كانت الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي في واشنطن فرصة سانحة دافع من خلالها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عن الاستراتيجية التي انتهجتها الجزائر في مكافحتها للإرهاب و اكتسابها لتجربة تحاول تصديرها من أجل اقرار السلم و الأمن لدى دول الجوار التي تعرف نزاعات داخلية وأكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة يوم الخميس بواشنطن أن الجزائر بلد مصدر للسلام و الاستقرار مذكرا أنها انتصرت على آفة الارهاب.في محاضرة له بمركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية ( مجموعة تفكير أمريكية غير حكومية مقرها بواشنطن ) ركز لعمامرة على أهمية الجهود التي تبذلها الجزائر التي نجحت في القضاء على الارهاب و تكريس المصالحة بين الجزائريين لا سيما من خلال ميثاق السلم و المصالحة الوطنية الذي تمت المصادقة عليه عن طريق الاستفتاء في 2005 و اليي تحل ذكراها الخامسة عشر.كما تتضمن استراتيجية الجزائر في هذا المجال محاربة دفع الفدية في إطار نفس مجموعة التفكير تطرق الوزير إلى موقف الجزائر و جهودها الرامية إلى إرساء السلام و الأمن في دول المنطقة و الساحل. و أيضا تجريم دفع الفدية للإرهابيين و هي الأموال التي يتمون بها العمل الارهابي عبر العالم بعد ان كانت الجزائر سباقة إلى الانضمام إلى المواثيق الدولية والإقليمية لمكافحة تمويل الإرهاب ومن هذا المنطلق جاء قانون تمويل الإرهاب المعدل لسد فراغ قانوني متعلق بتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن لتجميد أو حجز أموال الإرهابيين في ذات الصدد أكد أن الجزائر تشجع كل النشاطات و المبادرات الرامية إلى مكافحة الارهاب بهدف ارساء السلام و الأمن المستدام في المنطقة و العالم بأسره.وتطرق وزير الشؤون الخارجية بشكل خاص إلى اتفاق السلام و المصالحة الوطنية الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى من قبل الأطراف المالية بالجزائر في الفاتح مارس الفارط في ختام خمس جولات من المحادثات.كما تطرق الوزير إلى الحوار الليبي المشترك الذي شرع فيه في الجزائر والذي يبقى الهدف منه مماثلا للحوار المالي و المتمثل في استرجاع السلم و الأمن في هذين البلدين و الحفاظ على وحدتهما الترابية.وذكر الوزير بأن الجزائر "معنية" بإعداد هندسة السلم و الأمن في المنطقة و إفريقيا علما أنها تحتضن المركز الإفريقي للدراسات و البحوث حول الإرهاب.كما تبقى الجزائر طرفا "فاعلا" في عدة مبادرات على غرار دول الميدان (الجزائر و موريتانيا و مالي و النيجر) و الساحل و لجنة قيادة الأركان العملياتية المشتركة إضافة إلى مشاركتها في مختلف المحافل واللقاءات على المستوى الدولي من أجل إرساء السلام و الأمن.و تلعب الجزائر دورا محوريا في تسوية الأزمات الاقليمية ، بحيث يمكن تطبيق تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب في مالي، علما إلى أنّ إستراتيجية الجزائر للقضاء على العناصر الإرهابية المتمثّلة في العمل مع السكان بشكل وطيد هي مربط الفرس وابدى المتدخلون اهتماما متزايدا بالجزائر بحيث أشاد مدير قسم الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية و الدولية جون ب.الترمان بدور الجزائر و مساهمتها في إرساء السلام و الأمن في العالم من خلال عديد المبادرات التي حملتها على عاتقها في إعادة الفرقاء الماليين و الليبيين إلى طاولة الحوار و اسكات أصوات الرصاص و العودة بالخحياة العامة إلى أيامها العادية و التوجه إلى التنمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/04/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz