''من الصعب ممارسة الرقابة في زمن المعلوماتية''

أعرب الشاعر والكاتب السعودي، إبراهيم طالع الألمعي، أول أمس، عن سعادته بوضع قصيدته ''من وحي الشهيد'' على بوابة المتحف الوطني للمجاهد، بأمر من وزير المجاهدين محمد الشريف عباس. ملمحا إلى أن هذه الالتفاتة بمثابة عرفان بما قدمه للجزائر، بعد إرساله إلى الجزائر من طرف البعثة السعودية بموجب قانون التعريب.
وقال إبراهيم طالع الألمعي، لدى نزوله ضيفا على فضاء ''موعد مع الكلمة''، بقاعة ''الأطلس'' في الجزائر العاصمة، إن قصته مع الجزائر بدأت قبل البعثة، وقبل استقلال الجزائر بنحو سنة. موضحا أنه كان من أواخر الملتحقين بالبعثة التي لم يعد لها وجود الآن، وأنه بموجب المهمة الملقاة على عاتقه، آنذاك، أدرك أن قوة التعريب في الجزائر تساوي قوة الاستعمار الفرنسي في إلغائه. وأبرز المتحدث أن أهم معركة ثارت في العالم العربي حول الحداثة الشعرية، كان روّادها من المملكة العربية السعودية في ثمانينيات القرن الماضي ''ما يحيلنا على القول بأن واقع الشعر والثقافة والحراك الثقافي بوجه عام في السعودية بخير، فهو ينطلق بشكل مرضٍ جدا، خاصة في ظل عدم وجود مشكل في تواصل الأجيال''. كما يرى الألمعي أن ''واقع القصيدة العربية يخضع لواقعنا ثقافيا وبيئيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا''، في إشارة منه إلى أن ''القصيدة العربية وليدة بيئتها، وأنها تتكيّف مع المعطيات والمتغيرات التي تفرزها مجتمعاتها''. من جهة أخرى، أقرّ ضيف ''موعد مع الكلمة''، بأن الرقابة في السعودية أخذت تنمو نموا إيجابيا وتتدرج تدرّجا راقيا، بحسب نمو وتدرج الثقافة في المجتمع، معللا: ''الرقابة تقل تدريجيا كلما زادت درجة الوعي، وهي مسؤولية لدى المثقف والرقيب معا. لذا، فمن الصعب جدا ممارسة الرقابة في زمن المعلوماتية والتكنولوجيات الحديثة''. وعن جديده، كشف المتحدث عن على كتاب يحمل عنوان ''عذران''، إضافة إلى ثلاثة دواوين شعرية يرتقب إصدارها قريبا، اثنان منها مخطوطان.