الجزائر

ملتقى حول التأريخ للتراث الثقافي المحلي بميلة: دعوة للتخلي عن الرواية المشرقية في التأريخ للفتح الإسلامي في الجزائر



دعا مشاركون في ملتقى وطني حول إشكالية التأريخ وعلاقته بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي المحلي، احتضنته ميلة مؤخرا، إلى تجاوز الاعتماد المطلق على روايات المؤرخين المشارقة، و العمل من أجل الكشف على مجمل الأحداث والوقائع التي تزامنت مع الفتح الإسلامي للجزائر، بما في ذلك المساهمة الحقيقية للشخصيات التي ارتبطت أسماؤها بتلك المرحلة و التي لا يزال يكتنفها الكثير من الغموض.الملتقى حمل في طبعته الأولى عنوان « إشكالية التأريخ وعلاقته بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي المحلي الفتح الإسلامي نموذجا»، وجاء بتنظيم من جمعية ميلاف الثقافية، حيث تطرق المتدخلون فيه إلى تاريخ منطقة ميلة كنموذج للدراسة، و ناقشوا روايات المؤرخين المشارقة الذين تحدثوا عن الفتوحات الإسلامية و أحداثها، وتعمدوا تسليط الضوء على الصحابي عقبة بن نافع والعاصمة الإسلامية الأولى لشمال إفريقيا «القيروان»، مع تغييب مقصود أو عن جهل، لكل حديث عن دور الصحابي الفاتح أبو المهاجر دينار، الذي كان له باع كبير في الفتوحات الإسلامية انطلاقا من شمال إفريقيا و امتدادا إلى غاية أوروبا، إذ يعد هذا المصلح مشيد أول مسجد في الجزائر بمدينة ميلة القديمة.
وحسب الدكتور بشير بوقعدة من جامعة سطيف، فإن المؤرخين المشارقة للفتوحات الإسلامية اكتفوا بما جرى في بلدانهم، وعرجوا قليلا على المغرب العربي لكن كتاباتهم توقفت عند مدينة القيروان، دون أن تولي أية أهمية لما حصل من أحداث غرب تلك المدينة، الأمر الذي أفرز شحا في المعلومات التاريخية حول تلك المرحلة في بلادنا، خصوصا وأن المؤرخين المغاربة تأخروا في الالتفات لهذا الجانب من التاريخ، و لم يجدوا أية روايات شفوية يستندون عليها في عملهم، خصوصا وأن الرواية المشرقية لم تقدم الكثير في ما يتعلق بمنطقة ميلة، رغم الدور الذي لعبته المدينة في الفتوحات الإسلامية بالنظر لطول الفترة التي قضاها أبو المهاجر دينار فيها، حيث لا نجد ذكرا للأحداث والشخصيات التي عرفتها تلك الفترة إلا ما تعلق بقضية بناء المسجد الذي يحمل اسمه اليوم.
المداخلة المشتركة للأستاذين بوقارة عبد الرحمن و بوربيع جمال من جامعة جيجل تناولت أيضا، إشكالية التاريخ بين المدرسة المشرقية والمعرفة المحلية التاريخية، مع الإشارة إلى غياب التدوين للكثير من القصص والروايات المحفوظة في ذاكرة الجماعة المحلية، التي تعتبر الحقل الأول للتدوين وكتابة التاريخ رغم الذاتية و المبالغة وضرورة التمحيص.
بدوره اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة قسنطينة 2، عبد الوهاب حيمر بأن الحديث عن الفتح الإسلامي لمنطقة ميلة مهم للغاية، مضيفا بأن الموضوع يحتاج للتعمق والتوسع أكثر مستقبلا، أما رئيس جمعية ميلاف الثقافية الأستاذ محمد الصغير بوسبتة، فقد أشار إلى الإطار الجغرافي والقبلي للفتوحات الاسلامية التي تضمنها كتاب اليعقوبي، وهو مرجع حمل الكثير من الاضافات حول منطقة ميلة متعهدا بتسليط الضوء أكثر على أحداث وشخصيات ميلة بمنطقتيها الشمالية والجنوبية خلال طبعات الملتقى القادمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)