مليون شجرة في الجزائر لاستعاة الاخضرار المفقود
شرعت الجزائر في غرس أكثر من مليون شجرة ونوعا نباتيا. ويفيد مسؤولون وناشطون بيئيون لـ"إيلاف" أنّ برنامج التشجير يمهّد لتنقية الهواء واستعادة بساط الاخضرار خلال التسع سنوات المقبلة، بجانب استصلاح الأراضي ومكافحة التصحر وحماية الموارد الطبيعية وتثمينها في إطار تنمية بيئية مستدامة.
كامل الشيرازي من الجزائر: يشير "رشيد بن عيسى" إلى التخطيط لغرس ما لا يقلّ عن 1.2 مليون شجرة في الجزائر بحلول سنة 2020، بينها 80 % من شتلات الأشجار الغابية و20 % من شجيرات الزيتون، بجانب غرس ما يربو عن آلاف الشجيرات من مختلف الأصناف عبر مجموع البلديات.
ويرى بن عيسى المسؤول الأول عن قطاع الزراعة في الجزائر، إنّ رهان المليون شجرة، لا يقع على عاتق السلطات والدوائر المكلفة بالبيئة، بل هو سلوك حضاري يشمل جميع مواطنيه ولا سيما ناشطي الحركة الجمعوية وأحباب الطبيعة حتى يتم تكريس صورة الجزائر كبلد جميل.
وبالمعنى ذاته، كشف "عبد اللطيف بتيش" عن حراك لغرس ستمائة شجرة بإسهام صيني، وهو ما سيشكّل بحسب بتيش الذي يدير حديقة "دنيا" بمنطقة الرياح الكبرى، متنفسا للبيئة على مستوى الجزائر العاصمة، التي اختنقت بفعل زحف الاسمنت وتآكل المساحات الخضراء وتراكم الملوثات.
في سياق متصل، يعلن "الطيب سحنون" مدير مخبر العمران والبيئة، عن غرس عدة أنواع من الأشجار التزيينية والنباتات والأعشاب الطبيعية، فضلا عن معالجة ما يزيد عن 22 ألف شجرة وتنظيف محيطها من بقايا النفايات والأعشاب الضارة.
وبحسب سحنون، فإنّ استعادة الاخضرار مرهون بتكثيف عمليات التشجير وتنمية وإعادة تأهيل المساحات الخضراء، لذا يعلن سحنون عن مباشرة مصالحه تجميل البيئة بإنجاز عدة عمليات للتوسيع والتهيئة على مستوى سائر الحدائق والمرافق العمومية.
ويعدّد المختصون "محمد بوطيش"، "محمد زبيري" و"محمد ملاحي" إيجابيات غرس الأشجار والشتلات النباتية، إذ أنّ الشجيرات المتوسطة على سبيل المثال لا الحصر، تمتص يوميا 1.7 كيلوغرام من ثاني أوكسيد الكاربون، مثلما تنتج 140 لترا من الأوكسجين.
ويشرح الثلاثة أنّ الأشجار تساعد على تقليل سرعة الهواء المحمّل بالأتربة، بما يؤدي إلى جعل الملوثات تترسب في الجو وتنتج هواء نقيا، وعليه فإنّ استزراع مليون شجرة ستكون له نتائج نوعية على المنظومة البيئية الجزائرية.
واستقطبت حملة غرس المليون شجرة في بداياتها، عددا هائلا من السكان المحليين، حيث هبّ آلاف المتمدرسين والعمال وكذا أولئك المنضوين تحت راية الحركة الكشفية لتفعيل الحملة التي تزامنت مع افتتاح شهر الربيع.
وعايشت "إيلاف" عملية تشجير على مستوى المحور الرابط بين بلديتي بابا حسن وأولاد فايت (20 كلم غربي العاصمة)، أين كانت صبيحة الجمعة الماضية عنوانا لحركة تطوع من طراز خاص، علّق عليها العم حسين بأنّها "روح البيئة النابضة في كوامن مواطنيه".
واستنادا إلى بيانات المديرية العامة للغابات، جرى تشجير نصف مليون هكتار في الجزائر منذ إطلاق المخطط الوطني للتشجير العام 2000، على أن يتم استكمال سبعمائة ألف هكتار في غضون المرحلة القادمة، إلاّ أنّ هذا المُنجز المرتقب يبقى محدودا، إذا ما وضعنا بعين الحسبان وجود وعاء طبيعي يزيد عن الثلاثة ملايين هكتار، لا يزال عاريا ومهددا بموجة البناء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2011
مضاف من طرف : infoalgerie
صاحب المقال : كامل الشيرازي
المصدر : www.elaph.com