دعَا الشيخ أحمد طوماش ميسكوفيتش، المفتي العام لمسلمي جمهورية بولندا ورئيس اتحاد الدّين الإسلامي لمدينة وارسو العاصمة البولندية، إلى ضرورة حذو الغرب والمجتمع الأوروبي خاصة في اتّباع الخطوات الّتي اتّخذتها دولة بولندا في دسترة وتقنين الاعتراف بالدِّين الإسلامي كجزء من الواقع، مع السماح للأقلية المسلمة في بولندا، والتي قدرها بخمسة وثـلاثـين ألف مسلم من مجموع تسعة وثـلاثـين مليون نسمة مجموع سكان البلد بالقيام، بالشّعائر الدينية وبناء المساجد ودور العبادة والمراكز الإسلامية.
ونوّه مفتي بولندا في محاضرته حول ''واقع الإسلام والمسلمين'' ببلاده أمام المشاركين في ملتقى الدروس المحمدية المنظم بتلمسان من طرف الزاوية البلقايدية الهبرية سهرة الجمعة، بكلمة الرئيس البولندي عند استقباله مؤخّراً لوفد عن الاتحاد الإسلامي في ذكرى تأسيسه الخامسة والثـمانين، حيث قال إن ''الإسلام والمسلمين بثـقافتهم وتاريخهم جزء لا يتجزّأ من الثـقافة البولندية''.
واعتبر المحاضر أنّ هذا التّصريح من رئيس الدولة سيسهم في تكريس ثـقافة التّسامح والحوار، كما سيسهم في مزيد من الاعتراف بالخصوصية الثـقافية للأقلية المسلمة المتواجدة ببولندا منذ القرن الخامس عشر ميلادي، حيث لجأ أحد الملوك إلى طلب العون من جيوش التتار من المسلمين لحمايته من غزو الروس، وهو تاريخ دخول الإسلام إلى بولندا الّتي عرفت بها الأقليات المسلمة أحلك الظروف في فترة الحكم الشيوعي، الّذي قتل الأئمة وهدّم المساجد وحوّل بعضها إلى مخازن للمنتجات الفلاحية. وأضاف المحاضر أنّه بمجرد سقوط المعسكر الشيوعي، بدأت مرحلة جديدة، وعاد المسلمون لتعلّم وممارسة الشّعائر الإسلامية بكلّ حرية.
وأفاد الشيخ طوماش مسكوفيتش أنّه حين أخبر بعض المسلمين بوارسو أنّه متوجّه إلى الجزائر لتقديم محاضرة في شهر رمضان، طلبوا منه الحديث عن أمور تخصّ العبادة بصفته مفتيا وعالما إسلاميا، فأجاب أنّه لَن يذهب إلى الجزائر ليعلّم أهلها الإسلام في بلد الإسلام، مضيفاً أنّه اختار الحديث عن واقع الإسلام والمسلمين في بولندا، معتبراً أنّ رسالة الإسلام تتجاوز الحديث عن الفقه والعبادات إلى رسائل المحبّة والسّلام للبشرية جمعاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : تلمسان: ن. بلهواري
المصدر : www.elkhabar.com