الجزائر

منظمة *شفافية الدولية* وفساد الكبار!



منظمة شفافية منظمة دولية غير حكومية مهتمة بمحاربة الفساد في دول العالم بكل اشكاله مقرها الرئيسي في مدينة برلين الالمانية التي تاسست فيها سنة 1993ولها حوالي مائة فرع وتشتهر بتقريرها السنوي الذي يحظى بمتابعة كبيرة في وسائل الاعلام لانه يتضمن تصنيف وترتيب 180 دولة في مجال الشفافية والفساد بناء على عدة مؤشرات كالرشوة والاختلاس والمحسوبية واستغلال السلطة والقدرة على محاسبة المسؤولين الفاسدين ووجود قوانين لمراقبة الاموال العمومية وانفاقها وذلك بالاستناد الى آراء الخبراء والمسؤولين في مجال المال والاعمال وجدول التصنيف مدرج من صفر إلى 100نقطة والدول التي تحصل فيه على 50 درجة فأكثر تعتبر أقل فسادا وكلما انخفض المؤشر زاد ت نسبة الفساد وفي تقرير المنظمة لسنة 2017 احتلت المقدمة في مجال الشفافية دول نيوزلندا والدنمارك وفنلندا والنرويج وسويسرا وسنغفورة والسويد وكندا وليكسبورغ وهولندا باكثر من 80 نقطة بينما احتلت الجزائر المرتبة 112ب33نقطة مقابل 36نقطة سنة 2015علما ان ثلثي البلدان تحصلت على اقل من 50نقطة مع وجود تحسن لدى السنغال والكوتديفوار وبريطانيا وتراجع في سورية واليمن والصومال وافغانستان وجنوب السودان التي تعرف اضرابات وصراعات سياسية وأمنية ولاحظ التقرير مقتل الصحافيين منذ 2012حدث في دول تعاني من الفسادوقد لعبت المنظمة دورا مهما في دفع منظمة الامم المتحدة لاصدار ميثاق مكافحة الفساد وكذلك توقيع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية اتفاقية ضد الرشوة وبعثت وعيا لدى المجتمع العالمي بقضية الفساد الذي ينخر الكثير من المجتمعات مما أدى الى مراقبة المسؤولين ومتابعة بعضهم قضائيا بعد ازاحتهم او تخليهم عن السلطة واكتشاف فضائح تورطوا فيها كما حدث في فرنسا حيث حوكم الرئيس الاسبق جاك شيراك والمتابعة القضائية لنيكولا ساركوزي والحكم بعقوبة 25 سنة سجنا على رئيسة حكومة كوريا الجنوبية بتهمة الفساد والحكم ب 10 سنوات سجنا على نواز شريف رئيس وزراء باكستان السابق ومحاكمة رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب عبد الرازق وكذلك رئيسة حكومة الارجنتين والبرازيل.
وهناك حملة سياسية واعلامية ضد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومحاولة لتنحيته ومحاكمته والحرج الذي سببته له قضية اغتيال الصحافي السعودي في قنصلية بلاده في اسطمبول بتركيا ومحاولة الضغط عليه لاتخاذ عقوبات ضد السعودية .
ويؤخذ على منظمة شفافية أن فرعها في الولايات المتحدة الامريكية لم يعلق على القضايا الساخنة التي تحدث فيها في حين ان المنظمة اخطات في حق شركة النفط الفنزويلية في تقريرها سنة 2008 فاتهمتها بإخفاء المعلومات حول زيادة دخلها وتبين أن تلك المعلومات كانت متوفرة فاتهمت المنظمة بالتحامل على فنزيلا
وللعلم أن هذه المنظمة غير حكومية ولا تملك أي سلطة لارغام الدول والحكومات على مكافحة الفساد ودورها ينحصر في قياس نسبة الفساد واعلانها للراي العام الدولي بنشر تقاريرها عن ظاهرة الفساد في مختلف وسائل الاعلام ولهذا نجد الدول الكبرى تتجاهله ويتم توجيه الانظار نحو دول معينة فالفساد موجود في كل المجتمعات لكن نسبته تختلف وكذلك طريقة معالجته والوقاية منه فالدول الاقل فساد تملك مؤسسات وهيئات تقوم بالمراقبة الصارمة من برلمان واحزاب معارضة وصحافة حرة وقضاء مستقل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)