الجزائر

ملتقى “روح فانون” بالعاصمة يختتم فعالياته



ملتقى “روح فانون” بالعاصمة يختتم فعالياته
في إطار الملتقى الدّولي “روح فانون” بالعاصمة؛ طرح المشاركون في اللقاءات التي نظمت حول فرانس فانون بحدة أنية وحداثة أفكار ورؤى المفكر-المناضل من أجل استقلال الشعوب وتحذيراته من خطر فشل المشاريع الوطنية وعودة المستعمر بأشكال جديدة.
المداخلات القيمة والنقاش الثري الذي أثاره الجامعيون والمفكرون بعد قراءات وافية وعميقة للإنجازات الفكرية لفانون وعطائه النضالي؛ سمحا بتأكيد “أنية أطروحاته ونظرياته” بشان الكثير من المسائل السياسية مثل “بناء الوعي الوطني” و “الهوية” و”الاغتراب” و”الثقافة الشعبية”. وركّزت مداخلات الملتقى الذي نظم مؤخرا بالجزائر على هذه الآنية في فكر فانون وحداثة وصواب نظرياته بعد 50 سنة من وفاته وعن تحرر البلدان المستعمرة سابقا من خلال إعادة قراءة نصوصه على خلفية التغيرات التي يمر بها العالم. وحاول المحاضرون اعتماد الموضوعية في تناول مفاهيم “منظر الثورة الجزائرية” تجاه الإنسان المستعمر مبرزين أهمية فكرة معرفة الذات والآخر بالنسبة للإنسان المستعمر. وأبرزت الحضور “كونية وإنسانية” فكر فانون كما يؤكده الانتشار الواسع لكتاباته في جميع أنحاء العالم. ونبه المشاركون في هذا الملتقى الذي نظمته منشورات “آبيك” بمساهمة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي إلى ضرورة فهم الدور الذي كان “على النخبة أن تقوم به بعد الاستقلال للسير نحو التحرر الفكري و الثقافي” -الذي ألح عليه النفساني المارتينيكي الذي اختار الجزائر موطنا له – في كتاباته لأن فانون كان يخشى “السقوط في فخ إعادة تشكيل أنظمة على النمط الاستعماري”. و نبه المشاركون في الملتقى بهذا الصدد إلى ما قاله فانون من “ميل نخب هذه الشعوب -التي عانت من السيطرة والاستلاب و الاغتراب- لاحقا إلى إعادة تشكيل النظام و النمط الكولونيالي. وأشاروا إلى أن ذلك يتجلى بوضوح في الظرف الحالي مع الاضطرابات التي أصبحت تعيشها مناطق الجنوب من انتفاضات واحتجاجات ضد الأنظمة المهيمنة مما أتاح الفرصة لمستعمر الأمس للتدخل “بطرق تتراوح بين النعومة والتدخل المباشر العنيف” كما حدث في ليبيا ومناطق أخرى. وأكدت ابنة المفكر ميراي فانون خلال الملتقى في هذا السياق “نحن اليوم في قلب أفكار فانون حيث نجد أن كل ما تنبأ به منذ خمسين سنة قد تحقق “متسائلة عن ما سيكون موقف والدها لوعاش وهو يرى ما ألت إليه الدول المستعمرات تحت “تأثيرات الامبريالية الجديدة”. و كان الملتقى مناسبة للاطلاع على التجاوب الذي يعرفه فكر فانون في عدة جهات من العالم و أكد في هذا الصدد المفكر الهندي عيجاز أحمد الذي أكد “صلاحية نظريات وأفكار فانون في هذه المرحلة من التاريخ التي تعمل فيها القوى الاستعمارية على “عرقلة كل محاولات التنمية في بلدان الجنوب مستغلة المؤسسات المالية العالمية”. وأثار المشاركون أيضا مسألة الهوية والفوارق الطبقية التي تعاني منها بلادهم مشيرين إلى أنهم وجدوا تشابها كبيرا بين معاناتهم من الفوارق الطبقية و العرقية و ما تحدث عنه فانون في علاقة المستعمر بصاحب الأرض. وحاول المشاركون بشأن ما سمي بالربيع العربي في إشارة للحراك الذي تعيشه المنطقة ونتائجه استحضار الفكر الفانوني في شأن الأخطار المحدقة بالشعوب المستقلة. و أبرزوا في هذا السياق مدى صواب و صلاحية نظريات صاحب “معذبون في الأرض” الذي حذر في أوج الصراعات بين المستعمر ومستعمره من مطب سقوط الشعوب المتحررة في براثين المستعمر مجددا.
ريمة مرواني
* شارك:
* Email
* Print


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)