أبرز الدكتور الزين بن عثمان، أستاذ اللغة الروسية ضرورة التفتح على الثقافة الروسية عبر قراءة روايات الأدباء الروس، مثل ليون تولستوي وغيره، مثلما كان يفعل مجتمعنا في الماضي، داعيا إلى جمع التخصّصات بجامعة أبو القاسم سعد الله ببوزريعة كونها علوما مهمة لدراسة الرواية سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الفلسفية أو التاريخ وإسقاطها على مجتمعنا. كما كشف عن تنظيم ملتقى دولي نهاية أفريل بعد موافقة الوزارة الوصية.قال الدكتور بن عثمان لدى نزوله ضيفا على منبر جريدة «الشعب»، أن انشغاله الكبير هو الثقافة والعلم في الجزائر، ومحاولة بعث الأفكار من جديد لكشف النقاب عن بعض عمالقة الأدب الروسي وإبداعاتهم، وعلى رأسهم الكاتب العالمي ليون تولستوي، مشيرا إلى أنه في الماضي كان الجزائريون يقرؤون للأدباء الروسي لكنهم اليوم توجهوا نحو الثقافة الغربية وأصبحوا ينظرون للعلاقة بين الجزائر وروسيا من جانب عسكري، ويغفلون الجانب الثقافي وهو المهم.
أضاف ضيف جريدة «الشعب»، أنه من أجل تعريف الطلبة بالأدب الروسي قام رفقة كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية – قسم اللغتين التركية والروسية وبالتعاون مع أستاذ التعليم العالي اللغة الروسية البروفيسور عبد الوهاب مصيبح بتنظيم ملتقى وطني حول الأديب ليون تولستوي، يومي 4 و5 ديسمبر الماضي بجامعة بوزريعة، قائلا أن انشغاله تحسين وترتيب جامعة الجزائر في مصاف الجامعات العالمية، بإشراك الإعلام.
في هذا الإطار، ذكر الدكتور الزين بن عثمان أنه، تطرق في مداخلته خلال الملتقى السابق لإنعكاس شخصية وسلوك تولستوي في بعض مؤلفاته، أما البروفيسور مصيبح عبد الوهاب تحدث عن رأي ليف نيكولايفتش تولستوي في المسيحية والإسلام، بينما تناول البروفسور عبدون باللغة الفرنسية نص «أنا كارينينا» المتشعب بين الشاعرية والسياسة، والأستاذ حميد بوحبيب لماهية الفن ووظيفته من خلال كتاب تولستوي، والأستاذ محمد بن يونس تحدث عن ليون تولستوي في الأدب التركي، ودراسة نقدية لرواية «السيد والخادم» بعنوان ليون تولستوي تحت عدسات علم الاجتماع، قدمها الأستاذ حمزاوي عبد الكريم، في حين تحدثت الأستاذة بلقادي رزيقة ليلى في مداخلتها عن رحلاته ولقاءاته ومراسلته ونتائجها باللغة الايطالية، كونه عاش هناك .
أضاف أستاذ اللغة الروسية، أنه ركز في الملتقى على عامل مهم جدا هي الترجمة لاستقطاب عدد أكبر من الجمهور والطلبة، وفتح نقاش شفوي وكتابي مع الجمهور في نهاية كل جلسة علمية، كون تولستوي هو كاتب عالمي تحدث عن الحرب والسلام والحب أثناء الحرب، وقد تأثر به غاندي، قائلا: «نحاول تسليط الضوء على هذه الشخصية العالمية، لاستقطاب الناس و ربط التخصّصات وإعادة قراءة وتحليل لشخصية الرواية»، وبحسبه فإن شح المصادر المالية يعيق تنظيم الملتقيات العلمية، منوّها بالدور المهم للشريك الإعلامي في إيصال الأفكار النيّرة بعيدا عن التهويل.
في هذا السياق، كشف الدكتور بن عثمان عن تنظيم ملتقى دولي حول نفس الشخصية والفكر العالمي وإسقاطها على الجزائر، وشخصية أخرى تدعى بوشكي و ديزوفسكي والمشروع على طاولة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في انتظار الموافقة لتنظيمه، نهاية أفريل 2018 لأول مرة بمشاركة شخصيات، مثل البروفيسور رشيد ميموني في علم الاجتماع، بوقف عبد الرحمان في مجال
الفلسفة، عبدون محمد إسماعيل في اللغة الفرنسية، محمد شطوطي في الفلسفة، مسيلي رشيد و بلعريبي في علم النفس، طوبجي محمود في اللغة الألمانية، إضافة إلى أسماء دولية من أوزبكستان، وسيكون عرض للصور بالملتقى للرسام عيساوي مختار وعازفة الكمان أيت الطاهر.
مع إضافة شعب أخرى خاصة بقسم التاريخ بإشراف مخبر الوحدة المغاربية عبر العصور، كما سيتناول الملتقى روسيا في عصر الأديبين الكبيرين من 1800 إلى 1810 ويقابلها أوضاع الجزائر في تلك الفترة ينشطها أستاذين في التاريخ للحديث عن هذه الحقبة، لينتقل للجانب الفلسفي وعلوم الاجتماع والنفس والتربية واللسان ثم اللغات الأجنبية، وستكون مداخلات بعشر لغات مع إضافة اللغتين الأوكرانية والأمازيغية.
موازاة مع ذلك، قال ضيف جريدة «الشعب» أن الملتقى سيتناول موضوع تأثير الكاتب الروسي تولستوي على الأدب الجزائري، كمحمد ديب، مولود فرعون، ألبير كامو أو كاتب ياسين ويترك المجال للباحثين لمنح لهم الفرصة ودراسة المقالات والمداخلات بحيث سيتم اختيار الأفضل لإعطاء بعد فكري لجامعتنا وتشجيع الطلبة على البحث والخوص في دراسة القامات، وأثرها في الفكر العالمي لأنهم أشخاص يدعون للسلام يحاولون دراسة الشخص مبدأهم إنساني في ظل الصراعات الحالية.
من أهداف الملتقى، بحسب ما أفاد به الدكتور في اللّغة الروسية هو تشجيع السياحة بالجزائر عن طريق الأدب والفكر، ومن خلال الروايات الجزائرية يساهم في تعريف الجزائر للآخر، فمثلا أستاذ اللغة العربية محمد زردومي بوحسيب حميد يتحدث عن موروثنا ببعده الأمازيغي.
في سياق آخر، يرى الدكتور بن الزين ضرورة جمع التخصصات في جامعة أبو القاسم سعد الله بوزريعة، لأنه للأسف كل تخصص يشتغل على حدى، قائلا: «قدمت ثمان لغات ثم قمت بإضافة علم النفس والاجتماع والفلسفة وهي علوم مهمة لدراسة الرواية سواء من الناحية الاجتماعية والنفسية، شاركني محمد شطوطي مدير مجلة «أضواء»، مضيفا أنه حاول إعطاء النظرة الفلسفية لتولستوي في روايته، بحيث نجد نقاط تقاطع بين جميع التخصّصات حتى الطالب يجد فسحة كبيرة له. ——————
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سهام بوعموشة
المصدر : www.ech-chaab.net