كُنْتُم خيرَ أمّة أُخْرِجَت للنّاس
يقول جلّ علاه عن خصوصية هذه الأمّة المحمدية ''كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُون بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ'' آل عمران.110 وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمّة المسلمة لتعرف حقيقتها وقيمتها وتعرف أنّها أُخرجَت لتكون طليعة ولتكون لها القيادة بما أنّها هي خيرَ أمّة، والله يُريد أن تكون القيادة للخير لا للشرّ في هذه الأرض، ومن ثمّ لا ينبغي لها أن تتلقّى من غيرها من أمم الجاهلية، إنّما ينبغي دائماً أن تعطي هذه الأمم ممّا لديها وأن يكون لديها دائماً ما تعطيه، ما تعطيه من الاعتقاد الصّحيح والتّصوّر الصّحيح والنّظام الصّحيح والخُلُق الصّحيح والمعرفة الصّحيحة والعِلم الصّحيح. هذا واجبها الّذي يحتّمه عليها مكانها وتحتّمه عليها غاية وجودها. واجبها أن تكون في الطليعة دائماً، وفي مركز القيادة دائماً ولهذا المركز تبعاته، فهو لا يؤخذ ادعاء ولا يسلّم لها به إلاّ أن تكون هي أهلاً له.. وهي بتصوّرها الإعتقادي وبنظامها الاجتماعي أهل له فيبقى عليها أن تكون بتقدّمها العلمي وبعمارتها للأرض، قياماً بحق الخلافة أهلاً له كذلك. وفي أوّل مقتضيات هذا المكان أن تقوم على صيانة الحياة من الشّرّ والفساد وأن تكون لها القوّة الّتي تمكّنها من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فهي خير أمّة أُخرِجَت للنّاس، لا عن مجاملة أو محاباة ولا عن مصادفة أو جزاف، تعالى الله عن ذلك كلّه علواً كبيراً. وليس توزيع الاختصاصات والكرامات كما كان أهل الكتاب يقولون: ''نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ''. كلا!! إنّما هو العمل الإيجابي لحفظ الحياة البشرية من المنكر وإقامتها على المعروف مع الإيمان الّذي يُحدِّده المعروف والمنكر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الشيخ الطاهر بدوي
المصدر : www.elkhabar.com