراً} الإسراء 1 ـ .4 إنّه صراع بين رسالة الإيمان والعبودية لله الّتي يحملها عبده، سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وسيّدنا نوح عليه السّلام الّذي كان عبداً شكوراً، والمسلمون الّذين يعتبرون عباداً لنا أولي بأس شديد، وبين رسالة الكفر والضلال والإفساد في الأرض والعلو والتّكبُّر فيها، والّتي يحملها اليهود أباً عن جد والّذين خاطبهم الله بقوله: {لَتُفْسِدَنَ في الأرض مَرَّتَيْنِ ولَتَعْلُنَّ عُلواً كبيراً}.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الشيخ الطاهر بدوي
المصدر : www.elkhabar.com