الجزائر

مغارات جبل جراح.. هكذا أعدم الاستعمار 150 مجاهد بالغاز بومرداس أو "الروشي نوار" عاصمة الحكومة المؤقتة



مغارات جبل جراح.. هكذا أعدم الاستعمار 150 مجاهد بالغاز                                    بومرداس أو
بينها وبين العاصمة 50 كيلومتراً شرقا وبينها وبين التاريخ مسافة أطول وقصة أكبر تعود لأيام الاستعمار الفرنسي الذي ترك جرائمه في جبل جراح، الواقعة في بلدية عمال. حتى 1984؛ كانت بومرداس مجرد مدينة صغيرة تابعة لولاية الجزائر، تسمى ''الصخرة السوداء'' نسبة إلى فندق شهير بالمدينة احتضن وقائع أول اجتماع لقادة الثورة بعد وقف إطلاق النار، حيث اجتمع بها أعضاء الهيئة التنفيذية المؤقتة، والتي قررت وضبطت موعد استفتاء تقرير المصير في الفاتح من شهر جويلية من عام 1962.
في سنة 1984 صارت مدينة ''الصخرة السوداء'' ولاية استنادا إلى التقسيم الإداري الجديد، حيث حملت اسم الولي الصالح علي بن أحمد البومرداسي الشهير، ومن يومها صارت بومرداس مدينة سياحية تستقطب سنة بعد أخرى سكانا وسياحا يقطنها حوالي 50 ألف ساكن، وتنام على كنوز سياحية وأثرية تلخص الحضارات المتعاقبة التي مرت بها من عهد الفينيقيين إلى زمن الوندال والرومان والبيزنطيين والعرب الفاتحين وصولا إلى الاستعمار الفرنسي، مرورا بالوجود العثماني بها، حيث ضمت المدينة ضريح الباي محمد بن علي الملقب ب 'الذبَّاح'' قضي عليه زلزال 2003. كما مر بالمدينة الكثير من القادة والمتصوفة والكتاب أمثال الأمير عبد القادر الذي خاض بها معركة ''يسَّر الويدان'' ضد الجيوش الفرنسية سنة 1846، فدخلها وأقام بها أسبوعا قبل أن يعود إلى عاصمته بالغرب الجزائري. كما أقام بها الشاعرُ البوصيري صاحبُ البردة الشهيرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومر بها أيضا ابن خلدون، والرحَّالة البكري في القرن العاشر الميلادي، والرحالة الإدريسي بعد قرنين من الزمن.
بومرداس التي تلقب بعاصمة الحكومة المؤقتة، ما تزال جبالها وشعابها تحتفظ ببصمات جرائم الاستدمار الفرنسي، إذ ماتزال جبال جراح، ببلدية بني عمران، شاهدة على جزء من تلك الذاكرة الجريحة، إذ يتحدث بعض الشيوخ والعجائز المنطقة عن مغارات بجبل جراح تمتد حتى باليسترو، كانت في السابق ملجئ للكثير من عناصر جيش التحرير الوطني بالبويرة وتيزي وزو والمدية. المغارات الثامنة ماتزال - حسب بعض كبار المنطقة - تحتوى رفات أكثر من 150 شهيد قتلتهم فرنسا بالغاز في صيف 1957. كان يستحيل أن يصل الاستعمار إلى هذه المناطق لصعوبة التضاريس الوعرة، حيث شكلت المغارات في وقت سابق مراكز للعلاج وتخفي المجاهدين. كما أنشأ الاستعمار بالقرب منها مراكز للتعذيب والاستنطاق ما يزال بعض كبار بلدة يسر يرون تفاصيلها حتى الذين لم يكونوا مجاهدين يومها، بعضهم كان في سن الطفولة واليوم صار شيخا تطوف بذهنه أطياف التوقيفات والمداهمات التي كان الاستعمار يشنها ضد سكان المنطقة.
المجزرة التي ارتكبها الجيش الفرنسي في صيف 1957، وما تزال تفاصيلها متداولة هنا، جاءت بعد وشاية من أحد الحركى، حيث حاصر الجيش الفرنسي يومها قرية بلمو لمدة أسبوع كامل، وأقدم على احتجاز سكان القرية وما جاورها في المحتشدات القريبة من المنطقة وعمد بعدها إلى قنبلة جبل جراح بالطيران الحربي لتدمير مخابئ المجاهدين.
لكن التضاريس أعاقت عمل الجيش وصمدت المغارات في وجه القنابل، فلجأت فرنسا إلى سد مدخل المغارة بالإسمنت المسلح و تمرير أنبوب الغاز وأعدمت بصفة جماعية أزيد من 150 مجاهد، ما تزال رفاتهم تنام في أغوار الكهوف بعمال.


من تفاصيل الحادثة التي لم ينج منها سوى رجلان أحدهما رابح بن عيسى عيشاوي رحمه الله خال أبي، وكان يحدثنا عنها. الاستعمار قام بتسميم مغارتين بجراح بغاز النابالم الحارق والمحرم دوليا المغارة التي دخلها خال أبي رابح عيشاوي كان فيها نحو 80 مجاهدا توفوا كلهم بالغاز بعد عذاب شديد، حتى إن منهم من طلب من صاحبه أن يقتله من شدة الألم الحارق، لم يتبقى سوى خال أبي ورجل آخر اسمه رابح أيضا وكان قويا جدا إلى درجة أنه لم صمد أمام غاز النابالم السام، حمل خال أبي نحو المخرج، كانت فيه عقبة صعبة جدا، فوضعه وصعد العقبة، أخرج وجهه من باب الكهف ففاجه جيش الاحتلا بقنبلة النابالم على وجهه، عاد إلى الكهف و أخذ يد خال أبي ولمس بها وجهه وقال له انظر ماذا فعلو بي فوجد وجهه قد تفحم، ولم يلبث إلى أن مات رحمهم الله، بقي خال أبي عاجزا عن الحركة إلى أن جاء سكان القرى المجاورة، هدموا صورا بناه جيش الاحتلال وجدوا الكل قد لقي حتفه سوى خال أبي، تعسر عليهم إخراجه إلى أن ربطوه بحبل وسحبوه حتى انسلخ ظهره رحمه الله، حملوه في النعش حتى الزعاميم وظن اهله انهم جاءوا به ميتا. لكنه نجى بفضل الله وعاش حتى أدركناه وقص لنا الحكاية وحكايات أخرى. كتبه عبد السلام بن حمدان بن مختار بن محمد بن عومار بن حمدان بن أحمد بن محمد نقاش
عبد السلام نقاش - مهندس دولة - الجزائر - الجزائر

12/10/2021 - 532048

Commentaires

7 * يوم من أيام شهر سبتمبر 1957 غاب عن ذاكرتي أين تصادف مع أول إلتحاقي بالكتاب و قبل إن يدشن الشيخ لوحتي بكتابة لي أول درس في الحروف الأبجدية انبعث صوت الرصاص من جهة الشرق و بالضبط من تاشحاط غرب عمال ولاية بومرداس طلقات طلقات ثم ما لبث أن تحول إلى رشاشات رشاشات فما كان من شيخنا إلا أن أطلق سراحنا مجموعة بعد مجموعة و مثنى , مثني و ثلاثي ثلاثي حتى لا يكشف جيش الإستعمار أمرنا لأن التعليم أصبح في خبر الممنوعات و الحمد لله تمت العملية بسلام و في المساء تبين أن جنديا فرنسيا سفاحا متعطشا إلى سفك دماء الأبرياء ارتكب جريمة شنعاء في حق عمي أحمد الطاعن في السن و البريء من ممارسة أي نشاط سياسي أو عسكري و حسب روايات أهله لا ذنب له سوى الدخول و الخروج بصفة عادية بدون أن يحترز من وجود جيش الأستعمار الذي كان يراقب الدشرة من بعيد و هذا ما كان كافيا لأحد جنوده السفاح ليقصد داره و يحاصرها بعدة جنود و يرميه بتهمة تخابر على جيش الإستعمار و يخرجه من وسط عائلته دون أن يترك له الفرصة ليلبس حذاءه زاعما لعائلته أنه سيعود بعد دقائق و بمجرد أن قطع به بضعة أمتار من الدار أدخله في كوخ مملوء بالتبن و أطلق عليه وابلا من الرصاص وأرده قتيلا ثم أردف ذلك بإحراق الكوخ و هو بداخله جثة هامدة مما جعلها تتفحم و يصعب انتشالها من وسط رماد التبن ربي يرحمه و يرحم جميع الشهداء .
الشيخ : السعيد بغزوز - متقاعد من ادارة المدرسة الإبتدائية - عمال مركز ولاية بومراس - الجزائر

02/02/2019 - 395759

Commentaires

8 * يوم 23 سبتمبر 1957 ( على وجه التقدير ) في هذا اليوم أصبحنا على مداهمة منطقة غرب عمال من الجهات الأربعة بقوة ضخمة من جيش الإستعمار فلم تغادر النساء مكان مبيتها في مجموعة تتجاوز 6 نساء من مختلفة الأعمار الى جانب أطفال يتعدى عددهم أيضا 6 بما فيهم الرضاع و البالغين للقيام بأشغالها الفلاحية كالمعتاد في وقت الأمان و انتظمت كالعادة لما يقبل جيش الإستعمار في حوش الدار في حلقة الشبات في الوسط مع الاطفال والطاعنات في السن حولهن ﻭ بما أني كنت حاضرا في تلك المجموعة رأيت ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ بينها و بين جيش الإستعمار لما وصل من بدايتها أإلى نهايتها و قد بدأت ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺟﻨﺪﻳﻴﻦ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ و تلفظ ألفاظا لم نفهمها و لكن يمكن أن تكون قبيحة ﻭ هنا أعطيت الإشارة من النساء الكبار للأطفال لإطلاق ﻋﻨﺎﻧﻬﻢ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﻭ كان ذلك في الحين وﺍنشغلت ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺕ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﺳﻜﺎﺗﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ ﻭ ﻭﺧﺰﻫﻢ ﺧﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ بدأت ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ تحتج ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﺑﺎﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﻟﻴﻬﺪﺃ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺍﻟﺠﺪﺍﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻳﺎﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﻌﺎﻭﺩﻭﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻋﺪﺩ ﻟﺘﺸﺘﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﺿﺪﻧﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭ ﻫﻨﺎ ﺩﻋﻤﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻜﺎﺋﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺡ ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ مكان تجمع النساء الأخريات ﻭ قد سمعت أن إثنين من النساء ﻛﺎنتا ﺟﺪ ﻣﻈﻄﻬﺪﺍﺕ أغتنمت فرصة الإظطراب و ﻓﺮﺗﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ مكان تجمع النساء ﻭ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ الى دشرة ﺎﻟﺰﻋﺎﻣﻴﻢ ﻓﺎﻃﻠﻖ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻟﻤﺎ ﺃﺧﺘﻔﺎﺗﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺃﺗﺒﻊ ﺇﺗﺠﺎﻫﻬﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ المكان ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻫﻤﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﻧﺴﺎﺀ ﺗﻠﻚ الدشرة ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺃﺗﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﺃﻟﺘﺤﻘﺘﺎ ﺑﻬﻦ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺴﻄﻊ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻐﻴﺮﺗﺎ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺿﻴﻌﺎ ﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻈﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ذﻫﺎﺑﻪ ﻣﺴﺎﺀ .
الشيخ : السعيد بغزوز - متقاعد من ادارة المدرسة الإبتدائية - عمال مركز ولاية بومراس - الجزائر

25/01/2019 - 395191

Commentaires

7 * يوم 4 أوت 1957 استيقظت على صوت الرصاص ينبعث من جنوب غرب عمال و بالضبط ضواحي أولاد بلمو أين ألتقطت الصورة المرافقة بكثافة كبيرة على غير العادة فتسارعت نساء ( لأن الرجال أصبحوا في خبر كان بعضهم أختار الجهاد و و بعضهم أختار الفرار من المنطقة و البقية كان مصيرهم الأستشهاد أو السجن و النفي من طرف جيش الأستعمار ) إلى أماكن تجمعهن المعتاد لإتقاء شر تصرف جيش الأستعمار مع النساء العزل و قد حل الزوال بدون جديد سوى انبعاث صوت الرصاص طلقة ، طلقة و طلاقات ، طلقات و دوي انفجار القنابل من حين إلى حين و ظهور الدخان يتصاعد في السماء على بعد حوالي 8 كلم مع طائرات مختلفة الأنواع تحوم حول المكان و كان شغل النساء شاغلهن تساءل عم يكون قد صار و يتضرعن إلى الله أن يحميهن من شرور جيش الإستعمار و يكون النصر للمجاهدين و مع توقف الرصاص مساء و غلق الابواب مع غروب الشمس سمعنا وابلا من الرصاص يطلق في دشرة غير بعيدة عنا مما زادنا فزعا أكثر من ذي قبل و حرم علينا لذة النوم و في صباح اليوم الموالي بلغ مسامعنا أن الرصاص الذي سمع بعد المغرب أطلقه جيش الإستعمار على طفل لم يتعد 14 سنة على مستوى عين أولاد عبد الهادي أثناء عودته من مصرح المعركة و أصيب بجروح و نجا بأعجوبة كما بلغنا أن المعركة أنتهت باستشهاد جميع أفراد فصيلة النقيب : سي بوعلام بوقري بعد إلحاقهم بجيش الإستعمار خسائر فادحة فاقت كل التقديرات . والله يرحم جميع الشهداء .
الشيخ : السعيد بغزوز - متقاعد من ادارة المدرسة الإبتدائية - عمال مركز ولاية بومراس - الجزائر

25/01/2019 - 395169

Commentaires

ليلة 27 رمضان 1957 لا أذان هذا المغرب كان على أمي عاديا و لا شروع في الإفطار مع الصائمين كان مطبقا فقد انبعثت معه طلقات نارية كثيفة من مسافة أقل من 100م عن دارنا المتواجد مع حدود بلديتي بني عمران و عمال الغربية فزادت أمي في عمر صيامها إلى حين و فرت و بي و إخوتي حيث تلتمس بريق الآمان و في أثناء مغادرتنا لحوش الدار سكت صوت الرصاص لينبعث صوت أخر غير معتاد إنه صوت الغناء و الرقص فما كان لأمي إلا دفعنا لنتسرع أكثر في الفرار قائلة لابد لمكروه بالمجاهدين قد حل و نحن لسنا في مأمن و منآى من الخطر و قد بلغنا ديار أبناء عم أبي بسلام و هناك رفعت أمي الأمساك و بالتفكير بما يكون قد صار استسلمنا أمورنا للنعاس و في صبيحة الغد بلغ مسامعنا أن مجاهدا من تولموت قد أستشهد لدى جذع شجرة زيتون بعد أن أصيب معها بعدة رصاصات لتبقى شاهدة للأجيال القادمة على جرائم جيش الاستعمار و قد وجدت جثته تحمل أثار حليب نيستلي و طماطم المصبرة من فعل تنكيل بها و قد يكون بصدد حملها الى مراكز المجاهدين بضواحي جراح و الله يرحمه و يرحم جميع الشهداء و فعلا مازال منظر تلك الشجرة الأليم بما يحمل من اصفرار و أثار الرصاص يذكرنا ببشاعة جرائم جيش الإستعمار .
Essaid baghzouz - Retraité de l'enseignement primaire - Ammal centre /boumerdes - الجزائر

07/01/2019 - 393719

Commentaires

5* يوم8ماي1957 طلقات نارية متفرقة ايقظتني و على الطائرات تحوم في السماء و جيش الإستعمار في كل ربوة أصبحت مع أمي و أخوتي و بدون تردد غادرنا المنزل إلى حيث تجمع النساء في كل مرة لدى الإحساس بقدوم جيش الإستعمار و لم يطل الوقت كثيرا هناك حتى أتضح حسب ما رددته النساء من ملاحظتهن في الجهة المقابلة شرقا إن وجهة جيش الإستعمار انصبت من الجهات الأربعة نحو تيهرت واسيف شرق جراح ب :1كلم و هنا ظهر عليهن القلق و الحيرة على ما يجري هناك خاصة لما تضرب صوت طلقات نارية أذنهن و أمسى جيش الإستعمار يتراوح مكانه و أمسينا معه في مكاننا و بات و بتنا و هكذا دواليك ألى غاية يوم السادس أين شد رحاله قبل منتصف النهار و بمجرد أن تاكد رحيله لدى السكان حتى عادت الحياة إلى طبيعتها و توجه سكان المنطقة من كل صوب و حدب إلي مكان تردد جيش الإستعمار و دوي القنابل لإنقاذ ما يمكن أنقاذه من المجزرة المحتملة التي قد يكون ارتكبها و فعلا حسب ما علم كانت جد مروعة أباد في مغارة تافراوت أكثر من70شهيدا بالغازات السامة و لم ينقذ منهم إلا إثنان أحياء هما على التوالي: ألسعيد أبحري مازال على قيد الحياة شفاه الله و أطال في عمره و رابح عيشاوي توفي رحمه الله
Essaid baghzouz - Retraitè de l,enseignement primaire - Ammal centre /boumerdes - الجزائر

25/12/2018 - 392759

Commentaires

4 * 21 ماي 1956 نهضت مذعورا من هول ما رأيت و ما سمعت في الأيام الماضية و الحمد لله اليوم لا أثار لطلقات النارية و لا لدوي القنابل و حتى أزيز الطائرات غائب عن مسمعي فالحياة عادت الى القرية في جو ملؤه الحذر من عودة جيش الاستعمار و الأسى والحزن على ضحايا إعتدائه و هذا ما أتذكره و أنا أطوف في أطراف القرية كما رأيت بعض الديار ألتهمتها النيران عن آخرها منها واحدة كانت متجرا لم ترمم الى الآن و البعض الاخر تعرضت بعض أجزائها فقط للإحتراق والأخرى ناجت بأعوبة كما كان شأن ذلك للعباد والحيوانات منهم من قتل و منهم من جرح ومنهم صاحب الحظ لم يتعرض لأي سوء و قد بلغني بعد من أقاربي أن رجال كان يدفنون الأموات تحت حراسة بعضهم لجيش الإستعمار في المنافذ المؤدية الى القرية و كلما شكوا في شيء غير عاد فروا و لا يعودون إلا بزوال شكهم و الحمد لله تمت عملية الدفن بسلام و الله يرحم جميع الشهداء .
الشيخ : السعيد بغزوز - متقاعد من التعليم الإبتدائي - عمال مركز / بومرداس - الجزائر

12/12/2018 - 391950

Commentaires

3 *يوم 20 ﻣﺎﻱ 1956 كانت بالنسبة لي ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻄﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻨﺎ ﺍﻧﺄ ﻭ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭ ﺃﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻔﺎ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺩﻭﻱ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻭ ﺃﺯﻳﺰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺟﻬﺎﺕ ﻓﺎﻧﺰﻭﻳﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻘﺎبل ﻟﻠﺒﺎﺏ ﻭ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺷﺪﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩﺕ ﺃﺳﻨﺎﻧﺎ ﺗﺼﺘﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻭ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪﺗﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺗﻄﺮﻃﻴﻖ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﻣﻦ ﺇﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﺕ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺻﻮﺕ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻣﻨﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺳﻼﻣﺔ ﺩﺍﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﺎﺟﺌﻨﺎ ﺑﺈﻹﺗﻬﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻣﻨﺎ ﺃﺫﺍﻧﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺧﻮﻓﻨﺎ ﻭ ﻇﻠﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺭﺣﻴﻞ ﺟﻴﺶ الإستعمار ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻄﺄ ﺃﺭﺟﻠﻪ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻧﺎ ﺑﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻨﻌﺰﻝ ﻓﻲ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭ ﺑﻮﺍﺑﺔ لكل ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻮﻛﻲ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ لتلعب دورها للبحث على المفقودين و مواسة عائلات شهدأء ذلك اليوم و كانت حصيلة دشرتنا شهيدان و جريح و عدة أسري ناهيك عن حصيلة بقية المداشر المجاورة التي كانت جد ثقيلة و الله يرحم جميع الشهداء .
الشيخ السعيد بغزوز - متقاعد من التعليم الإبتدائي - عمال مركز /بومرداس - الجزائر

12/12/2018 - 391904

Commentaires

يوميات الطفل الصغير العسيرة في منطقة جراح المحاصرة 2* ﻳﻮﻡ 19 ﻣﺎﻱ 1956 ﻓﻲ هذا ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻻ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭ ﺩﻭﻱ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺴﺎﺀ ﻭ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺃﻳﻦ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻜﻤﻴﻦ ﻭ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺡ ﻭ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻤﻮﺕ ﻭﺗﺎﻟﻴﻠﺖ ﻭ اﻟﺤﺪﺍﺩﺓ ﺣﻴﺚ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺘﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻭ ﻟﻤﺎ ﺭﺣﻞ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ ﺣﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﺍﻟﻤﺮﺝ ﺑﻴﻦ ﺫﻫﺎﺏ ﻭ ﺇﻳﺎﺏ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻱ ﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻴﻦ ﻭ ﻣﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮﻩ ﻭ ﺗﻌﺎﻳﺸﺖ ﻣﻌﻪ ﺃﻥ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺩﺷﺮﺗﻨﺎ ﻭ ﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﺗﻮﺯﻋﻮﺍ ﺑﺒﻦ ﻓﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ اﻟﻐﺎﺑﻴﺔ ﻟﺨﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺎﺭﻳﺌﻴﻦ ﻭ ﺑﺎﻕ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﺒﺮﻳﺌﺔ ﺫمتهم منه و قد قيل أن أحدهم ظل يحث الرجال على عدم مغادرة الدشرة و ترك 0النساء وحدهن فكان المستهدف الأول في اليوم الموالي من طرف جيش الأستعمار و سقط شهيدا رحمه الله و رحم جميع الشهداء الأبرار .
Essaid baghzouz - retraite - ammal centre boumeres - الجزائر

05/12/2018 - 391480

Commentaires

من محطات طفولتي مابين سنتي 1954 و 1967 الراسخة في ذامرتي يوم 18ماي1956 كمين باليسترو 56 كما أتذكره و أنا لم أبلغ 6 سنين يوم لا أعرف لا تاريخه و لا وقته في تلك الوقت و بالتنقيب المعمق عليه لما كبرت وجدته يوم 18 ماي 1956 في حدود الساعة 11 صباحا أينما كنت منهمكا في اللعب خارج الدار بمفترق الطرق العلوي لأولاد بوشيوان غرب بلدية عمال ولاية بومرداس فإذا بي أتفاجأ بصوت تطرطيق قوي (1) و غير عادي من جهة الجنوب و ظننته صوتا صادرا من قصب تلتهمه النار حيث كنت غير متعود على صوت الرصاص و قد بعث في نوع من الخوف أن تصل تلك النار إلينا و بلغ بي الأمر الى محاولة تأكد من مكان إشتعال النار و لم يطل كثيرا حتى انقطع و تنفست الصعداء و برهة مر رجل من القرية متجها نحو إنبعاث الصوت يحمل آلة تلمع لا أعرف إذا كانت سلاحا ناريا أو أبيضا كما لا أتذكر الكلام الذي تبادله معي و يظهر لي أخبرني بالكمين و لم يمض بي الوقت كثيرا حتى سمعت القرية تهتز زغردة و هنا تملكني رعب شديد و ظننت أن جيش الإستعمار بلغ القرية و ما تلك الأصوات الى أصوات البكاء المنبعثة من السكان المضطهدين الذي باشر جيش الإستعمار في تصفيتهم و هنا ذهبت ذاكرتي و لم تعد لي الا في اليوم الموالي وقد سمعت من أفراد عائلتي أن تلك الزغردة جاءت من طرف سكان القرية تعبيرا عن فرحتهم بانتصار المجاهدين المسلمين عن جنود الفرنسيين الكفار و أن كل سكان القرية باتوا خارج الديار في المغارات و الغابات و المزارع خوفا من رد فعل جيش الإستعمار الغدار كما جرت العادة في الحروب السابقة . هواميش (1) : دوي قوي
Essaid baghzouz - Directeur d'ecole primaire retraité - Ammal centre boumerdes - الجزائر

08/10/2018 - 387468

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)