حادت المناطق الصّناعية عن وجهتها فلم تعد مخصّصة للصناعة و الانتاج و جلب القيمة المضافة للبلاد بل أرادها مستغلّوها أن تكون مجرّد مستودعات لمنتجات أجنبية تدخل موانئنا يوميا و بالفائض ،فبالأمس منحت الدّولة الجزائرية العقارات الصناعية للمتعاملين المنتجين لكنهم لم ينتجوا شيئا بل فضّلوا نشاط الاستيراد لما فيه من السهولة و السّرعة في تحقيق الأرباح عكس الانتاج الذي يتطلب وقتا أطول وخبرة و جهد و صبر فتحوّلت المناطق الصناعية إلى مناطق تخزين أو واجهات لعرض و بيع السّلع المستوردة و منها ما تحوّل للأسف إلى قاعات أفراح و أعراس أو حظائر للمركبات و العتاد.و المحيّر أن هذا النوع من المتعاملين استفادوا من امتيازات و تسهيلات باسم مستثمرين فحصلوا على العقارات بالدينار الرمزي و على دعم الدّولة لتكاليف الماء و الكهرباء و الطّاقة و على قروض بنكية كبيرة لينتجوا و يقوّوا اقتصاد بلدهم لكنهم لم يفعلوا بل راحوا يقوّوا اقتصاد البلدان التي يجلبون منها سلعهم فدعموا الشركات الأجنبية و ساهموا في الحفاظ على مناصب عمالها ربما عن علم أو جهل في الوقت الذي أفرغت شركاتنا من عمالها بسبب المنافسة غير المتكافئة و من تم الإفلاس، فلم تجد مصانعنا من يعيد تشييدها من يشيّدها و يحيي فيها طاقة الانتاج و الابداع .و لا شك أن مناطق صناعية جديدة سترى النور قريبا لكنها بالتأكيد لن تكون لأشباه المستثمرين
تاريخ الإضافة : 17/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حياة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz