منتجو العسل يعانون من انعدام الطرق ومتاعب التسويق سكيكدة

اشتكى منتجو العسل بولاية سكيكدة، من انعدام الطرق والمسالك الريفية المهيأة الرابطة بين مراكز الإنتاج وأماكن التسويق وتزايد صعوبة الوصول إلى الجهات الغابية، وأثناء إشراف الوالي على افتتاح المعرض الوطني لإنتاج العسل بقاعة عيسات إيدير بسكيكدة بمشاركة عدد من المنتجين بولايات البلدية، سكيكدة، بومرداس، تيزي وزو، تبسة والجلفة وطالبوا بافتتاح طرق ومسالك جديدة بمناطق الجهة الغربية للولاية التي تعد من بين المراكز المهمة في إنتاج العسل على المستوى الوطني نظرا لوجود غطاء نباتي وغابي ثمين يساعد على نمو الإنتاج.
كما طالب المنتجون بمساعدتهم ماديا في إطار البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية، وفي سياق برامج التجديد الريفي وتعامل مديرية الفلاحة للولاية مع المنتجين بمرونة عندما يتعلق الأمر بتعرض الإنتاج للكوارث الطبيعية، كما حصل العام الفارط عندما أصيبت اليرقات بمرض العفن الأمريكي الذي يقضي في الجهة الغربية للولاية على مئات الخلايا وعرض الإنتاج لخسائر فادحة إضافة إلى الكارثة الكبرى التي أصابت الإنتاج جراء تساقط الثلوج الغزيرة في الشتاء ما عرض الفلاحين لخسائر جسيمة لن يتم تعويضها إلا بعد سنوات طويلة.
وجدد منتجو العسل بالولاية مطالبتهم السلطات الولائية ومصالح الغابات للولاية بتوسيع نطاق الفضاءات الغابية المخصصة لتربية النحل وإنتاج العسل، وأن تكون هذه المساحات بالقرب من الأماكن ذات الفضاء النباتي والغابي الكثيف والثري وتمليك المزارعين بعقود طويلة الأمد لتسهيل عملية الحصول على القروض الفلاحية، ويعاني المنتجون من نقص برامج السكن الريفي القريب من مناطق الإنتاج حيث أن الفلاحين الممارسين لتربية النحل لم يستفيدوا حسبهم خلال السنوات الفارطة من أي سكن ريفي خاص بهذه الفئة، ما خلق لهم صعوبات في الاتصال بمزارع النحل و مواصلة العمل بصورة منهجية وشاملة، وقال المنتجون أن استعمال الأدوية والمبيدات لقتل الطفيليات التي تصيب الإنتاج النباتي يعرض خلايا النحل لإبادة جماعية طالبين من مصالح مديرية الفلاحة ترشيد عملية الاستعمال و توجيهها حتى لا تلحق الضرر بمنتوجاتهم.
ولاية سكيكدة، واستنادا للعروض التي قدمت بالمناسبة تحولت في غضون سنوات قليلة إلى منطقة مهمة في إنتاج خلايا النحل وإنتاج العسل، حيث أنتجت العام الماضي أربعة آلاف قنطار من العسل وتتطلع لمضاعفة المنتوج وتنتج كل أنواع العسل بما في ذلك العسل المر، عسل السدرة، الكاليتوس، الزهور الجبلية، الزعتر، الماضرامان، العكبر وعسل الملكة المشهور بالجهة، وأدخلت العام الماضي، وسائل جديدة في الانتاج بالاعتماد على العنصر الشباني، حيث تم إنشاء تعاونيات شبانية متخصصة في إنتاج العسل إلى جانب إنشاء تعاونيات للمرأة الريفية بمساعدة الجمعية الولائية للمرأة الريفية، فيما أدمجت المئات من العائلات الراغبة في ممارسة هذه المهنة في إطار البرنامج الوطني للتجديد الريفي، وفي إطار المخطط الخماسي 2010/2014 تقوم مصالح الغابات بالولاية بتطبيق برنامج مرحلي يهدف إلى خلق 3277 منصب شغل خاص بتربية النحل و1164 خلية مهيكلة بتدعيم من بنك التنمية الريفية غير أن أسعار الكيلوغرام الواحد من العسل المسوق في أسواق الولاية لم تهبط هذا العام عن 300 ألف سنتيم ما يثير انزعاج المستهلك.
و تعتزم الجمعية الولائية لمنتجي العسل إعادة دراسة الأسعار المطبقة بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية وخفضها إلى 200 ألف سنتيم أو ازيد بقليل.