الجزائر

منهج الإسلام وطريقته في إصلاح الكبار والصغار وإنّك لعلى خُلُق عظيمٍ :



منهج الإسلام وطريقته في إصلاح الكبار والصغار                                    وإنّك لعلى خُلُق عظيمٍ :
النّفس البشرية وما فيها من قابليات واستعدادات وسجايا وجبلات، حينما تتعهّدها بالأخلاق الفاضلة وتمدّها بماء العلوم والمعارف وتردفها بالعمل الصّالح، فإنّها تنشأ على الخير وتدرج على الكمال، ويكون صاحبها كالملك يمشي في النّاس. أمّا إذا أهملها وتركها للأيّام حتّى علاها صدأ الجهل، وغشيتها عدوى خلطاء السُّوء، وتراكم عليها أنقاض العادات الذميمة، فإنّها بلا ريب تنشأ على الشرّ والفساد، وتتقلب في مستنقع التحلُّل والإباحية، ويكون صاحبها كالوحش الأعجم، يمشي في النّاس ويظنّ نفسه من الناس الكرام. والّذي نخلص إليه، بعدما تقدّم، أنّ دعوى الّذين يقولون إنّ الطباع الإنسانية من شرّ أو خير لا يمكن تغييرها ولا تعديلها، هي في الحقيقة دعوى باطلة، ينقضها الشّرع ويردّها العقل وتكذّبها التجربة والمشاهدة، ويبطلها الجمهرة الغالبة من علماء النّفس والتربية والأخلاق. وعن تأثير سلوك المربّي في الولد، يقول الإمام أبو حامد الغزالي، رحمه الله، في ''الإحياء'': ''والصّبي أمانة عند والديه، وقلبه الطّاهر جوهرة نفيسة، فإن عوّد الشرّ وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك. وصيانته بأن يؤدّبه ويهذّبه ويعلّمه محاسن الأخلاق''. وذهب العلاّمة ابن خلدون، رحمه الله، في ''مقدمته'' مذهب الغزالي في قابلية الولد واستعداده وإمكانية إصلاحه بعد فساده. بل كثير من فلاسفة الغرب أو الشرق ذهب هذا المذهب وسلك ذلك الاتجاه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)