غياب التأمين هاجس يضاعف معاناتهم
حرس السواحل تنقذ 20 صياداً بعين تيموشنت
بلوط: نطالب بتدخل المسؤولين لتحسين وضعيتنا
يواجه الصيادين معاناة حقيقية خلال موسم البرد، كما جرت العادة عند حلول فصل الشتاء، أين يكرر الواقع نفسه ويفرض منطقه، وذلك بدءا بصراعهم مع سوء الأحوال الجوية والتي تحول دون عملهم بأريحية، إضافة إلى انعدام التأمين والذي يضمن لهم حقوقهم في حال ما إذا تعرضوا إلى حوادث أثناء أدائهم لعملهم المليء بالمشقة والمخاطر. مع اقتراب حلول فصل الشتاء، تعود معاناة الصيادين إلى الواجهة لتفرض نفسها مجددا، بحيث يعود معهم الصراع الممل مع الأحوال الجوية و التي تحول دون أداء مهامهم المتمثل في الصيد والغوص في عرض البحر والبحث بين ثناياه عن السمك، بحيث تعترض مهامهم العديد من العوائق التي من شأنها عرقلة سيرورة عملهم، وهو ما يلاحظ أثناء فصل الشتاء عادة، أين يتحول عملهم إلى مهمة شبه مستحيلة لدى غالبية الصيادين والذين يواجهون الأمرين وخاصة إن كان الجو ممطرا والرياح قوية، أين تحجب هذه الأخيرة الرؤية عنهم وتجعل عملهم مستحيلا على العموم، حسب ما يرويه من هم في الميدان. ولأن الصيد له أوقاته وخصائصه والتي من بينها التنقل ليلا والمبيت في عرض البحر وقضاء ساعات طوال في درجات حرارة متدنية تصل إلى ما دون الصفر في غالبية الأوقات، وذلك لتجهيز المعدات الخاصة بالصيد من شباك الصيد والقوارب وغيرها من الأغراض الأخرى في انتظار الحصول على الصيد الوفير والذي قد لا يأتي إلا بعد مجهود عسير، حسب ما يواجهه الصيادين في عرض البحر المحفوف بالمخاطر، حيث تتطلب المهنة الفطنة والوقوف على قدم وساق لإتمام المهام بنجاح وعلى أكمل وجه والرجوع بالصيد الوفير منها. وبين هذا وذاك، فإن التنقل في عرض البحر وحده يتسبب في متاعب جمة للصيادين، وخاصة مع الإنارة الضئيلة التي بالقوارب ليجد الصيادون أنفسهم في الأمر الواقع والذي يفرض عليهم عدم التراجع والمضي قدما لأداء واجبهم المتمثل في العودة بالصيد الوفير في اليوم الموالي من رحلتهم الشاقة والمتعبة والتي قد تقضي على أرواحهم وتعرضهم للأذى في آخر المطاف، وهو ما يخشاه الصيادون أثناء قيامهم بهذه الرحلة المليئة بالمخاوف والمفاجآت، أين كل ما يشغل فكرهم وبالهم هو عائلاتهم التي بانتظار عودتهم سالمين غانمين من رحلتهم الشاقة، إذ تمثل لهم كل رحلة كابوسا حقيقيا بتفكيرهم بأنها قد تكون آخر رحلة لهم لما ينتظرهم من مشقة ومتاعب.
غياب التأمين يضاعف معاناة الصيادين
ما زاد من معاناة الصيادين خلال فصل الشتاء وإضافة إلى ما يحمله الفصل من متاعب ومشقة كبيرين، فإن غياب التأمين يشكل مشكلا عويصا لهذه الفئة والتي طالما ناشدت بحل اجتماعي يضمن لهم حقوقهم ويوفر لهم الحماية الكاملة والشاملة في حال ما إذا تعرضوا إلى حوادث عمل أو ما شابه، إلا أنهم لا يزالون على حالهم يزاولون عملهم في أجواء مشحونة بالمخاطر والتي قد تعترض طريقهم في أي لحظة، بحيث أن الكثير من الصيادين رغم قضائهم سنوات طوال في المهنة، إلا أنهم لم ينعموا بما يسمى بالتأمين الاجتماعي الذي قد يحدث التغيير في حياتهم من جوانب عدة على غرار ضمان سير عملهم بأريحية وفي أجواء مغايرة والتي تضمن لهم حقوقهم الكاملة والشاملة من متابعة صحية وتعويضات عن الخسائر المادية والبشرية، ليبقى التأمين الغائب الأكبر في أوساط الصيادين وعائقا من أكبر العوائق أثناء أداء مهامهم. وفي خضم جملة المخاطر التي يعيشها هؤلاء الصيادين خلال موسم كل فصل الشتاء، عثر صيادون مساء يوم السبت الماضي على جثة مجهولة الهوية بعرض البحر بسواحل ولاية مستغانم، حسبما استفيد من المجموعة الإقليمية لحراس السواحل، التي أوضحت أن الوحدات العائمة لحراس السواحل تدخلت بعد ظهر ذات اليوم لانتشال جثة مقطوعة الرأس عثر عليها صيادون تطفو على سطح البحر على بعد 4 أميال بحرية (5ر7 كلم) شمال شرق ميناء مستغانم. وتم تحويل الجثة التي كانت في حالة متقدمة جدا من التعفن إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية ارنستو شي ڤيفارا بمستغانم. وستقوم الجهات المختصة باستكمال الإجراءات القانونية والإدارية للتعرف على هوية الجثة التي يرجح أن تكون لأحد المغامرين بالهجرة غير الشرعية عن طريق البحر انطلاقا من شواطئ مستغانم، كما أشير إليه.
إنقاذ 20 صياداً من الغرق بعين تيموشنت
كما تمكنت اول امس وحدات حرس السواحل للمجموعة الإقليمية لبني صاف (عين تيموشنت) من إنقاذ 20 صيادا بعد تسجيل حادث غرق سفينة الصيد التي كانوا على متنها، حسبما علم لدى ذات الهيئة. وتمت العملية في الساعات الأولى من فجر ذات اليوم حيث تم تسجيل غرق سفينة صيد بعرض البحر شمال غرب شاطئ ساسل (بلدية أولاد بوجمعة) كانت تقل 20 صيادا تم إجلاؤهم جميعا في صحة جيدة إلى ميناء بوزجار، حسبما أبرزه ذات المصدر. وفيما يرجح أن يكون سبب غرق سفينة الصيد الحمولة الزائدة عن حجمها القانوني، فتحت المصالح الأمنية المختصة إقليميا تحقيقا لمعرفة أسباب هذا الحادث، حسبما أشير إليه.
بلوط: نجدد مطالبنا بتدخل المعنيين لتحسين وضعيتنا وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على الصيادين والمتمثل في معاناتهم مع مشقة المهنة وغياب التأمين، أوضح حسين بلوط، رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، في اتصال ل السياسي ، بأن معاناة الصيادين باتت أمرا روتينيا و ألوفا، بحيث يعانون مع فصل الشتاء وسوء الأحوال الجوية والتي قد تأتي على حياتهم ، والأمر المعروف والذي هو غياب التأمين الاجتماعي، بحيث أنه رغم الطلبات المتكررة لوزارة الفلاحة والوزارات المعنية غير أن وضع الصيادين لا يزال قائما فيما يخص التامين، بحيث منذ سنة 2005 ونحن نناشد ونطالب الجهات الوصية بإيجاد حل لهذا المشكل، غير أن الواقع لا يزال قائما والمعاناة لا تزال قائمة. وأشار المتحدث بأن أكثر من يعاني من فئة الصيادين هم صيادو السردين، بحيث يواجهون صعوبات جمة في قواربهم وخاصة أثناء سوء الأحوال الجوية والتي تجعل تنقلاتهم وتحركاتهم شبه مستحيلة مع قلة الإمكانيات وغيرها والتي تجعل عملهم شاق في عرض البحر، وأضاف المتحدث في سياق حديثه بأنه يتوجب على الجهات المعنية الاهتمام بهذا القطاع وتنظيمه ضمن أجواء مريحة أكثر للصيادين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/11/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة القطعة
المصدر : www.alseyassi.com