الجزائر

مقر رئاسة الجمهورية قبلة للمحتجين جرحى وصدامات في أول مسيرة بعد رفع حالة الطوارئ



مسيرة حاشدة جابت الشوارع الممتدة بين البريد المركزي ومقر الرئاسة بالمرادية.. الأطباء المقيمون والأساتذة المجازون وضحايا الأخطاء الطبية يحتلون الساحة المقابلة للرئاسة... رجال المقاومة ''الباتريوت'' يواصلون اعتصامهم بساحة الشهداء... العسكريون المعطوبون أثناء محاربة الإرهاب يحتجون أمام وزارة الدفاع.. هكذا كانت الأجواء بالعاصمة، طيلة نهار أمس. وضع مضطرب تسبب في غلق جميع الطرق الرئيسية أمام حركة السيارات.
عاشت العاصمة، أمس، أجواء استثنائية، بعد تجدد الاعتصامات، وتمكن الطلبة من كسر الحظر المفروض على المسيرات بالعاصمة، بسيرهم من البريد المركزي إلى غاية فندق الجزائر، في محاولة منهم للوصول إلى رئاسة الجمهورية.
لم ينج، أمس، من أصحاب السيارات بقلب العاصمة، إلا من يعرف المدينة ''زنقة زنقة''، أما البقية فكانت مركباتهم تسير بسرعة السلحفاة، فكل الطرق المؤدية إلى مقر الرئاسة كانت شبه موصدة في وجه حركة المرور، بعد أن أحدثت مسيرة الطلبة حالة استنفار وسط مصالح الأمن، التي رغم التعزيزات الأمنية، في الساعات الأولى من الصباح، والمدعمة بطائرات الهليكوبتر التي كانت تتابع الوضع بدقة، فإنها لم تستطع منع الطلبة من السير انطلاقا من البريد المركزي.
كسر الحصار المفروض على السير حوّل قلب العاصمة، خاصة الطرق القريبة من الرئاسة، إلى جحيم لأصحاب السيارات، حيث أغلق الطريق الرابط بين حيدرة وفندق الجزائر، كما أغلقت الطرقات المؤدية إلى المرادية، خوفا من تدفق عشرات الطلبة على قصر المرادية. حتى مروحية الشرطة غيرت من منطقة تحليقها، بعد أن كان يقتصر على ساحة أول ماي وساحة الشهداء، إلى الأحياء الراقية بأعالي العاصمة، لترقب ما يجري في المثلث الساخن على غير العادة، حيدرة، المرادية، وشارع بوفرة بالأبيار.
الضغط على هذه المنطقة من العاصمة ألقى بظلاله على باقي أرجاء المدينة التي ازدحمت بها الطرقات، فيما كانت الطرق السريعة شبه خالية بسبب عدم تدفق السيارات القادمة من وسط المدينة، وأيضا بسبب تفادي العديد من المواطنين الخروج بعد بلوغ مسامعهم ما يحدث.
وعند خروجنا من حيدرة اضطررنا للمرور عبر وادي حيدرة والعديد من الأزقة، عفوا ''زنقة زنقة''، واستغرق المشوار قرابة الساعة لنصل بالقرب من قصر الشعب، حيث كانت السيارات تصطف لولوج نفق بوفرة، فما كان علينا أيضا سوى الفرار عبر الطريق الضيق المؤدي إلى الأبيار، حيث كانت كل الطرق المؤدية إلى الرئاسة، إلى غاية الساعة الثالثة زوالا، مغلقة وتحت حراسة أمنية مشددة.
الأجواء العامة زادت ثقلا مع منبهات سيارات الإسعاف والشرطة، التي كانت تحاول أن تشق طريقها من وإلى مواقع التصادم بين الشرطة والطلبة المحتجين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)