استطاعت " أحلام مستغانميّ " في روايتها " عابر سرير" أن تتلمّس جانب من تركيبة الإنسان الجزائريّ، وذلك باعتبار أنّ الرواية محلّ الدّراسة منجز جزائريّ يسلّط الضوء على مجتمع خلال فترة حسّاسة لها خصوصيّاتها النّفسيّة والاجتماعيّة، فترة التّسعينات الّتي كان التّناقض ميسماً بارزاً طبع الواقع وانسحب إلى الأعمال الرّوائيّة الّتي حاولت إفادة القارئ بتصوّر تمخّض عن فِكْرِ كَاتبٍ له رؤيتُهُ الخاصّة، ومن خلال تحليل الشّخصيّات الرّوائيّة الّتي عانت من تناقض وجدانيّ ناجمٍ عن وقوعها المتكرّر ضحيّة لمفارقاتٍ عديدة، يمكن للقارئ أن يخلُصَ إلى استجلاء معالم فترة حالكة من تاريخ الجزائر المعاصر، ويَقِفَ على خصوصيّات السّرد الّذي اتّخذ من هذه الفترة زمنا للحكي، فاختار من الوسائل الأسلوبيّة ما يراه الأنسبَ لتسليط الضوء على العشريّة السّوداء، ولعلّ من أهمّ هذه الوسائل الأسلوبيّة " المفارقة " لما لها من قدرة على التبليغ من جهة، ولمقدرتها على مفاجأة القارئ واستثارة ذهنه، ما يُحتّم عليه التّعامل مع النّص بمستوى عالٍ من الوعي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن عودة دولات سروري
المصدر : أبحاث Volume 3, Numéro 3, Pages 210-234 2015-12-01