أكدت مديرة مركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة، فطومة الأخضاري في تصريح ل«المساء»، أن المنتوج الذي عرضته خلال أشغال ندوة الجامعات أمس، والمتمحور حول مكافحة تراكم الرمال في الطرق الصحراوية، من شأنه أن يخفف الضغط عن خزينة الدولة التي تضطر في كل مرة إلى صيانة الطرق والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الجنوبية التي تعرف تناميا لهذه الظاهرة.السيدة الأخضاري قالت إن تكلفة المنتوج أقل بعشر مرات من الكوارث التي تخلفها الظاهرة على الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن المركز أنجز لحد الآن 3 مشاريع خلال 10 سنوات، حيث قدرت تكلفة كل مشروع ب 3 ملايين دج دون احتساب مصاريف إيواء الشباب الباحثين وتنقلهم والعتاد والمواد المستعملة في المخبر، مضيفة أن ذلك لا يقاس بحجم الكوارث التي تخلفها هذه الظاهرة يوميا. المتحدثة أوضحت أن إشكالية زحف الرمال في المناطق الصحراوية كثيرا ما تؤدي إلى عرقلة شبكات الطرقات والسكك الحديدية والمنشآت البترولية والمرافق الاجتماعية والاقتصادية. وأعطت مثالا في هذا الصدد عن مدرسة بولاية أدرار كادت أن تغرقها الرمال بعد أن أوصدت نوافذها مما استدعى التدخل لإزاحتها.الباحثة أشارت إلى أن التقنيات المعتمدة سابقا رغم تمتعها بدرجة من الذكاء لم تعد مقاومة للظاهرة بالنظر إلى قوة الرياح والتغيرات المناخية، وهو ما دفع بباحثي المركز إلى إصدار المنتوج الجديد المرتكز على دراسات فيزيائية حول قوة الرياح وسرعتها واتجاهاتها وأضرارها وتأثيرها على المنشآت الاجتماعية والاقتصادية، مع إيجاد تقنيات تجعل هذه الرياح نفسها حلا في إزاحة تكدس الرمال بإعطائها قوة أكبر وفق مسمى (الرياح الناقلة الدافعة).كما أضافت أن كل النماذج مدروسة بدقة وتستعمل فيها الوسائل المحلية بعيدا عن المواد الكيميائية، مشيرة إلى أنه سبق أن تم تجسيد مشروعين منذ 7 أشهر بولاية أدرار التي تعرف تصاعدا للظاهرة، وكانت النتائج جد إيجابية وتكلفتها أقل بكثير مما تدفعه الدولة في صيانة الطرق والمنشآت بشتى أشكالها وأنواعها. السيدة الأخضاري شدّدت على أن كل المواد المستعملة محلية ولا تؤثر على الوسط البيئي، كما أن هذه التقنية من شأنها أن تساعد أهل القرار على اتخاذ حلول سليمة فعّالة في الميدان، مضيفة أن الحديث في السابق كان يتمركز على مكافحة زحف الرمال «لكن فضلنا أن نغير المصطلح باستعمال كلمة تسيير الظاهرة التي تفرض علينا التكيف معها باستعمال طرق ونماذج للتأقلم معها»، لأنها ظاهرة طبيعية لا يمكن القضاء عليها في كل الأحوال.بخصوص المركز، قالت المتحدثة إنه يضم 100 باحث والعدد مرشح للارتفاع، كما أنه متواجد في الأغواط وبشار وتقرت، وقريبا ببني عباس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مليكة خ
المصدر : www.el-massa.com