نذكّرهم بقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: “الحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة” رواه مسلم. وحتّى تكون الحجّة مبرورة لابدّ من توفّر أمور على مَن يقصد بيت اللّه الحرام أن يجتهد في تحصيلها على أرض بلاده قبل سفره.أوّلها الإخلاص للّه وحده، فلا يخالط حجّه رياء ولا سُمعة، بل التقرّب إلى اللّه عزّ وجلّ الّذي خلقنا لنعبده، فبيده سبحانه وتعالى الجزاء الحسن، أمّا المخلوقات فلا تملك ضرًّا ولا نفعًا.ثانيها الابتعاد عن الرَّفَث والفسوق والمعاصي في الحجّ، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن حجّ البيت فلم يَرفُث ولم يفسُق رَجَع كيوم ولدته أمّه” أخرجه البخاري.ثالثها أن تكون النّفقة الّتي يحجّ بها حلالاً، لأنّ اللّه لا يقبَل إلاّ طيّبًا لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه طيّب لا يقبَل إلاّ طيّبًا.. ثمّ ذكر الرّجل يُطيل السّفر أشعث أغبَر يمُدّ يده إلى السّماء يا ربّ يا ربّ ومَطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذِّيَ بالحرام فأنَّى يُستجاب له” أخرجه مسلم.وأخرج الطبراني من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إذا خرج الرّجل حاجًا بنفقة طيّبة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبّيك اللّهمّ لبّيك، ناداه مناد من السّماء: لبّيك وسعديك زادك اللّه حلال ورحالتك حلال وحجّك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنّفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبّيك اللّهمّ لبّيك، ناداه مناد من السّماء لا لبّيك ولا سعديك زادك اللّه حرام ونفقتك حرام وحجّك حرام غير مبرور” رواه البزّار، وهو ضعيف جدًّا.فعلى الحاج أن يبتعد عن اللّغو والصّخب والصّراخ والفسوق في بيت اللّه الحرام الّذي جعله آمنًا، قال تعالى: {إنّ أوّلَ بيتٍ وُضِع للّي ببكّة مُباركًا وهُدًى للعالمين. فيه آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهيمَ ومَن دَخلهُ كان آمنًا} آل عمران:96-97، وقال سبحانه وتعالى: {وإذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكانَ الْبَيتِ أنْ لا تُشرِك بي شيئًا وطَهِّرْ بيتيَ للطّائفين والقائمين والرُّكَّع السّجود. وأذِّنْ في النّاس بالْحَجِّ يَأتوك رجالاً وعلى كلِّ ضامِر يأتين من كلّ فَجٍّ عميق. لِيَشهَدوا مَنافع لهم} الحجّ:26-28. وقال أيضًا: {ومَن يُرِد فيه بإلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ من عذاب أليمٍ} الحجّ:25، كما ينبغي على الحاج أن يعفو عمّن ظلمه وأن يطلب العفو ممّن ظلمهم وأن يردّ المظالم والأمانات إلى أهلها قبل سفره.كما يجب على كلّ حاج أن يتعلّم كيفية أداء الحجّ حتّى لا يفوته ركن من أركانه فيفقد كلّ شيء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشيخ أبو عبد السلام
المصدر : www.elkhabar.com