الجزائر

مع اقتراب عيد الأضحى ارتفاع طفيف في أسعار المواشي



تشهد أسواق المواشي بولاية الوادي، هذه الآونة، نشاطا تجاريا متصاعدا من أسبوع لآخر، يعكسه المعروض الوفير من أضاحي الأغنام والأبقار والماعز، إلاّ أنّ الأسعار بلغت مستوى أعلى بقليل مقارنة بالموسم الفارط حسبما رصدته «الشعب».سجلت أسعار الأضاحي بالوادي مع اقتراب العيد تباينا واختلافا من بلدية لأخرى، وارتفاعا طفيفا مقارنة بالأعوام الماضية، فأسعار الكباش بأسواق بلدية بن قشة ذات الطابع الرعوي الفلاحي المحض أقل ثمنا من نظيرتها في الوادي وقمار والدبيلة وتغزوت.
وأوعز عدد من المربين في سوق الخبنة الأسبوعي ببلدية النخلة في حديث مع «الشعب»، سبب ارتفاع السعر الافتتاحي للأضاحي بمختلف صنوفها هذا العام، للزيادة المسجلة في تكلفة التربية والتسمين والعناية ب»الكبش أو العلوش» من عمر شهرين أو ثلاث، إلى بلوغه الحجم والوزن المطلوبين للطّرح في السوق.
وأضاف هؤلاء أنّ تكلفة تربية وإنتاج الماشية ارتفعت وأثقلت كاهل كثير منهم لا سيما صغار المربين، والمستثمرين الجدد في المجال، الذين تفاجؤوا بثمن مرتفع للقنطار الواحد من النخالة مقارنة بالأعوام التي سبقت، ممّا يجعل هامش ربح الكثير منهم متدني، وقد لا يحصدون أرباحا في حال انخفضت الأسعار أكثر في قادم الأيام.
الموالون بدوا غير راضين على وضعية السوق الإفتتاحية بسبب هامش الربح المتدني، حيث قال لنا «منير .ح» الذي يشغل مُربّي مواشي بأنه تَحَسّب منذ عامين لتَضَخّم أسعار النخالة أو المضاربة فيها، ودفعه ذلك لزراعة منتجات علفيّة في مزرعته واستغلالها في تغطية غذاء أنعامه، دون التعويل المفرط على الأعلاف المصنّعة.
وأبرز «منير» لجوء كثير من الموّالة وأصحاب الثروة الحيوانية الحقيقيين هذا الموسم إلى تقليل مصاريف الأعلاف الصناعية عبر زراعة أو شراء محاصيل فلاحية موجهة لتسمين الماشية مثل الفصّة والذرة، بغية تفادي صدمة أسعار العلف المصنع المتصاعد مؤشره، وكذا تَجنّب الوقوع في خسائر بسقوط أسعار الأضاحي أثناء فترات البيع وعدم تغطيتها للتكاليف والأتعاب.
أما الفلاح والمربّي «عماد .ك»، فقد وَلج مجال تربية المواشي منذ فترة ليست بالقصيرة، وتَوقّع انخفاض سعر الأضاحي في قادم الأيام والأسابيع، بالنظر لعدم دخول كل المعروض خصوصا الرؤوس الحيوانية التي لا تزال قيد التسمين لدى الموّالة والتجار، ويُنتظر دخولها في الفترة المقبلة أو قبيل حلول العيد في الأسواق ومختلف نقاط البيع المخصّصة لذلك.
وبحكم خبرته في تربية المواشي، يقول عماد، بأنّه أقدم كغيره من المربين الضالعين في المجال على زراعة وإنتاج أعلاف ببستانه لتقليل شراء الأعلاف الصناعية -النخالة-، وتحقيق أرباح نظير الجهد المبذول مهما كانت الأسعار، وهو ما نصح به أقرانه من المربّين والموّالة باستحداث مساحات صغيرة مستقبلا في حقولهم لزراعة بعض المنتجات الفلاحية العلفية ذات القيمة المضافة للمواشي.
زيادات بسيطة
وتراوح سعر الكباش والخرفان وفق ما استطلع من بعض الباعة المربين بين 20.000 و80.000 دج، حسب وزن الخروف وشكله، فالكبش الذي يزن أكثر 33 كلغ يبلغ ثمنه حوالي 55.000 دج وهو نفس هذا الوزن الذي كان عليه العام الماضي في حدود 50.000 دج أو أقل، العلوش الصغير وزن 25 إلى 30 كلغ بين 34.000 و48.000 دج بزيادة عن العام الماضي 4000 دج، أما الكبش البالغ وزن 40 كلغ فما فوق سعره في حدود 70.000 و90.000 دج، وهذا النوع من الكباش الكبيرة الحجم يدخل عامل الشكل وطول القرون في زيادة تسعيرها.
النعجة الصغيرة-الخروفة- بمتوسط وزن 17 كلغ تراوح سعرها بين 20.000 و30.000 دج بارتفاع 3000 دج مقارنة بسعرها السنة الماضية، كما يوجد في الأسواق ما هو أقل وزنا وسعرا.
كما سجلت أسعار بعض أنواع «التيوس» ارتفاعا في ثمنها، أرجعه بعض الموالين إلى زيادة الإقبال على اقتنائها في هذه المرحلة، حيث تفضّل كثير من العائلات ضعيفة الدخل شرائها ليوم العيد، في ظل عدم القدرة على مقارعة أسعار الكباش بمختلف الأحجام والأوزان.
تباين سعري من موال لآخر
في هذا الصدد، لوحظ وجود اختلاف بسيط في الأسعار بين مربي وآخر، وتمسّك بعضهم بثمن معين لبيع معروضة بحجة ارتفاع التكاليف وعدم الحصول على هامش ربح معقول يُغطي الأتعاب ومسيرة أشهر من العناية بالسلعة الحيوانية، لا سيما منها المُحتضنة في الإسطبلات التي يُكلف تربيتها مجهود أكثر من ماشية الصحاري.
ورغم الإرتفاع الطفيف المسجل في الأسعار، إلاّ أن أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط لا يزال في متناولهم شراء أضحية مناسبة ليوم العيد حسب قدراتهم الشرائية، إذا بقي السوق على وضعه السعري الحالي، ولم يحدث تهافت وزيادة في الطلب على المعروض لاحقا.
تجدر الإشارة إلى أنّ تربية المواشي تنتشر في عدد من بلديات الوادي، مثل بلديات الشريط الحدودي الشرقي الثلاث دوار الماء وبن قشة والطالب العربي، المتميزة بنمط مهني رعوي للعائلات، ووجود الشريحة الأكبر من فئة البدو الرحل في تلك المناطق الصحراوية، فضلا عن تخصص بلديات جنوب الولاية كالنخلة والرباح والعقلة والعقلية في تربية أصناف الماشية ضمن نطاق الإسطبلات محليا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)