- إمام: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفريلجأ الكثير من الطلبة المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، هذه الأيام، إلى تناول كميات معتبرة من المكملات الغذائية، وحتى بعض الأنواع من الأعشاب والخلطات الطبيعية التي تساعد على تكثيف التركيز، ومنح الطاقة اللازمة، وكذا إبعاد الضغط النفسي الذي بات سيد الموقف بالنسبة للمقبلين على اجتياز الامتحانات، للانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتهم الدراسية، في حين دفع هوس النجاح بالكثير من الطلبة إلى انتهاج سبل أقل ما يقال عنها أنها سبل غير سوية وتدخل في باب الشرك بالله، وهو ما انتهجه، بالفعل، الكثير من الطلبة والتلاميذ في هذه الأيام، وكانت بمثابة الصفقة المربحة لهؤلاء المشعوذين الذين راحوا يستثمرون في الطلبة هذه الأيام وأخذ أموالهم بالباطل، وهو ما أكده العديد من المواطنين ل السياسي .ممتحنو الباك يستنجدون بحبوب تقوية الذاكرةتحولت الصيدليات، خلال هذه الايام الاخيرة والسابقة لموعد الامتحانات النهائية والمصيرية، إلى ملجأ للكثير من الطلبة الراغبين في الحصول على المكملات الغذائية، بهدف شحن الطاقة وإبعاد القلق، حيث يؤكد العديد من البائعين بالصيدليات على أن نسبة المبيعات الخاصة بالمكملات الغذائية ومقويات الذاكرة ارتفعت خلال الأيام الأخيرة، بالنظر إلى الإقبال الكبير على اقتنائها من قبل أولياء التلاميذ، أو الطلبة أنفسهم من المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، فالأهم بالنسبة إليهم شحن الكثير من الطاقة، وإبعاد الضغط النفسي عنهم قبل حلول موعد الامتحان المصيري وهو ما اكده العديد من الاولياء الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. ونحن نتجول بين ارجاء العاصمة، تقربنا من بعض الطلبة لمعرفة اسباب إقبالهم على هذه الاخيرة وبهذه الفترة بالتحديد، ليقول في هذا الصدد كريم من العاصمة، مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا، أن الضغط الكبير مع اقتراب موعد الامتحان، وكذا التعب الشديد، بات يسيطر على الكثير من الطلبة، لذا يلجأ الكثير منهم إلى اقتناء مكملات غذائية، وهي عبارة عن أقراص تباع في الصيدلية، تتوفر على عدة أنواع من الفيتامينات، تمكّن مستهلكيها من كسب كمية معتبرة من الطاقة الجسدية. وتضيف ريمة، وهي طالبة تخصص علوم دقيقة، أن السنة الدراسية مرت بسرعة كبيرة، فرغم التحضيرات الطويلة منذ بداية السنة، غير أن الضغط يشتد مع اقتراب موعد إجراء الامتحان المصيري، لذا نفقد الكثير من طاقتنا التي يجب أن نجددها . ومن جهته، يقول أحد البائعين في الصيدليات، إنه خلال هذه الأيام القليلة، بات الطلب متزايدا على بعض أنواع المكملات الغذائية، والتي تتوفر على عدد كبير من الفيتامينات، وتمنح الطلبة الكثير من التركيز.مختصون يؤكدون: مقويات الذاكرة خارج دائرة الرقابةوفي ظل هذا الواقع الذي وجد فيه بعض التلاميذ ضالتهم في حبوب مقويات الذاكرة والمكملات الغذائية، حذر العديد من الأخصائيين من آثار الاستهلاك العشوائي لمشروبات الطاقة والحبوب المقوية، وغيرها من المواد التي يقوم الطلبة في هذه الفترة التي تسبق إجراء الامتحانات باقتنائها لتحقيق بعض الأهداف التي تتعلق، حسبهم، بسهولة المراجعة، وتقوية الذاكرة خاصة، وأكدوا في هذا الإطار بأن هذه الفترة تشهد ارتفاعا في الطلب على المنشطات والمهدئات من قبل التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات وخاصة البكالوريا وهذا لمساعدتهم على تقوية الذاكرة وزيادة الطاقة والنشاط لديهم، معتبريها الوسيلة الأنجع لزيادة كفاءة المخ لاستيعاب المعلومات في فترة زمنية أقل، فضلا عن التخلص من الصداع والكسل الذي قد يؤثر عليهم أثناء فترة المراجعة أو أثناء أيام الامتحانات أيضا، و أشاروا الى أن الكثير منهم يقبل خاصة على اقتناء عقاقير منبهة والتي أضحت تقليدا متعارفا عليه بين أوساط الطلبة أيام الامتحانات للسهر والتركيز، وصرح بعض الصيادلة بأنها لا تعتبر مهدئات وإنما منشطات تعطي شعوراً بزيادة الطاقة والقدرة على الاستيقاظ والانتباه لساعات طويلة، وأداء الأعمال المختلفة دون الاحساس بالتعب ولتقوية الذاكرة والتركيز ولها آثار جانبية على مستعمليها وأشاروا الى أن هذه الأدوية باتت تمنح لطالبيها بالكثير من الصيدليات دون أن تخضع للمراقبة، إضافة الى ذلك، نوه البعض الآخر من الصيادلة أنه لا يوجد أي دواء لتقوية الذاكرة وتحسين النشاط الفكري، بل أن كل الأدوية التي يقومون باقتنائها هي منشطات فقط وبإمكانها أن تؤثر على الجهاز العصبي للتلميذ خاصة وأنها تحرمهم من النوم وهو الأمر الذي يعد خطيرا على السلامة العصبية للتلميذ. وفي ذات السياق، أوضح المختصون بأن هناك فئة من الطلبة تفضّل مشروبات الطاقة بدلا من الحبوب المنشطة غير مبالين بمدى تأثيرها على الجهاز العصبي والهضمي في ظل زيادة الإفرازات الحمضية في المعدة والدورة الدموية.أبواب المشعوذين للتبرك بالنجاحوعلى غرار ذلك، راحت بعض العائلات تستنجد بالعرافات، متحججة بالنفسية المتأزمة لأبنائها المقبلين على اجتياز الامتحانات، وتأزم نفسيتهم هم الآخرون وبدل زيارة عيادات الطب النفسي أو حتى الرقاة الشرعيين، اختار هؤلاء طريق الحرام الذي لا يزدهم إلا يأسا وسوءا، وراحوا يزورون العرافين والعرافات الذين ذاع صيتهم بمناطقهم من أجل جلب بعض العقاقير وحتى الطلاسم والأحجبة لاستعمالها يوم الامتحان والتبرك بها، والعياذ بالله، وهو ما اكده العديد من الطلبة الذين التقينا بهم خلال جولتنا الاستطلاعية بحيث أكدوا لنا طرق بعض التلاميذ لأبواب العرافات قبل الامتحانات، ويغتنم هؤلاء الفرصة لفرض مبالغ ضخمة على التلاميذ لتبيان الخطوط العريضة التي ينتهجوها من أجل النجاح، وقد يبيعون كلامهم وشعوذتهم بمبالغ ضخمة قد تصل إلى مليون سنتيم يفقد بها الطالب ماله ومن بعد ثقته وعلاقته مع الله إلى جانب تضييع الوقت في تلك التفاهات التي لا أساس لها من الصحة، بدل استغلال ذلك الكنز الثمين في المراجعة والتحضير الجدي للامتحانات، وهو ما سرده علينا احد التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، حيث قال إنه بالفعل يحضّر على قدم وساق لتأشيرة الدخول إلى الجامعة، إلا أن حالة القلق والخوف تنتابه في كل مرة، ما أدى إلى تدخل جارتهم لتوصية أمه من أجل الذهاب إلى عرافة بالحي وأخبرتها أنه ما عليها إلا إحضار 8000 دينار للاستفادة من بعض الأحجبة التي ستحصنه بها يوم الامتحان وتفك عنه التوتر خاصة وأن ابنها سيستفيد من نفس العملية، فما كان على أمه إلا تحفيظها درسا خاصة وأنها على يقين أن محدثنا سوف لن يقبل بتلك الأشياء ويفضّل أن يكون الرسوب من نصيبه لو أن الطمع في النجاح سيوصله إلى الشرك بالله وانتهاج تلك الطرق الشيطانية.إمام: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفرومن جهته، يقول الإمام عبد الرحمن: نهى النبي، عليه الصلاة والسلام، عن السحر والكهانة وعن تصديق أصحابها، فعن عمران بن الحصين، رضي الله عنه قال: (قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، صلى الله عليه وسلم ، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، لذا فإن مثل هذه التصرفات حرام ولا جدال فيها.
تاريخ الإضافة : 21/05/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المشوار السياسي
المصدر : www.alseyassi.com