الجزائر

من كتاب معالم قرآنية في صراعنا مع اليهود



إنّ القرآن الكريم يقودنا في معركتنا مع أعدائِنَا ويُبَيِّن لنا طبيعة المعركة وأساليبها، ويعرّفنا على الأعداء، ويرسم ملامحهم فيها، ويُبيِّن أسلحتهم في خوضها ويدلّنا على أسباب الانتصار عليهم والحصول على العِزّة والظفر والسّعادة. وبالنسبة لموقفنا من اليهود وتحديد صلتنا بهم، فإنّ القرآن يُبيِّن هذا بتحديد بالغ، وتقرير قاطع أثبت التاريخ صدقه وانطباقه على علاقتهم بنا نحن أبناء الملّة الحنيفية السّمحة، قال تعالى: {لَتَجِدَنَ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَة لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أشْرَكُوا} المائدة: .82 لَقد حارب اليهود المسلمون حرباً عنيفة منذ الأيّام الأولى للإسلام، واستمرت هذه الحرب طيلة التّاريخ الإسلامي، وبلغت أعنف مظاهرها وأشدّ درجاتها في العصر الحديث، وحارب اليهود المسلمين على مختلف الجبهات، ووجّهوا سِهامهم لمختلف المظاهر والمجالات، حاربونا على الجبهات السياسية الاقتصادية والثقافية والفكرية والعسكرية والأخلاقية والاجتماعية، حاربونا في نِظام الحُكم وهو أوّل ما وجّهُوا سهامهم إليه كما حاربونا في تصوّرنا للعقيدة وحاربونا في فهم قرآننا بما دسّوه من إسرائيليات وأساطير، وحاربونا في أحاديث نبيّنا المعصوم صلّى الله عليه وسلّم بما وضعوا فيه من مُنكرات وموضوعات، وحاربونا في الفقه والتّشريع والأحكام والمال والاقتصاد والاجتماع والعلم والمعرفة. ولن يأتي على المسلمين زمان يكسبون فيه وُدَّ اليهود وينجحون في إزالة هذه العداوة الشّديدة من قلوبهم، بل ستبقَى ملازمة لهم تسري في دمائهم حتّى تدخل معهم قبورهم، وسبب هذه العداوة الحاقدة هو الحسد. يحسدون المؤمنين على ما أتاهم الله من فضله من خير وإيمان وهدى، سبب آخر لهذه العداوة يقول عنه جلّ وعلا في كتابه: {قُلْ يَا أهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أنْ آمَنَّا بِاللهِ ومَا أنْزَلَ إليْنَا وَمَا أنزلَ مِن قبلُ وإنَّ أكْثَرَكُم فَاسقون} المائدة: .59


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)