الجزائر

مع علماء الإسلام بالجزائر الشيخ الحسين الورثيلاني الجزائري.. العالم العامل والمحقق الكامل



هو العالم العامل والمحقق الكامل سيدي الحسين بن محمد السعيد الشريف الورثلاني، نسبة إلى بني ورثلان قبيلة قرب بجايةر من مواليد سنة 1125 هـ التي توافق 1713م والمتوفى سنة 1193 هـ التي توافق 1779م. أخذ العلم عن والده وأشياخ وطنه، ثم رحل إلى المشرق فحج واجتمع بصاحب الطريقة المشهورة بالمدينة المنورة بأنوار صاحبها صلى الله عليه وآله وسلم، ودخل مصر القاهرة فوجدها طافحة بالعلم والعلماء نيرة زاهرة، فكرع واستفاد وأخذ العلوم العالية عن أولائك الأسياد، فممن أخذ عنه نذكر الصعيدي والحفناوي والجوهري والنفراوي والعفيفي والسيد البليدي والملوي والصباغ والعمروسي وخليل الأزهري وعمر الطحلاوي والزياتي والأشبيلي وأبي القاسم الربيعي والهاشمي وابن شعيب والكردي والفيومي وأجازوه في العلمين الظاهر والباطني، ثم رجع من المشرق بعد أن امتلا وطابه وفاض عبابه بعلم وأفاد وألف وأجاد و دعا إلى الله العباد وقهر الجهلة أهل التصعب والعناد. فمن تأليفه الرحلة السنية التي سارت بها الركبان وقد دعا لناسخها ومالكها وناظرها فهي حصن حصين ودرع متين، ومنها شرحه على المنظومة القدسية للشيخ عبد الرحمن الأخضري في التصوف، وحاشية على السكتاني، وكتاب المرادي، وقصيدة فيها خمسمائة بيت في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كالهزيمة، لكنها ميمية، وشرح على خطبة الصغرى، ورسالة جوابا على قول بعضهم ”خضت بحرا وقفت الأنبياء بساحله”، ورسالة في حل اللغز الذي أرسله سيدي امحمد بن يوسف الملياني رضي الله عنه إلى علماء فاس فعجزوا عنه. كان رحمه الله تعالى مجاب الدعوة شديد السطوة لا تأخذه في الله لومة لائم، ليله قائم ونهاره صائم، ظهرت على يده الكرامات وخوارق العادات ،و شهد له أهل الصدق بالولاية الكبرى والمكاشفات ونصر الله به الدين وقطع به دابر الملحدين. ومن مؤلفاته الشهيرة رحلته الموسومة بـ ” نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار”، وصفها المرحوم العلامة محمد بن أبي شنب بقوله ”أنفس تصنيف رصعت جواهره في وطن الجزائر، وأعلق تأليف اشتهر بين البوادي والحواضر، لاشتماله على عوارف المعارف، وظرائف الطرائف. وأوابد العوائد. وفرائد الفوائد. ونسق الأوصاف الكاملة وحل المسائل الشاكلة، تارة راتعا في رياض الفقه والحديث والتوحيد. وتارة ورادا حياض التفسير والتاريخ والتجويد، وآونة طامحا إلى التصوف والنصح والوعظ باذلا في ذلك كله غاية الجهد والنكظ. فاصلا جمانه بمرجان الحكايات الأنيقة. ومرصعا وشاحه بباقات الأشعار الرقيقة وغير ذلك مما هنالك..”. وقد كان الشيخ الحسين الورثيلاني رضي الله عنه وآثاره موضوع بحوث ودراسات، منها مؤخرا شهادة الدكتور من جامعة مارك بلوش بجامعة ستراسبورغ، اثنين لصاحبها الأستاذ صادق باله أستاذ بجامعة بجاية. فاللهم أعد علينا من بركات سيدي الحسين الورثيلاني وأمثاله من العارفين بالله رضي الله عنهم أجمعين، وانفعنا بعلومهم الظاهرة والباطنة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)