الجزائر

مقري وبوڤرة والحج إلى المرادية!



مقري وبوڤرة والحج إلى المرادية!
يبدو أن حمس ومن ورائها أبو جرة سلطاني عانت بردا شديدا في السنوات الأخيرة بسبب بعدها عن “كانون” (موقد) السلطة، فأرسلت بمقري ليعبد طريق العودة.لم يقل أبو جرة شيئا جديدا في حواره أمس مع صحيفة “الخبر” غير أنه أكد مرة أخرى أن حمس هي حركة متاجرة بالمواقف، ولا أقول المبادئ، لأنها لا تملكها، مثلها مثل كل الأحزاب المبنية على الإسلام السياسي، تصدر لنفسها فتوى الخيانة مثلما تصدر لنفسها فتاوى نهب مال “الطاغوت” الذي تلتصق به لنيل المكاسب، وليس هناك حرام، ما دام لخدمة الحركة ذات الصبغة الخضراء.صحيح أن السياسي يجب أن يكون مرنا ويفتح كل أبواب الحوار مع السلطة، خاصة في ظرف كهذا الذي تمر به البلاد، لكن ما يحرك حمس ليس لأن طرق الانتقال الديمقراطي ما زالت في يد جماعة المرادية كما يقول شيخهم النادم على أخطاء الماضي، وإنما تلك المكاسب التي ضاعت من الحركة ورجالها لما ابتعدت عن السلطة وصفقت باب التحالف الرئاسي التي كانت تكسب من ورائه ذهبا.المعروف أن رجال حركة المرحوم نحناح، يحبون المال حبا جما، ولهم الاستثمارات والمشاريع والتجارة الرسمية والموازية التي “باركها” الارتماء في حضن السلطة، لكن بعد أربع سنوات من المقاطعة كسدت تجارتهم، وخسروا الملايير، مثلما خسروا وزارات كانت تدر عليهم الأموال الطائلة بخسارة غول ورجاله.وقتها راود أبو جرة حلم جميل، اعتقد أن رياح الشؤم العربي ستعصف بالجزائر وتنصبه رئيسا، فسارع إلى قطر ليستلم خارطة طريق والأوامر، وعاد منتقدا السلطة ليكون في تناغم وتنسيق مع حركة “إخوانه” في مصر وتونس وحيثما حل خراب قطر وحلفائها.ومثلما “خان” أبو جرة منذ أربع سنوات، التحالف الرئاسي وخرج منه، في محاولة فاشلة لتصعيد الأزمة وتحريك الشارع ضد السلطة ليخلو أمامه طريق المرادية، خان أمس، عبد الرزاق مقري أحزاب المعارضة التي كان ينسق معها لطرح بديل للحكم، وسارع لطرق أبواب الرئاسة مقدما رسائل الولاء والاعتذار.ماذا تغير في السلطة منذ ثلاث سنوات التي يقول عنها أبو جرة ثلاث سنوات من تراكم الجليد؟ لا شيء من جهة السلطة. لكن الجليد هو في صفوف الحركة التي خسرت الكثير مثلما أسلفت، بابتعادها عن السلطة جراء حسابات تمت في الدوحة وأنقرة، تبين لأتباع نحناح أنها خاسرة، لكن بعد ماذا؟أعرف أن لا حل يأتي من تعنت المعارضة أو السلطة، ويدير كل منهما ظهره إلى الآخر، وأن الحل الوحيد للوضع الذي تمر به البلاد هو توافق وطني شامل، لكن على السلطة أن تكون هي من يفتح الأول بابا لحوار وتعطي ضمانات حقيقية تتبعها بتطبيق على الأرض، وليست المعارضة التي ليس بيدها شيء.لكن هل هذا ما تريده حمس حقا من وراء “حج” مقري إلى المرادية؟!طبعا لا، فحمس التي تعرف أنها لن تكون يوما بديلا للحكم، مهما كانت سرعة “الدينامو” الذي يدعي أبو جرة أنها تمثله، فهي تسعى فقط إلى ضمان المكاسب لرجالها قبل أن ينفضوا من حولها ويرتموا فرادى في أحضان السلطة مثلما فعل عمار غول وجماعته. فالقرب من السلطة ضمان سلامة لحمس التي شارفت على الانفجار بعدما خسر رجالها مصالحهم؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)