سرد لنا والدا بطل الجزائر في الأولمبياد، العديد من الأمور الخاصة بمسيرته الحافلة بالنجاحات الوطنية والجهوية، قبل تتويجه بالميدالية الذهبية، وكان الأهم هو ابتعاد المعني عن مقاعد الدارسة عند وصوله إلى شهادة البكالوريا التي فرط فيها من أجل ممارسة هوايته المفضلة، رغم معارضة الوالد الذي كان يطرده من المنزل كآخر حل، لعله يردعه عن الرياضة، لكن الأم بطبعها كانت تدعمه وأقنعت الوالد بأن توفيق سيكون له شأن كبير في المستقبل.
سبعة أشهر لم ير أهله والنتيجة “ميدالية ذهبية”
قبل الذهاب إلى عاصمة “الضباب”، غاب مخلوفي عن أهله أكثر من سبعة أشهر، لانشغاله بالتحضيرات لهذا الموعد الهام، وزاد ألم الاشتياق لكونه لم يقدر على رؤية أهله قبل التنقل مع الفريق الوطني إلى لندن، لكن النتيجة لهذه التضحيات الصعود فوق “بوديوم” التتويجات، واستعادة الأيام الزاهية للرياضة الجزائرية بأقدام مخلوفي الذي حقق الأهم وتحدى كل العقبات.
لم يحضر وفاة جده الغالي على قلبه
أكبر تضحية سيسجلها التاريخ بأقلام ذهبية، هي تخلف العداء البطل، عن حضور جنازة جده الغالي لديه، بسبب التحضيرات كما هو معلوم، واكتفى بالبكاء في الهاتف كسبيل وحيد يخرجه من الضغط الرهيب الذي منعه من إلقاء النظرة الأخيرة على جده، الذي كان الابن المدلل له بين كل أحفاده، ورحل عنه دون أن يراه، ومع ذلك أهداه الميدالية الذهبية خلال حديثه مع العائلة مباشرة بعد التتويج.
تربص في كينيا لوحده لمدة 40 يوما
سرد لنا مدربو مخلوفي، مسيرته منذ انضمامه إلى وفاق سوق أهراس، في سن مبكرة، أين برز بإرادته في سباقات العدو الريفي، وسقوطه عدة مرات مغشيا عليه جراء الزيادة في حجم التدريبات، ومع ذلك، يستمر في الركض، لكن الأغرب من ذلك، هو تنقله إلى كينيا وقيامه بتربص لوحده لمدة 40 يوما، وتطبيقه لبرنامج قاس، وغيرها من الأمور الأخرى، كانت توحي بأن مخلوفي سيكون له كلمة في المواعيد الكبيرة، وهو ما حدث بالفعل في الأراضي البريطانية.
لا يتحمل البرودة والحرارة لا تعيقه تماما
كما كانت الفرصة للحديث مع أحد مدربي ألعاب القوى في سوق أهراس، عبد النوز مراد، الذي كشف أن مخلوفي يثير انتباه كل من يحضر إلى الملعب، نظرا لتحمله للتمارين البدنية القاسية، إيمانا منه بالوصول إلى القمة ذات يوم، مشيرا أنه أصبح المثال الأول للعديد من المواهب الصاعدة، مثل قواسمية نذير، ذو 17 سنة الذي يسير على خطى مخلوفي.
مواظب على قراءة القرآن ومتابعة الملاكمة
وعن يوميات المعني في منزله، أضافت “الحاجة شهلة”، والدة العداء الأولمبي، أنه مواظب على قراءة القران الكريم، ليكون في أفضل معنوياته عند ممارسة الرياضة المفضلة لديه، سواء في الصباح الباكر أو في الأمسية، كما أشارت أنه مولوع بمتابعة الملاكمة عبر الشاشة الصغيرة، وحتى المصارعة، وبدرجة أقل الرياضات الأخرى، فالمهم أن الرياضة تمر قبل كل الحصص الأخرى.
أخواته البنات لا يصبرن على غيابه
وفي حديث مع أخواته البنات حول مكانة “توفيق” وسط العائلة، كانت الإجابة واحدة “توفيق نعم الأخ والصديق، حتى في الغربة يسأل عنا كل واحدة باسمها، ويطلب الحديث معنا والدعاء له، ويعتبرنا الكل في الكل، ونحن أكثر الناس سعادة بما حققه من إنجاز عظيم في أولمبياد لندن، لأنه رفع رأس الجزائر أولا واسم عائلة مخلوفي عاليا، ونتمنى أن يعود في أقرب وقت لأننا نتحرق شوقا لرؤيته”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر الرياضي
المصدر : www.elkhabarerriadhi.com