مرت بتجربة مريرة وآلام كبيرة طوال فترة إصابتها بالسرطان الذي شفيت منه قبيل سنوات، إنها السيدة مليكة رازي التي راودتها فكرة إنشاء جمعية للتكفل بمرضى السرطان، لتكون قبلة الآلاف ممن يعانون من ذات المرض، لاسيما المقيمين بالمناطق النائية والبعيدة عن مراكز العلاج، حيث تستقبلهم مليكة بابتسامة تغمرها إنسانيتها العالية، فاتحة لهم طرقا ومجالات عديدة لتلقي العلاج، مع بعثها فيهم أمل الشفاء.
مليكة تحدثت إلينا عن أهداف جمعيتها وطموحاتها التي تنحصر أساسا في توفير إقامة للمرضى المتوافدين من المناطق النائية تحديدا..
متى تأسست جمعية ”الرحمة”؟
تأسست الجمعية بصفة رسمية في 15 جانفي 2013، وانطلقت في تقديم خدماتها الإنسانية التي كانت في البداية منحصرة في توجيه هؤلاء المرضى نحو مراكز ومستشفيات العاصمة، أين يتمركز العديد من الأساتذة والأطباء الأخصائيين الذين يربطهم بالجمعية وثاق التعاون المشترك، الإنسانية وحب الغير.
لاشك أن الجمعية قبل دخولها في رحلة تقديم المساعدة، ضبطت قائمة اسمية تحمل أسماء المرضى المنخرطين في الجمعية؟
عدد المرضى يقدر بالمئات، يتلقون توجيهاتنا عبر خطوط هواتف الجمعية، ناهيك عن عديد الحالات المستعجلة التي كثيرا ما أتقاسم معها مقر سكني، يعني، إلى جانب مساعدة بعض الذين يرافقون المرضى خلال فترة التحاقهم بمراكز مكافحة السرطان، بسبب غياب مقر للجمعية، وهو الأمر الذي يحول دون تحديد العدد الحقيقي للمرضى.
ما هي الأهداف التي سطرتها الجمعية؟
هدف الجمعية الرئيسي هو توفير مقر واسع حتى تتمكن من استيعاب العدد الهائل من المرضى المنخرطين، ومن أهدافنا أيضا، تحسين نوعية التكفل، لاسيما للمرضى القادمين من المناطق النائية، إذ نطمح إلى التوفير لهم، أجواء إقامة مدعمة لما يلزم من وسائل طبية خاصة بالنسبة للحالات المستعجلة، خلال فترة الإقامة بالجمعية، حتى فترة التحاقهم بمركز مكافحة السرطان، إلى جانب البقاء على اتصال مع أطباء مختصين خدمة للمرضى.
من هذا المنطلق، هل يمكنك أن تحدثينا عن تجربتك المرضية؟
لا يمكننا هنا أن نتجاهل دعم الدولة الجزائرية وجهود وزارة الصحة في توفير ما يلزم من إمكانيات بشرية ومادية، موجهة بوجه الخصوص لمرضى السرطان الذين تشير الأرقام بشأنهم، إلى أن عددهم في ارتفاع مطرد، كما لا يمكن أن ننفي واقعنا بالمستشفيات ومراكز مكافحة السرطان التي تواجه النقائص تلو الأخرى، بالرغم من التحديات المذكورة التي أقرتها الدولة الجزائرية، حيث تبقى النقائص كثيرة، مما ينجر عنها نقص التكفل بالمرضى، وهو ما يخلق فجوة بين المريض وحالة الشفاء من خلال تباعد فترات التشخيص والعلاج التي تكون في كثير من الأحيان بين 8 و12 شهرا، ومن ثم الموت قبل بدء العلاج. كما يعد نقص الأدوية وغلاؤها من المسببات الرئيسية في ارتفاع عدد موتى السرطان، إلى جانب النقص المسجل في جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي. وهو ما يولد للمرضى احباطات نفسية سلبية متواصلة تزيد من تدهور حالتهم الصحية..
في هذ السياق، هل تطمح الجمعية إلى تحقيق شيء ملموس؟
أطمح إلى رسم البسمة على شفاه المرضى والتخفيف من آلامهم، وذلك بإخراجهم من عنق الزجاجة قدر المستطاع قبل فوات الأوان، من خلال وضع ملفاتهم بين أيادٍ آمنة ترعى حالاتهم الصحية، من خلال ضبط مواعيد علاج مع الأساتذة والأطباء المختصين، وكذا توصلنا إلى تقريب مواعيد التشخيص والتحاليل، إلى جانب التداوي بالأشعة. كما لا يفوتني هنا أن أجدد مطلبي الذي يُعتبر طموحا وهدفا منشودا، وهو أن توفر لي ولاية بومرداس مقرا أو قطعة أرض لأجسد مشروعي الإنساني عليها، ببناء دار لمرضى السرطان في تراب الولاية.
كلمة أخيرة تختمين بها الحوار؟
أختم هذا اللقاء بشكر خاص أتوجه به إلى الأساتذة والأطباء الأخصائيين الذين قدموا للمرضى الكثير من الدعم والسند، الذي من خلاله قاموا بإثراء العمل الجمعوي الذي يدخل في الإطار الإنساني. كما لا يفوتني أن أعلم الأسرة الإعلامية أن جمعية ”الرحمة” بصدد التحضير لمؤتمر في القريب العاجل حول مرض السرطان، واقعه وآفاقه، بمشاركة مجموعة من الأساتذة من مختلف التخصصات الطبية. كما لا يفوتني أن أنوّه بالدور الفعال للجمعيات الفاعلة، لاسيما تلك التي تنشط وفق أجندة تسعى من خلالها إلى مساعدة المرضى المصابين بالسرطان، على غرار جمعية ”نور الضحى” وغيرها، وشكر خاص ليومية ”المساء” التي تدعم الحركة الجمعوية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حضرية عسال
المصدر : www.el-massa.com